10 نقاط توحِّد القوى الثورية في مصر

01 ديسمبر 2014
اتصالات بين القوى الثورية استعداداً للتحرّكات المقبلة (الأناضول)
+ الخط -

"القفز على الخلافات الحزبيّة، تطهير القضاء، تطهير الداخليّة، إبعاد العسكر عن الحكم، الحريّة، احترام الآخر وعدم التشويه، تطبيق العدالة الاجتماعيّة، الاقتصاص لدماء الشهداء، محاكمات ثوريّة لرموز نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، البعد عن الوصاية على الشعب"، عشر نقاط، يحدّدها ناشطون وشباب مصريون، لإعادة توحيد ناشطي ثورة يناير، مرة جديدة.
تعيش القوى الوطنيّة والثوريّة، والتي رفعت شعار "الوحدة والاصطفاف"، حالة من خيبة الأمل والإحساس بضياع الثورة وسرقتها، بعد أن قضت محكمة جنايات القاهرة، أوّل من أمس، ببراءة الرئيس المخلوع حسني مبارك ونجليه علاء وجمال، ووزير الداخلية السابق حبيب العادلي وستة من معاونيه، في قضيّة التحريض وقتل المتظاهرين إبان ثورة يناير.
وفي سياق متّصل، يقول المتحدث باسم حركة 6 إبريل، محمد كمال لـ "العربي الجديد"، إنّ "التوحّد الآن بين القوى السياسيّة والوطنيّة والثوريّة، التي شاركت في 25 يناير، لا بدّ أن يتمحور حول ضرورة الحراك في الشارع، ردا على أحكام البراءة لمبارك ونظامه". ويشير إلى "اتصالات مستمرّة مع مختلف القوى الوطنية والمدنية لتوحيد الأهداف والحراك"، لافتاً إلى أنّ "المصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين لا تعني الحركة في الوقت الحالي، لأنّ الانشغال الأساسي في الوقت الراهن بتوحيد الحراك والفعاليات الثوريّة".
ويشدّد كمال على ضرورة العودة إلى "أهداف الثورة المصريّة الأساسيّة التي وحّدت الشعب المصري وكافة القوى الوطنية، والمتمثلة بتحقيق الحريّة، وتطهير القضاء و"الداخلية" وتطبيق العدالة الاجتماعيّة".


ولا تبتعد رؤية القيادي في جبهة "طريق الثورة"، رامي شعث، عن النقاط التي أوجزها كمال، معتبراً في تصريحات لـ "العربي الجديد"، أنّه "لا بدّ من العودة إلى أهداف الثورة الرئيسية، التي كانت محلّ اتفاق بين مختلف القوى الثوريّة والوطنيّة والأحزاب السياسيّة، والقفز على الخلافات الحزبيّة الضيقة".
ويعرب عن اعتقاده بإمكانيّة "التوحّد والاصطفاف الثوري، خلال الفترة المقبلة، على ضوء ضياع الثورة، التي دفع شباب مصر دمهم وحياتهم ومستقبلهم ثمناً لحريّة وكرامة المصريين". ويرى أنّ "القصاص لدماء الشهداء هدف أساسي لا بد من اتحاد الجميع عليه، فضلاً عن إجراء محاكمات ثوريّة لمبارك ورموز نظامه".
وفي حين يقول إنّه "يمكن خلال الفترة المقبلة التنسيق مع جماعة "الإخوان المسلمين" و"التيار الإسلامي"، في الفعاليات، ولكن ليس على المستوى القريب"، يؤكّد شعث "وجود اتصالات مستمرة بين كافة القوى الثوريّة والمدنيّة لتنظيم فعاليات وبحث الرد المناسب على أحكام البراءة".
من جهته، يشدّد القيادي في "التحالف الوطني لدعم الشرعيّة ورفض الانقلاب"، حاتم أبو زيد، على أنّ "القفز على الخلافات السياسيّة والحزبيّة الضيّقة، والخروج من فكرة انتقاد الآخرين، تُعدّ من أهمّ النقاط التي يمكن أن توحّد الثوار". ويوضح أنّه "لا بدّ من الاتفاق على خلق مناخ من الحريّة في المجتمع، وإذا أردنا ذلك، فلا بدّ من احترام إرادة الشعب المصري في اختيار ممثليه".
وفي موازاة دعوته إلى "الابتعاد عن تشويه المعارض والمخالف، حتى وإن كان يمثل تياراً مختلفاً تماماً، على غرار حملة التشويه التي طالت التيار الإسلامي، بعد أن حصد معظم مقاعد البرلمان عقب الثورة مباشرة، من قبل معارضيه الذين يريدون فرض سيطرتهم"، يرى أنّ "تحقيق العدالة الاجتماعية هو أحد أهم مطالب الثورة". ويلفت إلى أنّ "شيئاً لم يتحقّق من هذا المطلب، في وقت يسوء فيه الوضع الاقتصادي بشكل كبير، منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي"، معرباً عن اعتقاده بأنّ "شعارات الثورة جيدة جداً، ولكن ينقصها سلطة لتنفيذها، وهو ما لم يحدث منذ ثورة يناير، إلا في عهد مرسي، الذي لم تُمنح له الفرصة لتحقيق ذلك".

