بحث الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، الأحد، الملفين السوري والأوكراني خلال محادثة قصيرة استمرت لـ4 دقائق، وقد تكون الأخيرة بينهما، وذلك على هامش قمة "منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ" في مدينة ليما، عاصمة البيرو.
وقالت شبكة "سي بي إس نيوز" الإخبارية الأميركية إن هذا اللقاء ربما يكون الأخير بين الرئيسين الروسي والأميركي، إذ يغادر أوباما البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني المقبل، ولا توجد لقاءات مبرمجة بينهما حتى هذا التاريخ.
وأعلن الرئيس الأميركي، خلال مؤتمر صحفي ليل الأحد الاثنين، أنه أبلغ نظيره الروسي أنه يريد حلا للأزمة في أوكرانيا قبل مغادرته منصبه، مشددا: "تحدثت إليه (بوتين) بشأن أوكرانيا والحاجة (...) إلى إنجاز الأمور"، مضيفا: "لقد دعوته إلى إعطاء تعليمات لمفاوضيه لكي يعملوا معنا ومع فرنسا وألمانيا وأوكرانيا لكي نرى ما إذا كان بإمكاننا فعل ذلك قبل انتهاء ولايتي" الرئاسية.
وفي ما يتعلق بالملف السوري، قال أوباما إن "الفوضى هناك قد تستمر لبعض الوقت"، وإن "الدعم الروسي والإيراني للحملة الجوية التي يشنها رئيس النظام الروسي، بشار الأسد، شجع على قمع مقاتلي المعارضة".
وأوضح: "لست متفائلا بشأن آفاق المستقبل في سورية على المدى القريب.. فور أن اتخذت روسيا وإيران قرارا بدعم الأسد وشن حملة جوية ضارية، وتهدئة حلب بشكل أساسي، بصرف عن الضحايا المدنيين والأطفال الذين يُقتلون أو يصابون، والمدارس أو المستشفيات التي يجري تدميرها، أصبح من الصعب جدا حينئذ رؤية وسيلة يمكن أن تصمد بها معارضة معتدلة مدربة وملتزمة لفترة طويلة من الزمن".
وذكر الرئيس الأميركي أنه أبلغ أيضا الرئيس الروسي بأنه يشعر بقلق عميق بشأن إراقة الدماء في سورية، وأن هناك حاجة لوقف لإطلاق النار، إذ قال: "نحتاج في هذه المرحلة لتغيير في كيفية تفكير كل الأطراف في هذا الأمر، من أجل إنهاء هذا الوضع"، موضحا أنه "ما من شك في أن قوى متطرفة ستظل موجودة في سورية والمناطق المحيطة بها، لأنها ستبقى في حالة فوضى لبعض الوقت".
وفي سياق آخر، أبرز أنه يريد أن يتسلم الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، مهام منصبه بهدوء، إلا أنه لم يستبعد التدخل بشكل علني في المستقبل إذا شعر بأن بعض القيم الأميركية الأساسية مهددة.
وشدد أوباما: "أريد (...) أن أترك للرئيس المنتخب فرصة تشكيل فريقه ووضع سياسته" بهدوء، غير أنه أضاف: "بصفتي مواطنا تعنيني (شؤون) بلدي إلى حد كبير، إذا بدا لي أن بعض المسائل المحددة (...) تسيء إلى قيمنا ومثلنا العليا الأساسية، وإذا شعرت بأنه من الضروري الدفاع عنها، فسأقوم بدراسة الوضع".
وتابع أوباما: "هدفي إنهاء عملي خلال الشهرين المقبلين، وأن آخذ بعد ذلك ميشال (زوجته) في رحلة للحصول على قسط من الراحة، وأن أقضي وقتا مع بناتي، وأن أكتب قليلا وأفكر".
ويحرص الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، الذي وجه سابقا انتقادات عنيفة إلى خطر رئاسة ترامب، على تأمين انتقال هادئ، وقد وجه تطمينات إلى نظرائه الأوروبيين القلقين مما ستكون عليه الديموقراطية الأميركية في المستقبل.
من جهته، شكر بوتين، في مؤتمر صحفي منفصل في عاصمة بيرو، أوباما "على سنوات العمل المشترك"، وأوضح: "قلت له إننا سنكون سعداء أن نراه في روسيا في أي وقت يريد ويستطيع ويرغب في ذلك".
وعلى صعيد مستقبل العلاقات الثنائية بين موسكو وواشنطن، قال الرئيس الروسي إن ترامب أكد له استعداده لإصلاح العلاقات الروسية الأميركية.
وشدد على أن "الرئيس الأميركي المنتخب أكد استعداده لتطبيع العلاقات الروسية الأمريكية، وأبلغته المثل، وناقشنا أين ومتى سنلتقي".
إلى ذلك، قال مسؤول بالبيت الأبيض إن الرئيس أوباما ونظيره الروسي تحدثا لنحو أربع دقائق الأحد عن سورية وأوكرانيا، إذ التقيا في بداية اجتماع القمة في ليما، وتبادلا المجاملات، وظلا واقفين أثناء محادثتهما.
وأوضح المسؤول: "حث الرئيس أوباما الرئيس بوتين على الحفاظ على تعهدات روسيا بموجب اتفاقيات مينسك، مؤكدا على التزام الولايات المتحدة وشركائها بسيادة أوكرانيا".
وأورد المتحدث أن أوباما شدد، أيضا، على ضرورة أن يستمر وزيرا خارجية البلدين في "متابعة المبادرات مع باقي المجتمع الدولي، للحد من العنف وتخفيف معاناة الشعب السوري".
وبعد الحديث المختصر، وجه أوباما التحية للزعماء الآخرين في القمة، قبل جلوسه في المكان المخصص له.
(رويترز/ الأناضول)