30 ألف حالة طلاق في بغداد خلال عام 2018

06 مايو 2019
الزواج المبكر أحد مسببات الطلاق (كايت جيراكثي/Getty)
+ الخط -


تسجّل حالات الطلاق في العراق ارتفاعا خطيرا، وأعلن مجلس القضاء الأعلى، مساء أمس الأحد، تسجيل أكثر من 30 ألف حالة طلاق في بغداد وحدها في عام 2018، فيما عزا مختصون ذلك إلى سوء استعمال مواقع التواصل الاجتماعي وارتفاع معدلات الفقر والبطالة والمخدرات.

ورأى ناشطون أنّه فضلاً عن مواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية، فإنّ دوافع نفسية متعلقة بتدني مستوى دخل الفرد وعدم توفر فرص العمل ساهمت بشكل كبير في ارتفاع نسب الطلاق.

ووفقا لإحصائية مجلس القضاء الأعلى، في تقريرها، فإنّ "محاكم العراق كافة سجلت خلال العام ‏الماضي ما يقارب 73569 حالة طلاق، وأنّ بغداد بجانبي الكرخ ‏والرصافة حلّت في المرتبة الأولى مقارنة ببقية المحافظات، إذ سجلت محاكم ‏العاصمة 30028 حالة، منها 16724 طلاقا في جانب الرصافة ‏و13304 حالات طلاق في الكرخ".‏

وأكد قاضي محكمة الأحوال الشخصية، أحمد الصفار، أنّ "المحاكم سجلت تزايدا في ‏حالات الطلاق، لا سيما خلال الفصل الأخير من العام الماضي، وأنّ الأسباب متنوعة ومتعددة ‏تتعلّق بالمتغيرات الاجتماعية وانفتاح المجتمع على عصر التواصل الإلكتروني، فضلا عن كثرة ‏الصراعات السياسية وأثرها على الأسرة"، مبينا أنّ "هذا التغير السريع أصبح يهدد أغلب ‏المجتمعات بمختلف الفئات العمرية".

وأضاف "في الآونة الأخيرة كان ارتفاع حالات الطلاق بسبب الرسائل ‏والصور أو المسلسلات الغرامية أو الألعاب الإلكترونية، وهذا كلّه ‏من الأخطار المجتمعية"، مشيرا إلى أنّ "قضايا الابتزاز الإلكتروني إحدى الأسباب التي شكلت نسبة من حالات ‏الطلاق، وعدة عوامل أخرى تقف وراء تنامي الظاهرة، بينها زواج القاصرات وانتشار تعاطي المخدرات، وارتفاع الجرائم المجتمعية".

من جهتها، قالت مدير قسم البحث الاجتماعي في مجلس القضاء، إنعام صاحب سلمان إنّ "الفرق بين نسب العامين المتتاليين ناتج عن أسباب اجتماعية، ونلحظ الاطراد في العقد الأخير لأسباب منها عدم توفر السكن، والخلافات العائلية".

وأشارت إلى أنّ "الزواج المبكر أيضا يؤدي إلى الطلاق بسبب عدم وعي ومعرفة ‏القاصر للحياة الزوجية وما يترتب عليها كونها صغيرة السن، وخبرتها الحياتية قليلة ‏وغير قادرة على مواجهة ظروف الحياة واحتواء المشاكل".

وتابعت أنّ "الخيانة الزوجية التي سببتها الإنترنت، ‏والانفتاح والتطور التكنولوجي وانفتاح الناس ‏على أشياء كانت محرومة منها، يضاف إلى ذلك حالات السكر الشديد لبعض الأزواج ‏وتناول الحبوب المخدرة والإفراط بتناول الكحول والمخدرات تقف وراء الطلاق".

وفي السياق، أكدت رئيسة جمعية العراق الجديد سهام أحمد جاسم لـ"العربي الجديد"، أنّ "الجمعية أجرت دراسة ميدانية شملت العاصمة بغداد وباقي المحافظات ومنها إقليم كردستان، كشفت أنّ 60 في المائة من حالات الطلاق سببها الفقر والبطالة وانعدام بيئة سكن صالحة للزوجين والمخدرات وقلة التعليم"، لافتة إلى أن الطلاق الناتج عن الشك بسبب استخدام أحد الزوجين مواقع التواصل الاجتماعي بما فيها الألعاب التفاعلية على الإنترنت كانت نسبته لا بأس بها.

واعتبرت أن غياب التوعية وضعف دور المحكمة كجهة إصلاح وليس جهة طلاق أو زواج، يؤدي إلى ارتفاع عدد حالات الطلاق المسجلة، والتي بالنهاية ستظهر آثارها على الأبناء بالدرجة الأولى إن لم يجدوا من يرعاهم".