بعد أسابيع من الآن، عدة أشهر أو عام كامل، سينتهي هذا "الكابوس" حتماً، وستعود كرة القدم كما كانت، أو كما يُحبها الجمهور أن تكون. الرياضة الشعبية الأولى في العالم التي دفعت ثمناً باهظاً بسبب تفشي فيروس كورونا، اللعبة التي لم توقفها رياح قوية ولا شتاء قارس، اليوم توقفت، لكنها حتماً ستعود، وما أجملها من عودة!
ستتناول قصة اليوم تفاصيل صغيرة وكبيرة عن الأيام الأولى لعودة كرة القدم إلى طبيعتها بعد انتهاء وباء كورونا الذي اجتاح العالم. ستأخذ الجميع في رحلة من الخيال المؤقت الذي سيغدو حقيقة في النهاية، لأن هذا الفيروس لن يستمر، وسينتهي حتماً. وإلى حين الوصول إلى اليوم "الصفر" الذي تُصبح فيه الكرة الأرضية نقية وبيضاء بعد كل ما أصابها، سينتظر الجميع بشغف وحماسة عودة الروح، عودة الكرة.
عودة التدريبات
هناك بعض الأندية التي اختارت أخيراً العودة إلى التدريبات تدريجاً. لكن القسم الأكبر من هذه الأندية أغلق منشآته الرياضية تماماً، وينتظر الحصول على الضوء الأخضر لمعاودة النشاط الرياضي. لكن مع نهاية هذا الكابوس، سيعود الجميع إلى ملاعب التدريبات دون خوف من شيء، سيعودون أقوى وأكثر حماسة لأنهم اشتاقوا كثيراً.
سيستيقظ اللاعب في الصباح الباكر، يتناول فطوره الصحي ويذهب إلى ملعب التدريبات سريعاً. سيرتدي قميص فريقه سعيداً ومتحمساً، سيدخل أرض الملعب، يشمُّ رائحة العشب الذي اشتاق إليه كثيراً، سينظر إلى السماء الزرقاء مبتسماً وسط أشعة شمس تدفعه إلى الجري والاستمتاع أكثر.
سيُصافح زملاءه بكل حُب، سيتحدث مع مدربه عن كيفية تطبيق هذه الخطة وتلك، يستعيد لياقته البدنية وثم يركل الكرة لأول مرة وكأنه عاش 100 سنة كاملة دون كرة. هذا الشعور لن يختبره سوى لاعب كرة القدم الذي ابتعد عن الملاعب لفترة، قسراً لا اختياراً. سيستعيد لمسة قدمه للكرة، سيستعيد حرية الركض على أرض خضراء لطالما احضنته وجعلته من بين نجوم تُصفق لهم الجماهير في المدرجات.
سيستعد اللاعب لأول مباراة مع فريقه بعد نهاية فيروس كورونا، وطبعاً سيُخبر الجماهير عبر حسابه الإلكتروني ويقول لهم: "نحن عائدون، املأوا المدرجات، نحن بانتظاركم".
عودة الحياة إلى المدرجات
ستعود ضجة بيع تذاكر المباريات أمام باحات الملاعب الضخمة، ستشهد مواقع الأندية الإلكترونية اكتظاظاً على عملية شراء التذاكر "أونلاين"، ستعود الحياة لمشجع كرة القدم وكأنه غاب عن لعبته المفضلة لسنوات وسنوات.
سيستيقظ المشجع في صباح يوم المباراة. لن يجلس طويلاً في المنزل، فقد جلس فيه طويلاً طويلاً، سيخرج باكراً، ربما اختار الجلوس أمام الملعب والانتظار بحب وشغف وسعادة، هي الصورة التي انتظر عودتها طويلاً.
سيدخل الملعب ثم المدرجات ويرى بعينيه 50 ألف متفرج ينتظرون مثله بحماسة كبيرة. نعم، إنها المباراة الأولى لفريقه بعد نهاية فيروس كورونا، ويا لها من عودة! سيقفز فرحاً في المدرجات، الجميع يضحك من حوله وسعيد، كل شيء جميل، حتى الطقس في أبهى صورة. سيجلس على مقعده الذي بقي فارغاً لأشهر، مرتدياً قميص فريقه، ثم يأخذ صورة تذكارية للحظة لم يتوقع أنها ستعود في عام 2020.
عادت الحياة إلى المدرجات التي افتقدت لصوت الجمهور منذ شهر آذار/ مارس 2020، عادت الحياة إلى الملعب الذي لطالما بثّ الحياة في جميع من اختبر شعور دخول المدرجات. عودة الحياة التي لا يعرفها سوى مشجع كرة القدم، الذي لم يفقد حماسته رغم توقف كرة القدم، وكان يُتابع المباريات عبر الإعادات في "يوتيوب"، لأنه كان يعرف تماماً أن كل شيء سيكون أجمل، وحتماً سينتهي هذا الكابوس.
عودة الحماسة والجنون
عندما تتحدث إلى مشجع كرة قدم، فأول كلمة قد تراود العقل هي "مجنون". نعم هذا المشجع مجنون إلى حد الجنون، لكن لماذا؟ الجواب بسيط، شخص يغضب في الشوط الأول بسبب تأخر فريقه، ثم يحتفل بعد نهاية 90 دقيقة. يفرح بتقدم فريقه بثلاثية نظيفة ويبكي بشدة بعد "ريمونتادا" في الدقائق الأخيرة من اللقاء. هو مشجع متقلب المشاعر والمزاج بحسب ظروف مباراة يتحكم فيها 22 لاعباً على أرض الملعب، هذه هي الحماسة والجنوب بعينه.
هذا الشعور سيعود حتماً مع عودة التدريبات وعودة الحياة إلى المدرجات وعودة مباريات كرة القدم كما كانت في السابق. ستعود الحماسة إلى كل الجماهير التي تُتابع عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ستعود التغريدات الحماسية والمناوشات بين المشجعين بسبب فوز فريق وخسارة آخر، بسبب خطأ تحكيمي، بسبب تسلل واضح لم يُحتسب، بسبب تقنية "فيديو" ظالمة أو بسبب إقصاء من بطولة كبيرة.