279 من عناصر "الخوذ البيضاء" يغادرون الأردن

17 أكتوبر 2018
إعادة توطين العناصر وعائلاتهم تسري تباعاً(فيسبوك)
+ الخط -


أكد مصدر رسمي في وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية أن 279 مواطناً سورياً من موظفي الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) غادروا المملكة، وبقي 149 منهم على الأراضي الأردنية.

وأوضحت الوزارة، في تصريح صحافي اليوم الأربعاء، أن العدد الإجمالي لمن دخلوا المملكة بناءً على تعهد دول غربية بإعادة توطينهم، من عناصر الدفاع المدني السوري وعائلاتهم، بلغ 422 شخصاً. وارتفع هذا الرقم نتيجة ولادة ستة أطفال إلى 428 شخصاً.

تصريح الخارجية الأردنية جاء بعد تصريحات أطلقها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وقال فيها إن الدول الغربية تخشى استقبال عناصر "الخوذ البيضاء" على أراضيها بعدما اطلعت على تفاصيل عملهم في سورية.

وأشار لافروف في حديث لقناة "يورونيوز"، إلى أن بعض الدول الغربية قررت قبل 3 أشهر "إنقاذ" عناصر "الخوذ البيضاء" في جنوبي سورية، وطلبت من الأردن استقبال نحو 400 منهم بشكل مؤقت، ومرت 3 أشهر، لكنهم ما زالوا موجودين هناك (في الأردن)".

وتابع لافروف: "حسب معلوماتنا، فإن الدول الغربية التي وعدت الأردن بإيواء هؤلاء الأشخاص في أوروبا وكندا، بدأت بالاطلاع على الملفات الشخصية لعناصر (الخوذ البيضاء) وشعرت بالرعب. وتدفع خلفياتهم الإجرامية للتفكير في أن الدول الأوروبية تخشى استقبالهم".

وسمحت الحكومة الأردنية لهم بالمرور عبر أراضيها مؤقتاً لإعادة توطينهم في دول غربية، بناءً على طلب الأمم المتحدة لأسباب إنسانية بحتة، بعدما قدمت بريطانيا وألمانيا وكندا تعهداً خطياً ملزماً قانوناً بإعادة توطينهم خلال فترة زمنية لا تتعدى ثلاثة أشهر، ومن دون أية التزامات تترتب على المملكة جراء ذلك.

وتم البت بمواعيد سفر المتبقي منهم لإعادة توطينهم تباعا خلال الأسبوعين المقبلين. وتعهدت بريطانيا وكندا وألمانيا بإعادة توطين هؤلاء المواطنين السوريين الذي كانوا يعملون في الدفاع المدني في مناطق سيطرة المعارضة، وفرّوا إلى الجولان المحتل من هجمات النظام السوري. 

وتحمّل المعارضة السورية القوات الروسية والنظام السوري المسؤولية القانونية والأخلاقية عن ترحيلهم مع عائلاتهم من جنوب سورية إلى الخارج.
ومهدت التنسيقيات المدنية التي ظهرت بعد الثورة السورية عام 2011 لانطلاق "الخوذ البيضاء"، وذلك بعد تخلي منظمات الإغاثة عن مهامها في إسعاف الجرحى. وتأسس أواخر 2012 نحو مائة مركز في ثماني محافظات سورية، تضم نحو ثلاثة آلاف متطوع من سوريين غير مسلحين ينتمون إلى مشارب مختلفة، يخاطرون بحياتهم لمساعدة من يحتاجون.

وتأسست "الخوذ البيضاء" رسمياً في حلب وريفها مطلع 2013 مع تساقط البراميل المتفجرة على أحياء المدينة، من قبل بعض الناشطين الذين تطوعوا لأداء عملهم، معتمدين في تلك المرحلة على معدات يدوية.

وتعد "الخوذ البيضاء" منظمة حيادية وغير منحازة، ولا تتعهد بالولاء لأي حزب أو جماعة سياسية، تعمل في مناطق سيطرة المعارضة لأنها ممنوعة من العمل في مناطق سيطرة النظام السوري، وذلك كما جاء في الموقع الرسمي لفرق الدفاع المدني على شبكة الإنترنت.

وتعمل وفقاً للقانون الدولي الإنساني، كما هو معرّف في البروتوكول الأول من المادة 61 في اتفاقيات جنيف لعام 1949، وتتعهد بتوفير الخدمات المنصوص عنها في قائمة المادة الخامسة للغايات التالية: حماية السكان المدنيين من الأخطار الناجمة عن الأعمال العدائية أو الكوارث الأخرى، وتسريع عملية التعافي من الآثار المباشرة لهذه الأعمال، إضافة إلى توفير الظروف الضرورية لنجاة السكان المدنيين.