12 يوماً من مجازر حلب...والنظام ينسّق مع المليشيات الكردية

27 نوفمبر 2016
"الجيش الحر" ينزع ألغام "داعش" قرب مدينة الباب(حسين نصير/الأناضول)
+ الخط -
مع دخول حملة القصف والغارات الدامية على أحياء حلب الشرقية يومها الثاني عشر، أمس السبت، بدا أن لا تغيير يُذكر للأوضاع الكارثية التي بلغت أسوأ حالاتها ضمن هذه المناطق، سوى أن الجديد فيها هو أسماء الضحايا الذين يرتفع عددهم يومياً. وسقط قتلى وجرحى جُدد، جراء عشرات الغارات، فيما تواصل قوات النظام والمليشيات المساندة لها، محاولات تقدمها من أجل الوصول إلى عمق مناطق سيطرة المعارضة السورية شرقي حلب. ولم توفر الغارات، أمس، مناطق أخرى شمال سورية، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى مدنيين، لا سيما في محافظة إدلب. وتركز استهداف غارات طيران النظام في أحياء: القاطرجري، طريق الباب، الحيدرية، مساكن هنانو، كرم الطحان، الصاخور، إذ قُتل في الحي الأخير وحده سبعة مدنيين، بحسب ما أكدت شبكة "سورية مباشر". كما ذكرت مصادر محلية أن أربعة آخرين قتلوا في غارة بحي مساكن هنانو، وسقط قتيلان في حي القاطرجي، فيما أدى قصف مدفعي، مصدره قوات النظام، إلى مقتل مدنيين اثنين على الأقل وإصابة آخرين، في حيي المرجة وباب النيرب.

ويأتي كل هذا، في اليوم الثاني عشر، لحملة قصف وغارات كثيفة، قتلت عشرات المدنيين، في أحياء مدينة حلب الشرقية، التي تسيطر عليها المعارضة السورية منذ نحو أربع سنوات، وتخضع لحصارٍ مطبق، فرضته قوات النظام والمليشيات منذ ثلاثة أشهر، بحق أكثر من ربع مليون مدني لا يزالون يقطنون في هذه الأحياء، ضمن أسوأ الظروف الإنسانية. ويحصل كل ذلك في ظل تحذيرات أطلقها "الدفاع المدني السوري" منذ يومين، أن مخزون المؤن الغذائية الأساسية والأدوية، يعاني شحاً كبيراً، ويشارف على النفاد تماماً خلال أيام.

في غضون ذلك، لم تتوقف محاولات قوات النظام، والمليشيات المساندة لها، للتقدم داخل مناطق سيطرة المعارضة المنهكة شرقي حلب، خلال الأيام القليلة الماضية. وقد ارتفعت وتيرة هذه المحاولات، منذ يوم الجمعة وحتى ظهر أمس السبت، خصوصاً على محاور العويجة شمالاً والشيخ سعيد جنوباً، وكذلك على أطراف حي صلاح الدين، ومنطقة مساكن هنانو، التي زعم إعلام النظام أن قواته حققت تقدماً فيها، تمثل بسيطرتها على مساحات وأبنية كانت تحت سيطرة فصائل المعارضة.


من جانبها، تتحدث مصادر المعارضة السورية عن تصدي مقاتلي الفصائل لهجمات قوات النظام وحلفائه على مختلف محاور القتال. وقال مصدر عسكري في المعارضة لـ"العربي الجديد" إن "ثلاثة ضباط مع عدد من عناصر مليشيات مساندة للنظام، قتلوا في الساعات الماضية، خلال محاولتهم التقدم في حي مساكن هنانو" شرق حلب. وأكد "مركز حلب الإعلامي" مقتل وجرح عدد من عناصر قوات النظام، أمس السبت، خلال صدّ المعارضة السورية المسلحة، لعملية اقتحام على جبهة "قطاع الحشكل" في حي صلاح الدين شرق المدينة المحاصرة. وبيّن المصدر أن "وتيرة الاشتباكات ارتفعت في حي مساكن هنانو شرق المنطقة المحاصرة بين المعارضة المسلحة وقوات النظام، وأعنفها تركز في منطقة مستوصف هنانو وعدة كتل وأبنية شرق المستوصف، وفي جنوب الحي من جهة جامع العباس والمركز الثقافي، حيث وقع قتلى وجرحى من الطرفين". ولفت إلى أن "المعارك هي الأعنف، منذ أسبوعين، وهناك كر وفر، وتتزامن مع قصف كثيف وتبادل للقذائف المدفعية بين الطرفين، في حين تواصل قوات النظام الضغط على جنوب وشمال المنطقة المحاصرة لإشغال المعارضة عن إرسال تعزيزات إلى حي مساكن هنانو".

