1510 أطفال يتسولون ويبيعون في شوارع لبنان

16 فبراير 2015
أطفال يمسحون الأحذية في لبنان(فرانس برس/GETTY)
+ الخط -


أعلنت دراسة نشرت، اليوم الإثنين، أن أكثر من 1510 أطفال يعيشون أو يعملون في شوارع لبنان، ثلاثة أرباعهم تقريباً من السوريين، ويعيش أغلبهم من التسول أو البيع على الأرصفة، وتقديم الخدمات في الشارع، فضلاً عن أشكال من الأنشطة غير المشروعة.

وخلصت الدراسة، التي أجرتها كل من منظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" ومؤسسة "أنقذوا الأطفال" الدولية الخيرية، بتكليف من وزارة العمل اللبنانية، إلى أن 1510 أطفال يعيشون أو يعملون في الشوارع.

وأنجزت الدراسة تحت عنوان "الأطفال العاملون والمتواجدون في الشوارع في لبنان: خصائص وحجم" هي الأولى من نوعها في لبنان، لتقييم حجم وخصائص هذه الظاهرة المتزايدة بشكل واضح، والتي تشكّل واحدة من "أسوأ أشكال عمل الأطفال"، وبينت أن هؤلاء الأطفال يكسبون في المتوسط ما لا يقل عن 12 دولاراً يومياً، وأن أكثر من نصفهم تتراوح أعمارهم بين 10 و14 عاماً.

وأجرت الدراسة مقابلات مع 700 طفل في الشوارع من مجمل ما يقارب 1510 أطفال في عينة الدراسة التي تغطي 18 قضاء. وتم العثور على الغالبية العظمى من الأطفال الذين يعيشون و/ أو يعملون في الشوارع في المدن، لا سيما في بيروت وطرابلس.

وأوضحت الدراسة أن "التدفق الأخير للاجئين من سورية، وكثير منهم من الأطفال، فاقم هذه المشكلة بالتأكيد، لكنه ليس بأي حال من الأحوال السبب الرئيسي أو نتيجة لعيش الأطفال في الشوارع أو عملهم فيها".

وحددت أربعة عوامل رئيسية تؤدي إلى عيش أو عمل الأطفال في شوارع لبنان، وهي: الاستبعاد الاجتماعي، هشاشة وضع الأسرة، تدفق اللاجئين السوريين إلى لبنان، وأخيراً الجريمة المنظّمة واستغلال الأطفال.


وأشارت الدراسة إلى أن 43 بالمائة من الأطفال العاملين يتسولون، بينما يمثل البائعون منهم في الشوارع 37 بالمائة، لافتة إلى أن معظم الأطفال الذين دخلوا سوق العمل تتراوح أعمارهم بين 7 و14 عاما، وأن 42 بالمائة منهم غير متعلمين. وتعمل الأغلبية أكثر من ستة أيام في الأسبوع وثماني ساعات ونصف الساعة في المتوسط يوميا.

وصرح نائب المدير الإقليمي لمنظمة العمل الدولية للدول العربية، فرانك هاجمان: "بدعم من منظمة العمل الدولية ووزارة العمل والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية الأخرى، تم تحديد عمل الأطفال في الشوارع كأولوية للتدخل".
مضيفاً أنه "على الرغم من أن ما يقارب ثلاثة أرباع هؤلاء الأطفال يأتون من سورية، إلا أن انتشار الأطفال الذين يعيشون و/ أو يعملون في الشوارع يشكل تحديًا على المدى الطويل في لبنان. إن نتائج هذه الدراسة الجديدة ستسمح لـ"منظمة العمل الدولية" بالعمل بشكل أكثر فاعلية مع شركائها، لإبعاد الأطفال عن الشوارع، وتوفير مستقبل أفضل لهم".

من جهتها، قالت ممثلة منظمة اليونيسف في لبنان، أناماريا لوريني: "يتعرض الأطفال في الشوارع لجميع أشكال الاستغلال والإيذاء في حياتهم اليومية، فضلاً عن المخاطر المهنية"، معتبرة "أن أولوية اليونيسف هي خلق بيئة توفر الحماية للأطفال، في مواجهة كل الممارسات التي قد تعرضهم للخطر. وتلتزم اليونيسف بالعمل مع الجهات الفاعلة الرئيسية والحكومية في منع ومعالجة القضية".

وصرح ممثّل منظمة إنقاذ الطفل الدولية في لبنان، إيان رودجرز، بـ"أن انتشار الأطفال الذين يعيشون و/ أو يعملون في الشوارع يشكل قضية طويلة الأمد وتحديًا مستمرًا مرتبطاً بقضايا اجتماعية واقتصادية أكبر في لبنان". وتابع "نحن ملتزمون باتفاقية حقوق الطفل، خصوصاً حق الأطفال في التعليم والحماية من العمل الضار. وسوف تستمر منظمتنا في العمل مع الحكومة والمجتمع المدني ذات الصلة، لعدم ترك الأطفال في الشوارع".

وتحدد الدراسة أيضا توصيات لمعالجة ظاهرة الأطفال في الشوارع، في إطار خطة العمل الوطنية للقضاء على أسوأ أشكال عمل الأطفال في لبنان، والتي أُطلقت في عام 2013.