40 ألف عامل فلسطيني يعودون للعمل بإسرائيل بعد شهرين من أزمة كورونا

03 مايو 2020
غالبية العمال العائدين في قطاعي البناء والزراعة (Getty)
+ الخط -
بدأ نحو 20 ألف عامل فلسطيني، اليوم الأحد، بالتوجه إلى أماكن عملهم في دولة الاحتلال، على أن يستكمل عدد العمال الذين سمح لهم بالدخول، اليوم وغدا الإثنين، 40 ألف عامل، ضمن شروط محددة تضمن سلامة العمال من تفشي فيروس كورونا الجديد، بعدما جرى التنسيق فيها مع السلطة الفلسطينية، وذلك بعد نحو شهرين من أزمة كورونا في فلسطين.

وقال الناطق باسم وزارة العمل الفلسطينية، رامي مهداوي، لـ"العربي الجديد"، إن "نحو 20 ألف عامل بدأوا اليوم بالذهاب إلى أماكن عملهم، ويوم غد سيدخل أيضا 20 ألف عامل"، مشيرا إلى أنه جرى دخول العمال من خلال عشرة حواجز إسرائيلية مقامة بالضفة الغربية.

وأوضح مهداوي أن العمال الـ20 ألفا تم تقسيمهم إلى مجموعات لعبور الحواجز، بحيث يدخل في كل ساعة عبر كل حاجز 300 عامل، مشيرا إلى أن الحواجز هي: "نعلين، وقلنديا، ووادي الخليل "ميتار"، وترقوميا، والجبع، والزيتونة، وقلقيلية، والطيبة، والجلمة، والريحان".

وأشار مهداوي إلى أنه جرى التواصل مع الجانب الإسرائيلي لعودة العمال من خلال الشؤون المدنية الفلسطينية ضمن شروط، أهمها المبيت عند المشغّل الإسرائيلي لمدة شهر ويسمح لهم بالعودة نهاية شهر رمضان، وكذلك تم الاتفاق على ضمان شروط الصحة والسلامة في أماكن العمل والمبيت، وتوفير تأمين صحي لهم، إضافة إلى تنسيق عودتهم بذات طريقة دخولهم. ودعا مهداوي العمال إلى ارتداء القفازات والكمامات، والحفاظ على مسافة آمنة مع الآخرين، من أجل حماية أنفسهم.

وحول سؤال عن سبب موافقة الحكومة الفلسطينية على دخولهم رغم مناشدات دائمة خلال الأيام الماضية، بضرورة عودتهم وحجر أنفسهم لمنع تفشي فيروس كورونا، قال مهداوي إن "هناك عودة للحياة في سوق العمل المحلي، وانعكس ذلك على عودة العمال إلى أعمالهم في إسرائيل".

من جانبه، قال أمين عام اتحاد النقابات الفلسطينية المستقلة، محمود زيادة، لـ"العربي الجديد"، إن "عودة العمال يبدو أنها جاءت بعد وعودات تلقتها السلطة هذه المرة بتوفير مكان مبيت آمن للعمال، وبناء على هذه الوعود وافقت السلطة على السماح بعودة العمال للعمل في إسرائيل".




وأشار زيادة إلى أنه، وبشكل أساسي، فإن العمال الذين من المفترض عودتهم بشكل رئيسي هم في قطاعي البناء والزراعة، لكن ذلك فيه مخاطرة بعدم الإيفاء بحقوق العمال، لأن العمل يتم بشروط المشغّل الإسرائيلي، ولا يشمل جميع العمال، بل من تصدر لهم إسرائيل تصاريح فقط.

وتابع أنه "توجد خطورة هامة بسبب تفشي فيروس كورونا في إسرائيل، فهناك مخاطر عبر الاحتكاك والمخالطة ما بين العمال الفلسطينيين مع الإسرائيليين في محيط مكان العمل والمنام، عدا عن أن المكان نفسه غير معروف إن كان اتخذت فيه كل الاحتياطات اللازمة فيما يتعلق بمخاطر الوقاية من فيروس كورونا أم لا؟".

ونوّه زيادة إلى أن آلية عودة العمال مهمة أيضا، بأن تتم بطريقة منظمة كما دخلوا، وأن تجرى لهم الفحوصات اللازمة حين عودتهم.

وقال زيادة إن "سماح السلطة بعودة العمال إلى إسرائيل يأتي في سياق الوعود لعمل هؤلاء العمال الفلسطينيين كمصدر دخل مهم للاقتصاد الفلسطيني، والعمال أنفسهم بحاجة إلى عمل، وأيضا إسرائيل بحاجة إلى هؤلاء العمال".

دلالات
المساهمون