بموازاة ذلك، يبدو أن سباق السيطرة على مدينة الباب، التي تعتبر أبرز معقل لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بريف حلب الشرقي، يحتدم تدريجياً بين فصائل "درع الفرات" المدعومة من تركيا، والتي تنتشر شمال مدينة الباب بنحو ستة كيلومترات، من جهة، و"قوات سورية الديمقراطية" التي تتكون بشكل أساسي من المليشيات الكردية، من جهة أخرى. والمعارضة السورية تتهم تلك القوات بالتحالف مع نظام بشار الأسد وبالسعي للتقدم من الغرب نحو مدينة الباب، لقطع الطريق على طموحات "درع الفرات" في ريف حلب الشمالي الشرقي.

في هذا السياق، قال القيادي العسكري في "فرقة السلطان مراد"، أبو الوليد العز، لـ"العربي الجديد"، إن "هناك تنسيقاً واضحاً في استهداف قوات عملية درع الفرات من قبل النظام السوري وقوات سورية الديمقراطية"، مضيفاً أن "الاستهداف غرضه إيقاف تقدم العملية (درع الفرات)". لكنه أكد أن "العمليات العسكرية لن تتوقف وستكون منبج والباب أهدافنا المقبلة"، وفق قوله.

وكان "الجيش السوري الحر" سيطر، أمس السبت، على قريتَي العجمي ودويرى، الواقعتين على الطريق الواصل بين مدينتي منبج والباب، بعد معارك عنيفة مع تنظيم "داعش"، فيما قالت مصادر محلية في حلب لـ"العربي الجديد" إن معارك عنيفة دارت، صباح أمس، بين "الجيش السوري الحر" و"قوات سورية الديمقراطية" في منطقتي سبويران والشيخ ناصر، قرب بلدة العريمة في ريف منبج الغربي شمال سورية.

كذلك، قُتل وجرح عشرات المدنيين السوريين، أمس، بالغارات التي استهدفت مناطق سيطرة المعارضة السورية في محافظات إدلب وحمص وحماه. وقال الناشط الإعلامي الموجود في إدلب، جابر أبو محمد، لـ"العربي الجديد"، إن "خمسة مدنيين قتلوا، بينما جرح ثلاثة آخرون بقصف جوي من الطيران الحربي الروسي على بلدة جبالا في ريف إدلب الجنوبي. وقتلت طفلتان وامرأة، وجرح طفل وامرأة آخران بقصف مماثل على مدينة خان شيخون".

وفي وسط سورية، أكد "مركز حماة الإعلامي" مقتل مدني واحد على الأقل، وسقوط عدد من الجرحى، نتيجة غارة من الطيران الحربي الروسي على مدينة حلفايا، في ريف حماة الشمالي. وتحدثت مصادر محلية في المحافظة عن وقوع عدد من الجرحى إثر غارة روسية استهدفت مدرسة يقطنها نازحون في بلدة كفر عين، بريف إدلب الجنوبي، المتاخم لريف حماة الشمالي.

إلى ذلك، تحدث الناشط بـ"مركز حمص الإعلامي"، محمد السباعي، لـ"العربي الجديد"، عن "إصابة عدد من المدنيين، جراء استهداف قوات النظام لحي الوعر المحاصر في مدينة حمص بالأسطوانات المتفجرة لليوم الثاني عشر على التوالي، بينما قُتل مدني وجرح العشرات بغارة روسية على مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي"، بحسب تأكيده.
المساهمون