رفعت السلطات السودانية من درجة الاستعداد القصوى لمواجهة وباء "الحمى النزفية" الذي بدأ في الانتشار أخيرا بإقليم دارفور، الذي يشهد نزاعات مسلحة، حيث سجلت 182 حالة اشتباه بالمرض، توفي منهم 103 في 12 منطقة محلية.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية نشر فريق من الخبراء للتقييم والتصدّي لوباء الحمى النزفية.
ويعتبر فيروس الحمى النزفية من الأمراض المنتشرة في أفريقيا، ينقله نوع محدد من البعوض، ويُعد من الأمراض القاتلة وشديد العدوى.
وأعلنت ولاية غرب دافور، أمس الإثنين، عن ارتفاع حالات الإصابة والوفيات "بالحمى النزفية"، وهي الولاية التي تسجل أعلى نسبة إصابات، حيث ارتفع عدد المصابين من 103 إصابات حتى 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 127 إصابة، ما حدا بالحكومة هناك إلى رفع نظام الإبلاغ من أسبوعي إلى يومي.
اقرأ أيضاً: حمى قاتلة تضرب إقليم دارفور في السودان
وذكر وزير الصحة في الولاية، هشام نورين، أن عدد الوفيات وصل إلى 83 شخصاً جراء الإصابة بالمرض، وأشار إلى ترتيبات وإجراءات قامت بها الوزارة للحد من انتشار المرض، فضلا عن إجراء مسوحات حشرية للوحدات المختلفة، بجانب تكوين لجنة فنية على مستوى وزارة الصحة في الولاية، لافتاً إلى أنهم قاموا برفع درجة الوعي الصحي لدى المواطنين، مع البدء في مكافحة الناقل بدون انتظار النتائج المعملية النهائية لتحديد هوية المرض. وأهاب نورين بالمواطنين التبليغ الفوري عن أية حالة اشتباه.
وذكر تقرير صادر عن مكتب منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان "أوشا"، تلقت "العربي الجديد" نسخة منه، "أن الوباء لا يزال في مرحلة الانتقال من الحيوان إلى الإنسان، وليس من الإنسان إلى الإنسان". وأكدت فحص 36 عينة من الحالات المشتبه بها، والقريبين منها، حيث أظهرت ثماني عينات منها نتائج إيجابية بالإصابة بفيروس غرب النيل، وهو أحد أنواع الحمى النزفية، ويتسبب في مرض عصبي مميت.
كما أظهرت أربع حالات أخرى الإصابة بفيروس حمى شيكونغونيا، وهو مرض فيروسي يسبب حمى وآلاما في المفاصل. وأشار التقرير إلى نشر فريق تحقيق مشترك يضم منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة السودانية، للتصدي للوباء في المحليات المتأثرة في دارفور، وذكرت أنه سيجري نقل مضخات وآلات رش ضبابية ومبيدات حشرية للمنطقة.
اقرأ أيضاً: وزارة الصحة الموريتانية تؤكد ظهور الحمى النزيفية