أفادت تقارير غير رسمية، بأن حصيلة قتلى هجوم "طالبان" على قاعدة عسكرية في مدينة مزار شريف شمال أفغانستان، أمس الجمعة، وصلت إلى 140 قتيلاً كلهم من عناصر الجيش، فضلاً عن إصابة عشرات آخرين بجراح، في حين تقول طالبان إن من بين القتلى ضباطاً ومسؤولين.
وبينما لا تزال المصادر الرسمية تتمسك بأن عدد قتلى الهجوم لا يتجاوز ثمانية قتلى وعشرة جرحى، إلا أن مصادر مستقلة إضافة لشهود عيان وناجين من الهجوم، يؤكدون أن المسلحين قاموا بتصفية كل من تجمَّع من عناصر الجيش في المسجد أثناء أداء الصلاة، مستخدمين أسلحة رشاشة وقنابل يدوية وأحزمة ناسفة.
كما نقلت بعض وسائل الإعلام الأفغانية عن مصادر في الجيش لم تسمها، أن عدد قتلى الهجوم على القاعدة العسكرية ارتفع إلى 150 قتيلاً كلهم جنود الجيش، بالإضافة إلى إصابة عشرات آخرين بجروح.
وقال مسؤول في الجيش لـ"العربي الجديد" إن الجنود كانوا في المسجد وفي المطعم عندما دخل المهاجمون إلى القاعدة وهم في زي الجيش، متوجهين نحو المسجد والمطعم ليقوموا بتصفية كل المتواجدين فيهما.
من جانبها، أكدت القوات الدولية العاملة في أفغانستان إدانتها للحادث، لافتة إلى أن الحادث المأساوي أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من 50 جندياً، وأن الهدف كان جنود الجيش الأفغاني، لا القوات الدولية.
وكان الناطق باسم الجيش الأفغاني الجنرال دولت وزيري قد أكد أن الهجوم نفذه خمسة انتحاريين على قاعدة عسكرية في مدينة مزار شريف، عاصمة إقليم بلخ، وأنه أدى إلى مقتل ثمانية جنود وخمسة مهاجمين، بالإضافة إلى إصابة عشرة جنود آخرين بجراح.
كما أضاف وزيري أن القتلى والجرحى كلهم عسكريون، وأن المهاجمين تسللوا إلى الثكنة بزي الجيش، لافتاً إلى أن بعض الانتحاريين كانوا يلبسون أحزمة ناسفة، ولكن قوات الأمن تصدت لهم وقامت بتصفيتهم قبل تفجير الأحزمة.
أيضاً، ذكر الجنرال أن سيارتين كانتا تحملان المسلحين، وقد استهدف حراس القاعدة إحدى السيارتين، مما أدى إلى حرقها بالكامل، ولكن السيارة الثانية تمكنت من الدخول إلى القاعدة، حيث هرع المسلحون إلى المسجد، حيث كان جنود الجيش يؤدون الصلاة.
ولكن مصادر أخرى في الجيش تؤكد أن جميع المهاجمين وهم عشرة قد تمكنوا من الدخول إلى القاعدة، وساهموا في قتل عناصر الجيش حتى قتلهم جميعاً من قبل القوات الخاصة.
وقد أثار الهجوم غضب الأفغان كونه استهدف مسجداً وقت أداء الصلاة، كما أثار الهجوم شكوكاً حول المساندة من الداخل، بعد تمكن المسلحين من الدخول إلى القاعدة المحصنة من كل الأطراف، وهو ما يحدث في جل الهجمات الكبيرة حالياً.