388 ألف دولار خسائر يومية لانقطاع الكهرباء في مصر

11 اغسطس 2015
انقطاع الكهرباء يفاقم من صيف المصريين الحار (أرشيف/Getty)
+ الخط -


شهدت محافظات مصر مرة أخرى انقطاعات مستمرة للتيار الكهربائي وصلت إلى أكثر من 12 ساعة في اليوم الواحد، وسادت حالة من الغضب بين الأهالي بسبب ارتفاع درجة حرارة الطقس بالتزامن مع انقطاع التيار.

وأعلنت وزارة الصحة المصرية، أمس الإثنين، أن موجة الحر المصحوبة بنسبة رطوبة مرتفعة في البلاد أدت إلى مقتل نحو 21 شخصاً، أغلبهم ممن تتجاوز أعمارهم 60 عاماً، في حين نقل نحو 66 شخصاً إلى المستشفيات في تسع محافظات، وتجاوز عدد القتلى 50 قتيلاً منذ بدء موجة الحر.

وتسبب استمرار تعطل الكهرباء في تعطّل عدد كبير من المصالح الحكومية والخاصة، كما شهدت عدد من المحافظات انقطاعًا فى مياه الشرب بالمنازل بسبب توقف معظم محطات المياه عن العمل إذ تُستخدم في تشغيلها على الكهرباء.

وسادت حالة غضب بين المترددين على المصالح الحكومية، خصوصا السجلات، لتكرار قطع التيار الكهربائى وتعطل أعمالهم، ودعت مجموعة من النشطاء السياسيين إلى تدشين حملة باسم "مش دافعين" في رسالة لعدم دفع فاتورة الكهرباء احتجاجا على انقطاع التيار بشكل متكرر ولمدد طويلة.

ولجأ عدد من المستشفيات والبنوك إلى استخدام المولدات لتوفير الطاقة، خاصة بعد تعطل أجهزة التنفس الصناعي والسونار والأشعة داخل المستشفيات، مما يشكل خطورة على حالة المرضى، كما خرجت بعض ماكينات الصراف الآلي عن الخدمة، وتعطلت ثلاجات الخضار والفاكهة في سوق العبور مما تسبب في خسائر بالملايين، وتعطلت الشركات البترولية والصناعية بمحافظة السويس.

اقرأ أيضاً: مصر تقلّص دعم الكهرباء 25%

وأعرب المواطنون بمختلف الأماكن عن استيائهم الشديد من انقطاع الكهرباء والمياه في وقت واحد، وزادت حالة السخط الجماهيري من تكرار انقطاعات الكهرباء لفترات طويلة، وبشكل عشوائي، وهو ما أدى إلى تلف الأجهزة الكهربائية، وتسبب تكرار انقطاع التيار الكهربائي في إغلاق أكثر من 65 مصنعاً في عدد من المناطق الصناعية، خصوصا في العاشر من رمضان والسادس من أكتوبر.

وأدى استمرار انقطاع الكهرباء إلى انتشار البلطجية واللصوص في المحافظات، حيث يتم كسر أبواب الشقق لعدم وجود الأهالي داخل مساكنهم وهروبهم من الحرارة إلى الشوارع حيث تلقت أجهزة الأمن أكثر من 130 بلاغاً بخصوص هذا الأمر.

وتسببت أزمة انقطاع الكهرباء في ارتفاع أسعار المولدات الكهربائية بنسبة 40% بعدما لجأت أعداد كبيرة من قطاع البنوك والمصانع والعيادات الخاصة والمستشفيات الاستثمارية وشركات القطاع الخاص والقرى السياحية والمحلات التجارية والمكاتب الاستشارية إلى شراء تلك المولدات.

وشهد شارع الجمهورية، في وسط القاهرة، الذي يشتهر بمتاجر المعدات الثقيلة والكهربائية، إقبالاً كبيراً من المواطنين في شتى محافظات مصر على شراء تلك المولدات.

وأكد الخبير الاقتصادى الدكتور صلاح جوده لـ"العربي الجديد"، أن خسائر مصر من انقطاع التيار الكهربائى تتجاوز 3 مليارات جنيه (388 ألف دولار) يومياً، مؤكداً أن الحكومة ليست لديها رؤية حول تلك المشكلة الخطيرة.

وأضاف: "اعتاد وزير الكهرباء ورئيس الحكومة الخروج بالتصريحات الرنانة بأنه آخر صيف نشهده في انقطاع الكهرباء وهذا كان العام الماضي"، مشيراً إلى أن: "هناك توقفا شبه كامل للمصانع، وورش التصنيع، وخلّف خسائر في الطاقة الإنتاجية بنسبة تجاوزت الـ 20% من إجمالي الطاقة الإنتاجية، بالإضافة إلى توقف بعض المصانع وتقليص ورديات العمل الصباحية، بما يخلف 25% انخفاضا في الناتج الإجمالي للمصانع والورش".

وأكد أن: "انقطاع الكهرباء يعطي صورة سلبية للمستثمر الأجنبي عن الدخول إلى مصر"، لافتاً إلى أن المصانع ورجال الأعمال لن يتحملوا تلك الخسائر المتكررة بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء.


اقرأ أيضاً: أعمال تخريبية تطاول 5 أبراج كهرباء في مصر

دلالات
المساهمون