قد يكون للفرجة السينمائية أثر هو أبعد مايكون عن الترفيه، وقد ترسب في وجدان المشاهد فيضاً من القتامة والحزن، إذ تصدمه بأهوال واقع يحيط به، لكنه لم يكن من يدركه من قبل، كما فعلت هذه الأفلام السينمائية الثلاث.
نقلت هذه الأفلام الصورة الحقيقية للواقع المرير، الذي يرزح تحت رحمته ملايين المصريين، من فساد وظلم وقهر، فكانت كحجارة ألقيت في بحيرة راكدة، مخلفة وراءها دوامة تلو الأخرى.
فيلم "هي فوضى"
للمخرج الراحل يوسف شاهين ومساعده خالد يوسف، عرض الفيلم عام 2007، للسيناريست ناصر عبد الرحمن، وبطولة خالد صالح، منة شلبي، يوسف الشريف، ونقل الفيلم تجاوزات الشرطة من خلال شخصية "حاتم" أمين شرطة، وكشف عن فساد الداخلية وممارستها البلطجة على المواطنين، وإلقاء القبض العشوائي عليهم وفرض الإتاوات والسرقة والنهب من خلال ذلك الجهاز، وهي قضية لامست قطاعاً كبيراً من المواطنين الذين عانوا من فساد وسيطرة الداخلية.
فيلم "حين ميسرة"
للمخرج خالد يوسف، وعُرض في أواخر 2007 للسيناريست ناصر عبد الرحمن، بطولة عمرو سعد وسمية الخشاب، وفاء عامر، ونقل الفيلم صورة واقعية لسكان العشوائيات بظروفهم الاقتصادية والاجتماعية المتردية، كما تعرض لمشكلة أطفال الشوارع ومعاناتهم في ظل غياب حل حقيقي من قبل الدولة لحل تلك المشكلة.
فيلم "بنتين من مصر"
للمؤلف والمخرج محمد أمين، بطولة زينة وصبا مبارك، وعرض الفيلم منتصف عام 2010. ويسلط الفيلم الضوء على مشكلة العنوسة، والأزمة النفسية التي تتعرض لها الفتاة مع تأخر سن الزواج. ويتطرق إلى عدد كبير من الأحداث والمشكلات في المجتمع وفساد الأجهزة المختلفة، واعتقال المدونين، وغرق العبارة، وسقوط ضحايا من دون محاسبة المسؤولين، وهي أحداث حقيقية تم نسجها في عمل سينمائي.