10 سنوات على اغتيال بوليتكوفسكايا والمحرض مجهول

07 أكتوبر 2016
كشفت انتهاكات حقوق الإنسان في الشيشان (نوفايا غازيتا/إبسيلون)
+ الخط -
في جريمة هزت الرأي العام الروسي والعالمي، قتلت الصحافية بجريدة "نوفايا غازيتا" الليبرالية المعارضة، آنا بوليتكوفسكايا، بأربع طلقات في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2006، وتم العثور على جثتها في مصعد المبنى، الذي كانت تقطنه في شارع ليسنايا وسط العاصمة الروسية موسكو.

وعرفت بوليتكوفسكايا بتوجيه انتقادات لاذعة ضدّ السلطات الروسية والقيادة الشيشانية، وكشف ملفات انتهاكات حقوق الإنسان في هذه الجمهورية، حيث كانت تعمل بشكل منهجي، كما صدرت لها عدة كتب عن الحرب في الشيشان والأوضاع في روسيا في عهد الرئيس، فلاديمير بوتين.

وفي أول رد فعل على نبأ اغتيالها، توعد بوتين بمعاقبة الجناة، مؤكداً أن هذه الجريمة "موجهة ضد بلادنا روسيا وسلطاتها، وتسبب لها ضررا أكبر بكثير من مقالاتها". رغم ذلك، بعد مرور عشر سنوات على الجريمة وإدانة المنفذين والمدبرين وصدور أحكام بالسجن بحقهم تراوحت بين 11 عاماً والمؤبد، لا يزال المحرض مجهولاً.

وأشارت الصحافية في "نوفايا غازيتا"، ناديجدا بروسينكوفا، التي عملت جنباً إلى جنب مع بوليتكوفسكايا قبل اغتيالها، إلى أن زملاء الأخيرة كانوا منذ البداية متأكدين أنها قتلت بسبب نشاطها المهني، مشككة في توفر إرادة سياسية لدى القيادة الروسية للتوصل إلى المحرضين.

وقالت بروسينكوفا في حديثها مع "العربي الجديد" إنّ "صحافيين كثيرين ذهبوا إلى الشيشان، لكنها كانت الوحيدة التي عملت هناك بشكل منهجي، وكتبت عن انتهاكات حقوق الإنسان، وكان هناك خلاف شخصي بينها وبين سلطة الجمهورية، ولا شك في أن اغتيالها مرتبط بنشاطها المهني".

وحول الأسباب التي حالت دون الوصول إلى المحرضين حتى الآن، أضافت: "من الواضح أن الآثار تقود إلى الشيشان، ويتطلب الوصول إلى المحرض إرادة سياسية من سلطة الدولة والشيشان، كما هو الحال مع واقعة اغتيال المعارض، بوريس نيمتسوف، الذي قتل على بعد أمتار من الكرملين في نهاية فبراير/شباط 2015".

وتابعت:"سبق للجنة التحقيق الروسية أن أكدت أنه تم اكتشاف الجريمة، لكننا نطالب بالوصول إلى المحرضين وليس المنفذين والمدبرين فقط".

وحول ذكريات زملاء بوليتكوفسكايا عن شخصيتها، أفادت بأن "آنا كانت شخصية غير عادية، وهذه الخسارة لا تعوض. كانت امرأة بغاية الأنوثة وتعشق الموسيقى ورقص التانغو الأرجنتيني، ويصعب التصور أنها تخصصت في القضايا غير النسائية، بل أصبحت بطلة للشيشانيين".

كانت بوليتكوفسكايا معروفة بشكل أساسي في أوساط الليبراليين والصحافيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، ولكنها نالت شهرة عالمية بعد حادثة اغتيالها، وأصبحت شخصية للعديد من التقارير والأفلام الوثائقية، ورمزاً للصمود والشجاعة في أداء العمل الصحافي الاستقصائي والكشف عن الحقائق. 

يذكر أن بوليتكوفسكايا ولدت في عائلة دبلوماسيين سوفييت من أصل أوكراني في نيويورك عام 1958، وتخرجت من كلية الإعلام بجامعة موسكو الحكومية في عام 1980. وبدأت بوليتكوفسكايا مسيرتها المهنية في صحيفة "إزفيستيا" قبل أن تلتحق بـ"نوفايا غازيتا" في عام 1999، ونالت العديد من الجوائز في روسيا وخارجها. 

(العربي الجديد)



المساهمون