وتدعو قوى ثوريّة وسياسيّة مصريّة، إلى التوحّد خلف مطالب ثورة 25 يناير، وتجاوز الخلافات والأخطاء، لمواجهة دولة العسكر، بعد صدور أحكام البراءة. ويقول مؤسّس حركة "شباب من أجل العدالة والحريّة"، محمد عواد، في هذا الصدد، لـ "العربي الجديد"، إنّ "براءة مبارك دفعت الشباب إلى النزول والاعتراض في ميدان عبد المنعم رياض بشكل عفوي". ويشير إلى أنّ "المكسب هو التقاء عدد كبير من شباب القوى السياسيّة والثوريّة، وشباب الإخوان المسلمين، والتيّار الإسلامي بصفة عامة"، واصفاً إياها بـ"الخطوة الإيجابيّة".

ويكشف عواد عن "استراتيجية جديدة للثوار في الفترة المقبلة، تشترط أن ينبذ الشباب الخلافات الموجودة بين النخبة، وأن يتوحدوا من جديد، لأنهم وبمختلف توجّهاتهم يجمعون منذ تنحّي مبارك على الاستمرار في إسقاط باقي النظام"، من دون أن يستبعد "احتمال خروج مبادرة خلال الأيام المقبلة لتوحد الشباب مرّة أخرى".
وتقول الناشطة السياسيّة، غادة نجيب، لـ "العربي الجديد"، إن "جميع القوى السياسية والثورية أخطأت، من دون استثناء"، موضحة أنّ "أنصار جماعة الإخوان أخطأوا في البداية عندما تحالفوا مع المجلس العسكري خلال المرحلة الانتقالية الأولى، ودفعوا ثمن ذلك غالياً، بعد أن انقلب عليهم العسكر، وأقصوهم عن الحكم".
وتعتبر أنّ "القوى الثوريّة أخطأت أيضاً، حينما صمتت على عودة فلول نظام مبارك والعسكر لتصدّر المشهد مرة أخرى، والقفز على السلطة في أعقاب انقلاب الثالث من يوليو/تموز"، مبدية أسفها كذلك على "صمت قوى ثوريّة كثيرة على مذبحة فضّ اعتصام "رابعة العدوية"، ومقتل المئات من أنصار الجماعة، مثلما صمت الإخوان عن مقتل العشرات من الثوار في أحداث محمد محمود الأولى". وتشدّد على وجوب "عودة الجميع، مرة جديدة إلى نقطة البداية، أي إلى يوم تنحّي مبارك في 11 فبراير/شباط 2011، وأن يعود الجميع يداً واحدة لتحقيق أهداف ثورة يناير، من دون الحديث عن مصالح حزبيّة ضيّقة".
وفي سياق متّصل، يدعو حزب الوسط، كافة قوى ثورة يناير، إلى "الاستفاقة من غفلتهم، وتجاوز خلافاتهم، وتدارك أخطائهم، من أجل وحدتهم، في ظلّ اللحظة الفاصلة التي تحاكم فيها ثورة يناير، وكل من شارك فيها بجريمة: الحلم بوطن أفضل".
ويؤكّد الحزب، المنسحب من تحالف "دعم الشرعيّة ورفض الانقلاب"، وفق بيانه الصادر أمس الأحد، أنّ "كلّ ما يجري هو انقلاب متكامل الأركان على ثورة يناير، ما يستدعي من الجميع أن يكون على قدر كبير من المسؤوليّة، وتنحية الخلافات جانباً، لاستعادة الثورة، وتحقيق حلم شهدائها".
وفي حين لم يتأخر الحزب في إعلان تأييده ودعمه لكلّ "أشكال الحراك الشعبي، والعمل الاحتجاجي المُعبِّر عن استعادة المسار الديمقراطي، وأهداف ثورة 25 يناير، ومحاكمة كل من تسبب في فساد الوطن وقتل أبنائه، محاكمة عادلة"، تطالب حركة "بيان القاهرة"، كلّاً من "الحركات الثوريّة، وشركاء ثورة يناير، بالتوحد وفاءً لدماء الشهداء"، مناشدة إياهم العودة إلى الميادين "في وجه من يسرق الثورة والوطن".
وترى الحركة، وفق ما أوردته في بيان أصدرته أول من أمس، أنّ "الحكم ببراءة مبارك، ما هو إلا فصل جديد من فصول مسرحية هزليّة ثقيلة، لا تُضحك إلا أعداء الثورة، ولا تؤدي إلا لفقدان الشباب انتمائهم إلى هذا البلد"، معتبرة أنّه "أصبح واضحاً الآن، أنّ أمامنا ثورة مضادة لا تستحي من أن تدوس ثورة الشعب بأقدامها، وتدهس جميع أحلامه وآماله بعد أن سحقت خيرة شباب الوطن بمدرعاتها". وتضيف: "أصبحت الأمور واضحة وليس أمامنا سوى الاتحاد من جديد كما كنا لاستعادة ثورتنا، مهما كلفنا الأمر".