يعيش مئات الكويتيين الذين قدموا من السفر بعد انتشار فيروس كورونا الجديد في الحجر المنزلي، الذي فرضته عليهم وزارة الصحة الكويتية، وأخذت تعهدات عليهم بعدم الخروج ومخالطة من في المنزل ومن خارجه مدة 14 يوماً، وهي المدة التقديرية للتأكد من خلو الجسم من الفيروس.
ومنذ ظهور الفيروس في الكويت أواخر شهر فبراير/ شباط الماضي، فرضت وزارة الصحة حجراً صحياً في منتجعات وفنادق خاصة جنوب الكويت، للقادمين من الدول الموبوءة مثل الصين وإيران، وحجراً منزلياً للقادمين من دول ينتشر فيها الفيروس مثل إسبانيا وإيطاليا قبل أن يتفشى فيهما الفيروس. لكن السلطات الصحية قررت أخيراً توسيع قائمة الحجر الصحي لتشمل 12 دولة.
وفور انتشار فيروس كورونا في إيطاليا، قرر محمد العنزي الذي كان قد ذهب مع زوجته إلى إيطاليا لقضاء عطلة العيد الوطني، العودة إلى الكويت في الثاني من مارس/ آذار الماضي، حيث فحص في مطار الكويت الدولي، قبل أن يتم تحويله إلى مستشفى جابر ليتبين عدم إصابته بالمرض. ووقّع على تعهد بالمكوث 14 يوماً في منزله مع زوجته، عازلاً نفسه عن أبنائه وبقية سكان المنزل.
ويشرح العنزي لـ "العربي الجديد" يومياته في العزل المنزلي الذي أنهاه مع زوجته أخيراً. يقول: "كان الأمر مخيفاً بالنسبة إلي؛ أن تجلس مع زوجتك في غرفة منفصلة عن عائلتك وتسمع أصوات أبنائك ووالدتك، من دون أن تكون قادراً على الحديث معهم". يضيف: "لن أنسى خوف أطفالي ومحاولاتي إقناعهم بعدم وجود شيء سيئ يحدث إنما هو حجر صحي فقط، لكن الأطفال لن يفهموا أبداً سبب عدم قدرتهم على تقبيلك والجلوس معك بعد العودة من السفر. كذلك، هناك صعوبة مجتمعية. تلقيت الكثير من الاتصالات التي تقول إنني موسوس، وعليّ عدم الاكتراث بالأمر والخروج من المنزل، ولا ألومهم لأن الفيروس كان في بداية انتشاره ووعي الناس بخطورته كان محدوداً".
اقــرأ أيضاً
وخلال 14 يوماً، كان العنزي وزوجته يتلقيان الطعام في أوانٍ بلاستيكية يتم التخلص منها فور الانتهاء من الأكل، إضافة إلى مرور مفاجئ لطبيب من إدارة الصحة الوقائية للتأكد من الالتزام بالحجر المنزلي، قبل أن ينهياه من دون ظهور أعراض للمرض عليهما.
من جهته، عاد المواطن حسين الشيرازي من مصر في أول شهر مارس/ آذار الماضي، وخضع لفحص درجة الحرارة في مطار الكويت الدولي، ثم أجريت له فحوصات في مستشفى جابر، ووقّع على الالتزام بالحجر المنزلي مدة 14 يوماً. وحاول الشيرازي الالتزام بالحجر، على الرغم من أن عائلته لم تكن على وعي تام بأهمية الحجر، كما يقول لـ "العربي الجديد".
ويؤكد أن الصعوبة الحقيقية هي في الشعور بالوحشة، خصوصاً عندما يسمع أحد صوت عائلته وهي تجتمع في المنزل وتطرق عليه الباب وهو يرفض الخروج لمقابلتهم. "فعلت ذلك لصالحهم في المقام الأوّل". وكسر الشيرازي الحظر المنزلي مرات عدة للذهاب إلى أماكن "ضرورية" على حد قوله، مع اتخاذ كافة الاحتياطات وتسجيل أسماء كل من التقى بهم لمعرفة مصدر الفيروس حال وقوعه.
