أكثر من 40 ألف مدني تم جلب أكثر من نصفهم منذ نحو العام إلى مدن مضايا وبقين والزبداني، المحاصرة بريف دمشق، من قبل "حزب الله" اللبناني والقوات النظامية، ليتحولوا إلى ورقة تفاوض مقابل بلدتي الفوعا وكفريا في ريف إدلب، المحاصرتين من قبل "جيش الفتح".
تم ربط مصير سكان هذه المدن بعضهم مع بعض، ليعيشوا في ظل ظروف إنسانية سيئة، مع شح المواد الغذائية وتدني مستوى الرعاية الصحية وسط عدم توفر الكادر الطبي.
وقالت مصادر مطلعة من مضايا، لـ"العربي الجديد"، إن "أهالي مضايا وبقين يعانون من تردي الواقع الطبي، في ظل عدم توفر كادر طبي اختصاصي منذ نحو 4 سنوات"، مبينة أن "أكثر من 40 ألف شخص، غالبيتهم من الأطفال والنساء، يعتمدون بشكل أساسي على أربعة أشخاص أحدهم طبيب بيطري وآخر كان قبل خمس سنوات طالبا في كلية طب الأسنان، وأحدهم خريج كلية الآداب وقد اكتسب خبرة مما فرضه عليه واقعه كناشط في الإسعاف، حاله حال السيدة الوحيدة في الفريق؛ والتي تعمل كممرضة جمعت معلوماتها من عملها كناشطة في النقطة الطبية".
وأضافت المصادر أن "هذا الكادر غير الاختصاصي يساعده عدد من الناشطين، يقدمون خدمات طبية للعشرات يوميا، إضافة إلى إجراء العديد من العمليات كالولادات القيصرية والزائدة الدودية والمرارة، إضافة إلى عمليات بتر الأطراف ومعالجة الجرحى جراء القنص وانفجار الألغام والإصابات الناتجة عن القصف".
ولفتت إلى أن "مضايا وبقين تعاني من انتشار الأمراض كالتهاب السحايا والقصور الكلوي، وغيرها من الأمراض التي تهدد حياة السكان الذين منعوا أطفالهم من الذهاب إلى مدارس مبادرات القوى والمنظمات المدنية خوفا من انتشار العدوى، ما يتطلب رعاية طبية عالية وتوفر الأدوية، التي يمنع الحزب دخولها إلى المنطقة".
وتابعت "كما أن فقر السلة الغذائية المقدمة من قبل الأمم المتحدة واقتصارها في غالبيتها على البقول، وغياب الفواكه والخضار والبروتين الحيواني وحليب الأطفال، يجعل من مناعة المحاصرين شبه معدومة، ناهيك عن الوضع النفسي السيئ للغاية، فالمحاصرون يعيشون في ظل معتقل كبير، في ظروف إنسانية صعبة للغاية بلا أي أفق لحل أزمتهم، في أجواء من العنف والإرهاب الدائم جراء القصف والقنص وحصارهم بآلاف الألغام الفردية والتحصينات التي يتمركز بها القناصة".
يشار إلى أن مضايا وبقين والزبداني، محاصرة بشكل مطبق منذ نحو العام، علما أنها عانت على مدار 4 سنوات من عمليات عسكرية وحصار جزئي وكلي، في حين مات فيها أكثر من 65 شخصا جراء مضاعفات الجوع.