22 قتيلاً خلال احتجاجات السودان... واعتقال 14 معارضاً

22 ديسمبر 2018
المهدي عاد الأربعاء إلى السودان من منفى اختياري (Getty)
+ الخط -
قال رئيس "حزب الأمة" القومي السوداني المعارض، الصادق المهدي، إن 22 قتيلاً سقطوا، خلال الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها البلاد ضد موجة الغلاء، مؤكداً أن حزبه يدين استخدام القوة ضد المتظاهرين، داعياً قوات الأمن والشرطة إلى عدم استخدام الرصاص الحي في تعاملها مع الاحتجاجات.

وأضاف المهدي، الذي كان يتحدّث اليوم السبت في مؤتمر صحافي بمقر حزبه في مدينة أم درمان، أن السودان يشهد فترة انتقال جديد بعد فشل النظام، طوال الثلاثين عاماً الماضية، في تحقيق أي شيء، وأنه ليست أمامه فرصة لتقديم شيء في الوقت الراهن.

ورأى أن قيام النظام بإغلاق مواقع التواصل الاجتماعي لن يجدي أمام تمدّد الاحتجاجات إلى كل أنحاء البلاد.

وأكد المهدي أن حزبه اتخذ موقفاً إيجابياً من الحراك الشعبي، نافياً وجود اتفاق سري بين حزبه والنظام مهّد لعودته إلى البلاد، يوم الأربعاء الماضي.

كذلك اقترح صياغة مذكرة توقّع عليها كل القوى السياسية وتسليمها للحكومة، للمطالبة بـ"حكومة انتقالية تجنّب البلاد كثيراً من الشرور".


تجدّد الاحتجاجات

وتجدّدت الاحتجاجات الشعبية لتشمل مدينة الرهد، غرب البلاد. وبحسب شهود عيان تحدثوا لـ"العربي الجديد" عبر الهاتف، فإنّ المحتجّين أضرموا النار في مقر حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم في المدينة وفي مبنى المحلية، ولم ترد بعد تقارير عن وجود إصابات.

وتواترت أنباء عن خروج مظاهرات، لأول مرة، في مدينة كسلا شرقي البلاد.

وفي جزيرة آبا، شيّع أهالي المدينة اثنين سقطا في مظاهرات أمس الجمعة، فيما أفادت مصادر محلية بمقتل أحد المتظاهرين أثناء التشييع. وأفاد شهود عيان بأن المحتجين تجمّعوا مرة أخرى قبل تفريقهم بواسطة القوات الأمنية التي انتشرت في المنطقة، بينما عاد الهدوء إلى مدينة ربك، مركز ولاية النيل الأبيض، التي أعلن حاكمها، أمس، حالة الطوارئ، وأصدر قراراً آخر بتعليق المدارس والجامعات.

إلى ذلك، اعتقلت السلطات الأمنية، اليوم، 14 قيادياً من التحالف الوطني المعارض، على خلفية الاحتجاجات الشعبية، أبرزهم رئيس التحالف، فاروق أبو عيسى، وساطع الحاج وطارق عبد المجيد وأماني إدريس وعبد المنعم محمد الحاج.

وشغل أبوعيسى منصب وزير الخارجية في حكومة الرئيس الأسبق جعفر نميري، كما شغل في التسعينيات منصب نقيب اتحاد المحامين العرب.

وكان فيصل حسن ابراهيم مساعد رئيس الجمهورية قد ذكر، في تصريح صحافي، اليوم السبت، أنّ الأحزاب السياسية المشاركة في الحكومة، قد اتفقت في اجتماع لها، أمس الجمعة، على حراسة المنشآت العامة في البلاد، بواسطة الجيش السوداني، مع تعليق الدراسة في كل أنحاء السودان وعلى المستويات كافة.

السلطات الأمنية: القبض على "خلية تخريبية"

إلى ذلك، قالت السلطات الأمنية في ولاية الخرطوم، اليوم السبت، إنّها ألقت القبض على "خلية تخريبية" تخطط لتنفيذ "عمليات تخريبية" في الخرطوم ،على غرار ما حدث ببعض الولايات.

وبحسب ما نقلته وكالة السودان للأنباء، فإنّ "الخلية تضم كوادر حزبية معارضة، وكانت تعمل بتنسيق تام مع الحركات المسلحة، وفق التوجيهات الصادرة لكوادر الحركات من قياداتها"، مشيرة إلى أنّ "إجراءات قانونية اتخذت لمواجهة الخلية".

وناشدت السلطات الأمنية المواطنين بـ"التبليغ الفوري عن أي عناصر تقوم بأعمال تخريبية أو تحرّض في ذات الاتجاه، لقطع الطريق أمام المحرضين حفاظاً على الأرواح، والممتلكات الخاصة والعامة".


والٍ جديد في القضارف

إلى ذلك، أصدر الرئيس السوداني عمر البشير قراراً بتعيين ضابط في جهاز الأمن والمخابرات والياً جديداً لمنطقة القضارف التي شهدت احتجاجات هذا الأسبوع على ارتفاع أسعار الخبز، خلفاً للوالي الذي قتل في حادث تحطم مروحية قبل أسابيع.

وقالت وكالة الأنباء السودانية الرسمية "سونا"، يوم السبت، "أصدر رئيس الجمهورية قراراً بتعيين العميد أمن مبارك محمد شمت والياً على القضارف".

وكان الوالي السابق للقضارف ميرغني صالح قد قُتل في حادث تحطم مروحية قبل ثلاثة أسابيع.

وشهدت ولاية القضارف، الواقعة على بعد 550 كيلومتراً شرق العاصمة، احتجاجات على ارتفاع سعر الخبز، أوقعت ستة قتلى، يوم الخميس، في صفوف المتظاهرين، بحسب مسؤولين محليين بدون توضيح ظروف مقتلهم.

وشهد السودان، خلال الأيام الأخيرة، احتجاجات شعبية، اعتراضاً على تدهور الأوضاع الاقتصادية، وسط انتشار مكثف لقوات الشرطة والأمن في شوارع العاصمة الخرطوم وباقي المناطق التي تشهد تحركات احتجاجية، ويتمركز الأمن بالخصوص قرب المنشآت الحكومية ومحطات الوقود ومباني البنوك.