3 بلديات فلسطينية تقاطع ثيوفيلوس واحتجاجات تنتظره في بيت لحم

05 يناير 2018
البطريريك ثيوفيلوس متهم بتسريب أراض كنسية للاحتلال (فرانس برس)
+ الخط -
قررت بلديات بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور وفعاليات أرثوذكسية مسيحية، مقاطعة البطريرك ثيوفيلوس في احتفالات يوم غد السبت، التي تسبق عيد الميلاد الشرقي، لقيامه بصفقات مشبوهة لتسريب أراضٍ وعقارات تعود للكنيسة، إلى شركات الاستيطان الإسرائيلية؛ وهي خطوة غير مسبوقة، وفق بروتوكول استقبال بطريرك المدينة المقدسة وسائر فلسطين وسورية والأردن وقانا الجليل.

وهذه المرة الأولى التي يتضافر فيها الحراك الأرثوذكسي المسيحي على الأرض مع البلديات الثلاث بشكل رسمي لمقاطعة البطريرك الذي تدور حوله شبهات تسريب أراضي الكنيسة في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة إلى شركات استيطانية عبر البيع المباشر أو التأجير لعشرات السنين.

وبحسب رؤساء البلديات الثلاث، فإنها ستقاطع الفعاليات البرتوكولية المعروفة لاستقبال البطريرك، فيما يتوقع أن يواجه باحتجاجات في بيت لحم.

ووفقاً للبرتوكول المعروف، يقوم رؤساء بلدية بيت جالا وبيت ساحور ونائب رئيس بلدية بيت لحم، باستقبال البطريرك أمام دير مار الياس، ويواصلون المسير معه حتى بلاط كنيسة المهد، حيث يكون رئيس بلدية بيت لحم بالانتظار، ومساءً يشارك الجميع بعشاء يقيمه البطريرك.

غير أن البلديات أكدت لـ"العربي الجديد" أن "الرئيس محمود عباس لن يشارك في عشاء البطريرك، وسيقتصر حضوره على قداس منتصف الليل". وقال رئيس بلدية بيت ساحور جهاد خير: "هذه أول مرة نقوم بكسر الأمر الواقع ونقاطع البطريرك، لأن البرتوكول ليس أهم من مصلحة الشعب الفلسطيني".

وأضاف خير "مثلما رفضنا قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتهويد القدس، في ذات السياق نستنكر ونرفض بيع الأراضي وتسريبها وتهويدها سواء بالإيجار أو البيع من قبل البطريرك ثيوفيلوس، ولدينا ما يثبت قيامه بتسريب الأراضي والعقارات التابعة للكنيسة إلى اليهود. نحترم رتبة البطريرك لكن لا نحترم شخصه، مشكلتنا ليست مع المنصب وإنما مع الشخص بذاته".


وكشف خير: "علمنا أن الرئيس محمود عباس لن يحضر العشاء ولا يعقل أن نقوم بمقاطعة البطريرك وفي نهاية اليوم نتناول العشاء معه، لذلك هناك قرار بمقاطعة العشاء الذي يدعو له عادة عشية الميلاد، مع تأكيدنا على استقبال الرئيس أبو مازن أو من ينوب عنه كما جرت العادة".

من جهة أخرى، أكد رئيس بلدية بيت جالا نيقولا خميس لـ"العربي الجديد": "لدينا قرار منذ نحو شهرين بعدم استقبال البطريرك ثيوفولوس وعدم رؤيته، والأمر ينطبق على البلدية وجميع مؤسسات بيت جالا وفعالياتها، والكل سيقاطع البطريرك حتى المسيحيون داخل فلسطين المحتلة عام 1948".

وبدوره، قال المحامي شكري العابودي الناطق الإعلامي باسم المجلس الأرثوذكسي في فلسطين المحتلة والأردن: "نتأمل أن لا يحضر الرئيس أبو مازن، لكن لا نلزم أحدا، وجميع المؤسسات الرسمية والشعبية المسيحية ستقاطع البطريرك ثيوفيلوس". وأضاف أن "الاحتفالات والفرق الكشفية ستتم بعد دخوله لأننا لا نريد أن نحرم أنفسنا من العيد".

كما أكد الناطق باسم الشباب العربي الأرثوذكسي جلال برهم، أن "الشباب العربي والحراك الأرثوذكسي الوطني على العموم، وكل المؤسسات الأرثوذكسية أخذت قراراً بعدم استقبال البطريرك، وسيكون هناك احتجاج ضده، وما قام به ترامب  لتهويد القدس لا يقل خطورة عما يقوم به البطريرك ثيوفيلوس".

وأصدر المجلس المركزي بياناً وصلت نسخة منه لـ"العربي الجديد" ذُيّل بـ"السادس من يناير/كانون الثاني يوم وقفة العزة والكرامة، ويوم الدفاع عن أرض وتراب الوطن...لا يكتمل العيد الا بتحرير الكنيسة".

وجاء في البيان: "المجلس المركزي الأرثوذكسي والجمعية الخيرية الوطنية الأرثوذكسية ولجنة المتابعة المنبثقة عن الموتمر الوطني لدعم القضية الأرثوذكسية تدعو جميع المؤسسات الأرثوذكسية والأندية وجميع أبناء الكنيسة الأرثوذكسية من فلسطين التاريخية، للمشاركة بالاحتفال والكرنفال المهيب الذي سينطلق مباشرة بعد مقاطعة استقبال البطريرك غير المستحق ثيوفيلوس، آملين من الجميع التقيد ببرنامج المقاطعة الذي سيأتي على الشكل التالي:

أولا، عدم التواجد قطعياً في ساحة المهد منذ الساعة الحادية عشرة حتى الساعة الثانية عشرة والنصف، نحن نسعى لأن تكون ساحة خالية كلياً من المواطنين.

ثانياً، التجمع على دوار العمل الساعة التاسعة والنصف، في الحد الأقصى الساعة العاشرة للبدء بوقفة الاحتجاج ساعة دخول غير المستحق إلى المدينة.

ثالثاً، بداية الاستعراض الكشفي والاحتفال المهيب، بعد نصف ساعة من دخوله إلى المدينة.

رابعاً، يتخلل الحفل الاستعراض الكشفي الذي يشارك به ما لا يقل عن 14 مجموعة كشفية، يليه كرنفال احتفالي وموسيقي بالعيد لأطفالنا وأهالينا يقدمه لهم بابا نويل.

في الختام، مسيرة سلمية حاشدة ترفع فيها اليافطات والأعلام الفلسطينية منددة ومستنكرة صفقات التسريب والتفريط بأوقاف الآباء والأجداد، ثم وصول المجموعات الكشفية وبابا نويل والمسيرة السلمية إلى ساحة المهد، حيث تستقبلهم الشخصيات الرسمية.