من جهته، اختار أحمد الشريفي الذهاب إلى مزرعة عائلته في منطقة العبدلي شمال البلاد، بعد عودته من مصر، وهي أحد البلدان التي كانت ضمن قائمة العزل المنزلي قبل أن تصبح في قائمة الحجر الصحي. وأوصى الشريفي المزارعين العاملين في مزرعته عدم الاختلاط به أو مصافحته أو الاقتراب من غرفته ودورة المياه الخاصة به. كما طلب من الطباخ العامل في المزرعة تجهيز وجبات الطعام ووضعها عند الباب وغسل وتعقيم كافة الأواني بعد الانتهاء منها كل يوم.
ويقول الشريفي لـ "العربي الجديد": "التجربة سهلة جداً، وتحتاج فقط لإرادة وخوف من الله، لأنك إذا استهترت بالحجر المنزلي وتبين أنك مصاب، فقد تكون مصدر عدوى للعشرات من الأشخاص الذين لا ذنب لهم سوى أنهم أصدقاؤك أو أقرباؤك، وهذا ضرب من ضروب الأنانية". يضيف: "نعم افتقدت عائلتي، لكن مع وجود الإنترنت والكتب الإلكترونية وبرامج التواصل الاجتماعي والمسلسلات والأفلام، فإن الأيام الـ 14 مضت بسرعة". ويؤكد أن وزارة الصحة وإدارة الصحة الوقائية كانتا على تواصل معه للتأكد من التزامه بالحجر المنزلي.
اقــرأ أيضاً
وفي وقت سابق، أوقفت السلطات الأمنية ممثلة ومذيعة كويتية مشهورة، بعدما قامت بالتصوير خارج منزلها على الرغم من تعهدها الالتزام بالحجر المنزلي عقب عودتها من إيطاليا، حيث تبرعت بالدم في إحدى الحملات، ليتم استدعاؤها ووضعها في الحجر الصحي.
وكان الناشطون الكويتيون قد أطلقوا حملة طالبوا فيها الأشخاص الذين وقعوا على تعهدات البقاء في الحجر المنزلي، بعد عودتهم من السفر، الالتزام به وعدم مخالطة أشخاص آخرين خصوصاً مع تزايد الحالات التي أهملت البقاء في الحجر المنزلي وشاركت في تجمعات عائلية أو دواوين أو مجمعات والأسواق قبل إغلاقها.
وطالب الناشطون بإيجاد حلول صارمة لمن يتخلف عن البقاء في بيته رغم فرض العزل المنزلي، ومن هذه الحلول وضع "سوار إلكتروني" على معصمه وتتبع حركته، لكن وزارة الصحة ما زالت تكتفي بالحملات التفتيشية المفاجئة على أماكن سكن هؤلاء فقط.
ومنذ ظهور الفيروس في الكويت أواخر شهر فبراير/ شباط الماضي، فرضت وزارة الصحة حجراً صحياً في منتجعات وفنادق خاصة جنوب الكويت، للقادمين من الدول الموبوءة مثل الصين وإيران، وحجراً منزلياً للقادمين من دول ينتشر فيها الفيروس مثل إسبانيا وإيطاليا قبل أن يتفشى فيهما الفيروس. لكن السلطات الصحية قررت أخيراً توسيع قائمة الحجر الصحي لتشمل 12 دولة.
وفور انتشار فيروس كورونا في إيطاليا، قرر محمد العنزي الذي كان قد ذهب مع زوجته إلى إيطاليا لقضاء عطلة العيد الوطني، العودة إلى الكويت في الثاني من مارس/ آذار الماضي، حيث فحص في مطار الكويت الدولي، قبل أن يتم تحويله إلى مستشفى جابر ليتبين عدم إصابته بالمرض. ووقّع على تعهد بالمكوث 14 يوماً في منزله مع زوجته، عازلاً نفسه عن أبنائه وبقية سكان المنزل.
ويشرح العنزي لـ "العربي الجديد" يومياته في العزل المنزلي الذي أنهاه مع زوجته أخيراً. يقول: "كان الأمر مخيفاً بالنسبة إلي؛ أن تجلس مع زوجتك في غرفة منفصلة عن عائلتك وتسمع أصوات أبنائك ووالدتك، من دون أن تكون قادراً على الحديث معهم". يضيف: "لن أنسى خوف أطفالي ومحاولاتي إقناعهم بعدم وجود شيء سيئ يحدث إنما هو حجر صحي فقط، لكن الأطفال لن يفهموا أبداً سبب عدم قدرتهم على تقبيلك والجلوس معك بعد العودة من السفر. كذلك، هناك صعوبة مجتمعية. تلقيت الكثير من الاتصالات التي تقول إنني موسوس، وعليّ عدم الاكتراث بالأمر والخروج من المنزل، ولا ألومهم لأن الفيروس كان في بداية انتشاره ووعي الناس بخطورته كان محدوداً".
