يواجه بايرن ميونخ منافسه اللدود بوروسيا دورتموند في الجولة الـ 28 من بطولة الدوري الألماني، قبل أيام قليلة من المواجهات النارية في دوري أبطال أوروبا، كيف بدأ صراع بايرن-دورتموند في ألمانيا وما هي أبرز الأحداث التي جعلته ينال لقب كلاسيكو "البوندسليغا"؟
قبل نشأة الصراع
سيطر بايرن ميونخ على الكرة الألمانية في بداية السبعينيات والثمانينيات، لكن أبرز منافسيه آنذاك كان بوروسيا مونشنمبلادبخ، هامبورغ، فيردير برمن وليس بوروسيا دورتموند. ومن أشهر مباريات تلك الفترة عندما فاز النادي "البافاري" في عام 1971 بنتيجة عريضة (11 – 1)، ويبقى هذا أكبر فوز لبايرن في تاريخ "البوندسليغا".
ظهور دورتموند بقوة 1994
قضى فريق دورتموند سنوات طويلة في منتصف الترتيب، لكنه ظهر لأول مرة كواحد من المنافسين لبايرن ميونخ ومرشح لنيل اللقب مع بداية التسعينيات بقيادة أوتمار هيتزفيلد. وبعد أربع سنوات من احتلال المراكز الأربعة الأولى، نجح الفريق في التتويج بلقب الدوري الألماني لأول مرة في عام 1995، وحقق دورتموند ذلك مرة ثانية في الموسم الذي تلاه وفاز على بايرن ميونخ في تلك الفترة.
ولادة الكلاسيكو 1997
لم تُسعد هذه الانتفاضة بايرن ميونخ كثيراً، ليظهر بأسلوبه الناري ويستعيد اللقب من دورتموند في عام 1997، وارتفعت المنافسة بين اللاعبين على أرض الملعب في مواجهات الفريقين. وفي مباراة الإياب من موسم 1996-1997، شهد اللقاء ضرب قائد "البافاري" لوثار ماتيوس أندي مولير على وجهه، ومنذ ذلك الوقت أخذت مباريات الفريقين طابعا عدائيا، يُذكر أنه في نفس الموسم تُوج دورتموند بلقب دوري أبطال أوروبا على حساب يوفنتوس الإيطالي في المباراة النهائية، في وقت كان "البافاري" ينتظر التتويج الأوروبي منذ عام 1976.
تبدل موازين القوة 1998
تحول دورتموند في ظرف سنوات من فريق عادي إلى منافس أوروبي بارز، وأصبح أحد الأندية التي يتجنبها بايرن ميونخ، ليس خوفاً إنما بسبب الإزعاج الكبير بعد أن أصبح الفريق "الأصفر" خصم "البافاري" الأول في ألمانيا. في عام 1998 خطف كايزر سلاوترن لقب "البوندسليغا" وترك بايرن ودورتموند يتصارعان في دوري أبطال أوروبا، الذي انتهى لمصلحة "البافاري"، وهي المباريات الأوروبية التي جعلت دورتموند أحد أفضل أندية ألمانيا حتى اليوم.
جنون أوليفر كان 1999
في موسم 1998-1999 شهدت مباراة العودة في الدوري الألماني بين الفريقين جنوناً لم تعرفه في السابق، وكان حارس بايرن ميونخ أوليفر كان بطل الليلة، فعندما كان "البافاري" متأخراً في النتيجة بهدفين نظيفين، طار الحارس كان في الهواء وحاول ركل السويسري ستيفان شابويسات على طريقة "الكونغ فو" لكنه لم يصيبه. وحاول كان بعد ذلك عض اللاعب هيكو هيرليتش في مباراة مجنونة، والمثير أن الحارس لم يتلقّ أي بطاقة في الحالتين، وانتهت المباراة بالتعادل (2 – 2).
ارتفاع حدة الكلاسيكو 1999-2002
قاد أوتمار هيتزفيلد فريق بايرن ميونخ لاستعادة الأمجاد وفاز بثلاثة ألقاب في الدوري الألماني بين أعوام 1999 إلى 2001، كما تُوج بلقب دوري أبطال أوروبا. لم يغب دورتموند كثيراً عن المنافسة وحل في المركز الثالث، ثم فاز بلقب "البوندسليغا" عام 2002. وفي هذا الموسم لعب الفريقان واحدة من أعنف مباريات "الكلاسيكو"، حيثُ شهد رفع الحكم 13 بطاقة صفراء وثلاثاً حمراء، وهو رقم قياسي في تاريخ "البوندسليغا" حتى اليوم.
بايرن عظيم ودورتموند نائم 2003-2010
سيطر بايرن ميونخ على الحقبة الممتدة من عام 2003 حتى 2010، إذ فاز بخمسة ألقاب دوري من أصل ثمانية وأصبح واحداً من أقوى الأندية الأوروبية، خصوصاً بتعاقده مع لاعبين أمثال روي ماكاي وفرانك ريبيري وأريين روبن. وفي تلك الحقبة خسر "البافاري" ثلاث مباريات فقط من أصل 15 في مواجهة أقوى الخصوم، في وقت كان دورتموند في ثبات بسبب بعض المشاكل المالية التي دفعته للتراجع.
دورتموند يعيد إحياء الكلاسيكو 2010-2012
وصل المدرب الألماني يورغن كلوب إلى بوروسيا دورتموند قادماً من فريق ماينز، ونجح دورتموند في قلب الطاولة على بايرن ميونخ. جيل شاب بقيادة ماريو غوتزه، ماتس هوملز، شينجي كاغاوا وروبيرت ليفاندوفسكي نجح في استعادة أمجاد دورتموند من جديد، ليُتوج دورتموند بلقب الدوري أعوام 2011 و2012 عن جدارة واستحقاق، وكانت هذه أول مرة يُتوج فيه فريق بلقب "البوندسليغا" مرتين متتاليتين بعد بايرن ميونخ. كما حقق دورتموند أول ثنائية في تاريخه بعد فوزه على النادي "البافاري" في نهائي الكأس (5 – 2).
الكلاسيكو الكبير 2013
قدم بايرن ميونخ ودورتموند أفضل العروض الكروية في بطولة دوري أبطال أوروبا موسم 2012-2013، ليصلا إلى المباراة النهائية ويفوز "البافاري" بهدف قاتل عن طريق أريين روبن في الدقيقة 89، وصُنفت هذه المباريات في الصحف الألمانية بـ "غروبتر كلاسيكير " أي الكلاسيكو الكبير.
حقبة غوارديولا 2013-2016
نجح دورتموند في التفوق على بايرن ميونخ عندما كان بيب غوارديولا مدرباً إلا في مرتين الأولى عندما أقصى دورتموند "البافاري" من نصف نهائي كأس ألمانيا في عام 2015 والثانية في مباراة "السوبر" الألماني التي فاز بها دورتموند بهدفين نظيفين.
في المقابل فاز بيب غوارديولا بثلاثة ألقاب دوري ولقبي كأس عامي 2014 و2016، عندما تفوق على دورتموند بركلات الترجيح، في وقت وصل دورتموند إلى نهائي الكأس في عام 2015 وخسر المباراة النهائية من فولفسبورغ (3 – 1).
(العربي الجديد)