وتسعى الأمم المتحدة في هذا الإطار، إلى تعزيز الإمكانيات السياحية في جميع الدول، نظراً لأهمية هذا القطاع في رفد الاقتصادات بالعملات الصعبة من جهة، وتعزيز النمو من جهة أخرى. لاشك أن صناعة السياحة باتت، اليوم، من القطاعات الأساسية المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. فبعد بلوغ عدد المسافرين حول العالم 1.2 بليون مواطن سنوياً، باتت السياحة تشكل قطاعاً اقتصادياً هاماً وقوياً. وتسعى الحكومات إلى تعزيز القطاع السياحي، نظراً لارتفاع مساهمته في الناتج المحلي الوطني، ناهيك عن دوره في التنمية، وخلق فرص العمل والحد من البطالة والهجرة.
بلدان عديدة، يعتمد اقتصادها على القطاع السياحي، كلبنان، الأردن، مصر، المغرب، الإمارات العربية المتحدة، وغيرها من الدول العربية، والأجنبية، حيث تسعى هذه الدول إلى جذب السياح بطرق شتى، أهمها تقديم التسهيلات لمنح تأشيرات السفر، والاهتمام بقطاع الفنادق والمطاعم، وإقامة المهرجانات الفنية والثقافية، والعمل على تخفيض الأسعار في أشهر معينة تحت اسم "أشهر التسوق"، بالإضافة إلى الاهتمام بالآثار والبيئة، والاهتمام بالقطاع الصحي وإقامة المنتجعات الصحية، والتي باتت تعرف بالسياحة الاستشفائية.
وبحسب التقارير الصادرة عن منظمة السياحة العالمية، فإن 10 أفضل دول عربية من حيث الأداء السياحي شكلت مجموع 3.8% من إجمالي عائدات السياحة حول العالم التي تقدر بـ 1.5 تريليون دولار، إذ حصلت الدول العربية على عائدات من السياحة بلغت 57 مليار دولار في عام 2015.
الوجهات السياحية
وتفيد البيانات إلى أن أوروبا حصلت في العام 2015 على أعلى نسبة سياح حول العالم، حيث بلغ عدد السياح 609 ملايين سائح، تلتها آسيا في المركز الثاني، حيث بلغ عدد السياح 277 مليون سائح، فيما حلت القارة الأميركية في المركز الثالث بعدد سياح بلغ 191 مليون سائح.
وفي الدول العربية، احتلت دولة الإمارات مقدمة الدول العربية المركز الأول من حيث أعلى العائدات من قطاع السياحة بإجمالي 16.30 مليار دولار، ثم المملكة العربية السعودية في المركز الثاني في قائمة الدول العربية ذات أعلى العائدات السياحية بإجمالي 10.130 مليارات دولار، بما فيهم عائدات الحج والعمرة، وجاء لبنان في المركز الثالث بعائدات قيمتها 6.75 مليارات دولار.
وتشير البيانات الصادرة عن منظمة السياحة العالمية، إلى أنه من المتوقع أن يرتفع عدد السياح في العام 2016 بنسبة 4.6%، كما أنه من المقدر أن يصل عدد السياح حول العالم في العام 2030، إلى نحو 1.8 مليار سائح.
يذكر أن منظمة السياحة العالمية التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، قررت تأسيس اليوم الدولي للسياحة في دورتها الثالثة المنعقدة في طرمولينوس، إسبانيا، سبتمبر/أيلول 1979. ويحتفل سنوياً باليوم العالمي للسياحة في هذا التاريخ. وهذا العام، سيتم الاحتفال بالعيد السنوي تحت شعار" السياحة للجميع" ما يعني توفير جميع الإمكانيات المادية والمعنوية لتوفير أفضل الأساليب التي يستطيع من خلالها جميع الأفراد، صغاراً وكباراً الاستمتاع بالرحلات السياحية.