وخلال 14 يوماً، كان العنزي وزوجته يتلقيان الطعام في أوانٍ بلاستيكية يتم التخلص منها فور الانتهاء من الأكل، إضافة إلى مرور مفاجئ لطبيب من إدارة الصحة الوقائية للتأكد من الالتزام بالحجر المنزلي، قبل أن ينهياه من دون ظهور أعراض للمرض عليهما.
من جهته، عاد المواطن حسين الشيرازي من مصر في أول شهر مارس/ آذار الماضي، وخضع لفحص درجة الحرارة في مطار الكويت الدولي، ثم أجريت له فحوصات في مستشفى جابر، ووقّع على الالتزام بالحجر المنزلي مدة 14 يوماً. وحاول الشيرازي الالتزام بالحجر، على الرغم من أن عائلته لم تكن على وعي تام بأهمية الحجر، كما يقول لـ "العربي الجديد".
ويؤكد أن الصعوبة الحقيقية هي في الشعور بالوحشة، خصوصاً عندما يسمع أحد صوت عائلته وهي تجتمع في المنزل وتطرق عليه الباب وهو يرفض الخروج لمقابلتهم. "فعلت ذلك لصالحهم في المقام الأوّل". وكسر الشيرازي الحظر المنزلي مرات عدة للذهاب إلى أماكن "ضرورية" على حد قوله، مع اتخاذ كافة الاحتياطات وتسجيل أسماء كل من التقى بهم لمعرفة مصدر الفيروس حال وقوعه.
من جهته، اختار أحمد الشريفي الذهاب إلى مزرعة عائلته في منطقة العبدلي شمال البلاد، بعد عودته من مصر، وهي أحد البلدان التي كانت ضمن قائمة العزل المنزلي قبل أن تصبح في قائمة الحجر الصحي. وأوصى الشريفي المزارعين العاملين في مزرعته عدم الاختلاط به أو مصافحته أو الاقتراب من غرفته ودورة المياه الخاصة به. كما طلب من الطباخ العامل في المزرعة تجهيز وجبات الطعام ووضعها عند الباب وغسل وتعقيم كافة الأواني بعد الانتهاء منها كل يوم.
ويقول الشريفي لـ "العربي الجديد": "التجربة سهلة جداً، وتحتاج فقط لإرادة وخوف من الله، لأنك إذا استهترت بالحجر المنزلي وتبين أنك مصاب، فقد تكون مصدر عدوى للعشرات من الأشخاص الذين لا ذنب لهم سوى أنهم أصدقاؤك أو أقرباؤك، وهذا ضرب من ضروب الأنانية". يضيف: "نعم افتقدت عائلتي، لكن مع وجود الإنترنت والكتب الإلكترونية وبرامج التواصل الاجتماعي والمسلسلات والأفلام، فإن الأيام الـ 14 مضت بسرعة". ويؤكد أن وزارة الصحة وإدارة الصحة الوقائية كانتا على تواصل معه للتأكد من التزامه بالحجر المنزلي.
وفي وقت سابق، أوقفت السلطات الأمنية ممثلة ومذيعة كويتية مشهورة، بعدما قامت بالتصوير خارج منزلها على الرغم من تعهدها الالتزام بالحجر المنزلي عقب عودتها من إيطاليا، حيث تبرعت بالدم في إحدى الحملات، ليتم استدعاؤها ووضعها في الحجر الصحي.
وكان الناشطون الكويتيون قد أطلقوا حملة طالبوا فيها الأشخاص الذين وقعوا على تعهدات البقاء في الحجر المنزلي، بعد عودتهم من السفر، الالتزام به وعدم مخالطة أشخاص آخرين خصوصاً مع تزايد الحالات التي أهملت البقاء في الحجر المنزلي وشاركت في تجمعات عائلية أو دواوين أو مجمعات والأسواق قبل إغلاقها.
وطالب الناشطون بإيجاد حلول صارمة لمن يتخلف عن البقاء في بيته رغم فرض العزل المنزلي، ومن هذه الحلول وضع "سوار إلكتروني" على معصمه وتتبع حركته، لكن وزارة الصحة ما زالت تكتفي بالحملات التفتيشية المفاجئة على أماكن سكن هؤلاء فقط.