منذ عشر سنوات فرضت إسرائيل حصارها المشدد على قطاع غزة الساحلي، الذي يقطنه نحو مليوني إنسان، ومنذ ذلك الحين، انقلب واقع غزة إلى مأساة متجسدة في كل التفاصيل، حتى تلك البسيطة منها. ومع الحصار وتشديده، صارت غزة على شفير الكارثة، وإن وقعت فيها في كثير من الأحيان، لكنها بقيت صامدة رغم كل شيء.
ودفعت عشرية الحصار الفلسطينيين إلى إطلاق وسم (هاشتاغ) #عشر_سنين_حصار، لشرح معاناة غزة وإيصالها للعالم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، علّ أحداً يستطيع دفع المجتمع الدولي لوقف انحيازه لإسرائيل، ويدفعها إلى إنهاء الحصار الذي طاول كل تفاصيل الحياة الغزّية القاسية.
ونشر الغزّيون ومناصروهم صوراً عن واقع القطاع في ظل الحصار، وأرقاماً عن البطالة والفقر وأيام الحصار وتعدد الأزمات.
وكتب الناطق باسم هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار وإعادة الإعمار أدهم أبو سلمية على صفحته: "على مدار #عشر_سنين_حصار يمارس الاحتلال بغطاء دولي جريمة (الموت البطيء) بحق أهل #غزة، عمل على إفقار الشعب وزيادة نسب الفقر والبطالة بصورة مرعبة فاقت كل إمكانات المؤسسات الخيرية وحتى الدولية".
وأضاف أبو سلمية: "800000 إنسان في #غزة تحت خط الفقر المدقع.. 3650 يوما على حصار #غزة، تفاقمت معها المعاناة الإنسانية بشكل غير مسبوق".
وبطريقة ساخرة، كتب الصحافي محمد أبو حية شرحاً عن الحصار على لسان بائع "فلافل". وقال أبو حية: "بائع فلافل يشرح معنى #حصار_غزة بالقول: #الشعب حمص مطحون #والقالب حدودنا المغلقة #وصانع_الفلافل محيطنا العربي الذي يضغطنا داخل القالب #والزيت المعاناة التي يكوينا بها!".
أما الناشط إبراهيم مسلم، فكتب على صفحته في "فيسبوك": "365 كيلو مساحة #قطاع_غزة مساحة صغيرة لا يعادل كمدينة صغيرة في اي بلد آخر، ولكن مدينة فاضلة كبيرة بأهلها وشعبها ومقاومتها وصمودها الأسطوري، يمر عليها #عشر_سنين_حصار ولا تزال تقاوم وتصبر، ولا يزال حزب "لا" يعتقد غباءً أن المقاومة هي من تحاصر غزة وينشر الإشاعات كخدمة مجانية للمحاصرين".
وكتب المحلل السياسي والناشط حازم قاسم عن الحصار قائلاً: "جاء الحصار على غزة عقاباً على خيار الناس الديمقراطي.. ثم لإصرار المقاومة فيها على عدم تسليم البندقية.. صحيح أن الناس في غزة يمرون في ظروف مأساوية ويشعرون بالقهر والظلم.. في المقابل من المستبعد أن ينجح الحصار في تحقيق أهدافه.. كل ما في الأمر أن إطالة أمد الحصار سيزيد من فاتورة الحساب بين أهل غزة ومن يحاصرهم، وهي تعرفهم جيداً.. والأيام دول".
أما أحمد أبو نصر، فكتب عن حرية التنقل والحركة المكفولة قانوناً، والمحروم منها غالبية سكان غزة بفعل إقفال المعابر والحصار. وقال أبو نصر: "تخيل أن تكون سجينا في منطقة جغرافية لا تستطيع ان تسافر متى ما شئت لا للعلاج ولا للدراسة.. هذا حالنا في #غزة".
وتحت الوسم ذاته، كتب سمير حمتو: "عشر سنوات من الحصار الخانق على غزة تخللتها ثلاث حروب مدمرة وانقسام بغيض ألقت بظلالها السلبية على مختلف مناحي الحياة وما زال أهل غزة يسطرون صمودا أسطوريا أبهر العالم أجمع وما زالوا على يقين بقوله تعالى إن بعد العسر يسراً إن بعد العسر يسرا".
وفي السياق، كتب طارق شمالي، عن وضع غزة من زاوية مختلفة، إذ طالب بسياسات حكومية توائم الوضع الاقتصادي السيئ للسكان. وقال شمالي: "نحتاج إلى سياسات حكومية جديدة تتواءم مع الوضع الاقتصادي السيئ الذي يخيم على القطاع، نحتاج إلى سياسة حكومية تأخذ بالحسبان دعم صمود الحاضنة الشعبية للمقاومة لا ملاحقتها في لقمة عيشها، نحتاج إلى التخلص من بعض الوجوه العكرة التي تتصدر الفعل الحكومي وتسيء بشكل يومي إلى الوجه المشرق لغزة ومقاومتها".
وأضاف: "نحتاج إلى تغيير جذري في بعض المواقع والمراكز الحكومية التي باتت حكرا على زيد وعمرو من الناس دون حسيب أو رقيب وفي تواصل للأداء الإداري الفاشل، نحتاج إلى مقاومة حقيقية تستأصل الفساد ورؤوسه من كافة مواقع العمل الخدماتي".
ولفت إلى أنّ غزة تحتاج إلى تصحيح حقيقي لإدارة الأزمة بخلع من تسبب بها أولا، بعد أن تصدر الواجهة الإدارية طوال عشر سنين مضت دون أن يقدم حلولاً واضحة.
اقرأ أيضاً: 10 سنوات على حصار غزة: أرقام مفجعة لمعاناة مستمرة