أعنف تلك الهجمات ما تعرضت له قوات الجيش وسط سيناء، إذ قُتل 10 عسكريين مصريين، بينهم 3 ضباط، فجر اليوم، في اشتباكات وقعت مع مسلّحين في منطقة وسط سيناء.
وفي تفاصيل الحدث وفق رواية الجيش، فإن عبوتين ناسفتين انفجرتا في آليتين عسكريتين أثناء مداهمات وسط سيناء، مما أدى إلى مقتل 10 عسكريين، بينهم العقيد أركان حرب يحيى حسن، قائد كتيبة في اللواء 116، والمقدم أحمد مالك قائد كتيبة، والرائد محمد عمر سليمان، فيما لم يتم التعرف على جثث المجندين السبعة حتى هذه اللحظة.
وكانت وسائل إعلام مقربة من النظام المصري قد روّجت، خلال الساعات القليلة الماضية، إلى "وجود مداهمات في وسط سيناء لبؤر إرهابية شديدة الخطورة".
وبعد ساعات من كشف "العربي الجديد" عن هذه الضربة التي تعرضت لها قوات الجيش، اضطر المتحدث باسم الجيش المصري لنشر التفاصيل، عن مقتل العسكريين العشرة في تفجير مدرعتين بعبوات ناسفة في وسط سيناء.
وأشار المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة، تامر الرفاعي، إلى أن "القوات تمكنت من قتل 15 فرداً تكفيرياً، والقبض على 7 آخرين في مداهمات لبؤر إرهابية وسط سيناء".
كما لفت الرفاعي إلى أنه "تم تدمير مخزنين وجد بداخلهما نصف طن من مادة TNT شديدة الانفجار، و55 (جوالا) من مادة نترات الأمونيوم، وعدد كبير من العبوات الناسفة المعدة للاستخدام، وعدد من الأجهزة الطبية ومواد الإعاشة خاصة بالعناصر التكفيرية، ومعدات تستخدمها في أعمال المراقبة".
وفي وقت لاحق، قُتل ضابط ومجند، إثر استهداف قوة للشرطة في مدينة العريش بمحافظة سيناء شمال شرقي مصر، ليرتفع عدد القتلى بذلك إلى 12 عسكرياً اليوم.
وأفادت مصادر طبية لـ"العربي الجديد" بأن النقيب معتز مصطفى عبد العزيز من مديرية أمن العريش قتل برصاصة أصابت رقبته ظهر اليوم غرب مدينة العريش، مضيفة أن "مصطفى وصل إلى المستشفى عبارة عن جثة هامدة".
كما قتل في الحادثة المجند محمود محمد من قوة قطاع الأمن المركزي.
وبوفاة النقيب شادي العاصي متأثراً بجراحه التي أصيب بها منذ يومين بمدينة العريش ارتفع عدد قتلى اليوم إلى 13 من قوات الجيش والشرطة.
وفي حادثة هي الأولى من نوعها، وقع الجيش المصري في فخ نصبه له مسلحون بتفخيخ سيارة مدنية، فوفق مصادر قبلية تحدثت لـ"العربي الجديد" فإن الجيش صادر سيارة خلال حملة له جنوب مدينة رفح إلا أنها كانت مفخخة.
وأوضحت المصادر أن قوات الجيش استقلت السيارة خلال مغادرتها منطقة الحملة، لتنفجر السيارة على بعد مسافة من المكان، مما أدى إلى قتل الجنود الثلاثة الذين استقلوا السيارة وتحولهم إلى أشلاء.
وبهذه الحادثة يرتفع عدد قتلى الجيش والشرطة اليوم الخميس إلى 16 قتيلا بينهم 5 ضباط.
ومنذ ساعات الصباح تشن قوات الأمن حملة عسكرية جنوب مدينة العريش، تخللها مقتل فني كهرباء وإصابة آخرين، بعد استهداف سيارة حكومية تابعة لقطاع الكهرباء، وهم في طريقهم لإصلاح خطوط الكهرباء المعطلة منذ يوم الأحد الماضي.
كما شن الطيران الحربي المصري، ظهر اليوم، غارات على مناطق جنوب مدينة رفح بمحافظة شمال سيناء.
وأفاد شهود عيان، "العربي الجديد"، بأن الطيران الحربي شن غارات على أهداف مجهولة حتى اللحظة جنوب المدينة، قرب الحدود المصرية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ويشار إلى أن الجيش شن غارات على مناطق جنوب رفح والشيخ زويد الأسبوع الماضي، أدت إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين، بينهم أطفال، فيما قال الجيش إنه استهدف "بؤراً إرهابية".
وتعيش سيناء أوضاعاً أمنية متدهورة، زادت حدتها في مدينة العريش، عاصمة محافظة شمال سيناء، خلال الأسابيع القليلة الماضية.