في ظل الضغوط التي يعيشها اللبنانيون، تجد استشارية العلاج الطبيعي ليليان عقيقي أنّ الحل الأنسب للهروب من متاعب الحياة وهمومها هو اللجوء إلى صفوف يوغا الضحك، وذلك بهدف إحداث تغيير إيجابي في نمط الحياة.
اليوم، تثير عقيقي ضحك اللبنانيين في جلساتها. تقول لـ"العربي الجديد" عن أصول هذه التقنية قبل وصولها إلى لبنان: "عام 1995 أطلق الفكرة الطبيب الهندي مادان كاتاريا، لتنتشر بعد ذلك في أنحاء البلاد، وتخرج خلال فترة قصيرة إلى بلدان عديدة". وتضيف أنّ هذه التقنية العلاجية التي تعتمد على الضحك بصوت مرتفع، تُمارس في أكثر من 90 بلداً اليوم، مع افتتاح الكثير من النوادي الرياضية الخاصة بها.
تُعتبر عقيقي من أوائل المدربات اللواتي نقلن هذه الرياضة إلى لبنان والشرق الأوسط عام 2009. جاء ذلك عقب تلقيها دروساً وتدريبات متقنة وحيازتها شهادة متخصصة في هذا المجال من جامعة باريس. تقول: "عملي في العلاج الفيزيائي وتعاملي مع المرضى بروح إيجابية، ومبادلتهم الابتسام بشكل طبيعي من أجل طمأنتهم، جعلني أقرب إلى هذا المجال بالرغم من غرابته في لبنان".
وعن كيفية ممارسة هذه التقنية مع المشاركين، تقول عقيقي: "تقتصر يوغا الضحك على التمارين المرتبطة بالضحك والتواصل مع الآخرين من خلاله، وذلك مرة كلّ أسبوع ولمختلف الأعمار". وتتابع: "لذلك، لا بدّ من تطبيق التقنية في إطار مجموعة، ليشكل الضحك عدوى تنقل الأشخاص من حالة الضحك المفتعل إلى حالة الضحك الحقيقي والقوي". وتفسر أكثر عن التمارين: "بداية نمارس التحمية كأخذ نفس عميق. أما المرحلة الثانية فهي مرحلة الضحك، وفيها يتدرّج المشارك من الابتسامة وصولاً إلى الضحك العميق من المعدة. أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة التأمل، وفيها يتوقف المشارك عن الضحك ويغلق عينيه ويتنفس".
وتنبّه عقيقي إلى أنّها لا تلجأ إلى "الأسلوب الفكاهي والنكات، بل نستذكر أحداثاً مضحكة عشناها في طفولتنا للاسترخاء". وتتابع: "أخيراً أضفنا أسلوب استخدام الأغاني المخصصة لهذا النوع من اليوغا والألعاب ورقصات معينة للوصول إلى الغاية المطلوبة".
ليوغا الضحك فوائد مثبتة علمياً بحسب عقيقي التي تشرح: "الضحك يفيد الجسم والعقل. يحقق السعادة والسلام النفسي. يمنحك التجدد. يحدّ من ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. يزيد من قدرتك على التأمل والاسترخاء. يخفف من حدة الألم عن طريق رفع مستويات إفراز مادة الإندورفين في الجسم. وقد أثبتت الأبحاث العلمية التي أجراها العالم الألماني أوتو فاربورغ أنّ نقص الأوكسجين في الجسم هو سبب جميع أنواع السرطانات. وأفضل طريقة لضخ كمية كبيرة من الأوكسجين إلى خلايا الدم هي الضحك. كذلك يعتبر الضحك مسؤولاً عن تحريك هرمون السعادة (سيروتونين) في الجسم، وبالتالي فهو يحارب الضغط النفسي ويخلص الجسم من الشعور بالقلق في الدرجة الأولى. كما يعزز مناعة الجسم. ويكسر الحواجز بين الأشخاص، ويدفعهم للنظر بإيجابية إلى الأمور". وتشير عقيقي إلى أنه "يمكن إعتبار يوغا الضحك نوعاً من الرياضة لأنها تساعد على حرق السعرات الحرارية".
ويوغا الضحك ليست النوع العلاجي الوحيد الذي تستخدم فيه روح الضحك كنوع من أنواع العلاج والشفاء من بعض الاضطرابات النفسية. بل هناك أنواع أخرى كالعلاج النفسي بالدعابة، وذلك باستخدام وسائل من الكتب وبرامج الترفيه والأفلام والروايات التي تشجع المريض على الضحك. وهناك العلاج بالمهرج في المستشفيات ومراكز العلاج المتخصصة، حيث يتواجد المهرج الذي يشكل جزءاً من العلاج، ويمرّ على الغرف ليقدم أساليب مختلفة تساعد على العلاج خصوصاً للأطفال. ومن هذه الأساليب السحر واللعب والموسيقى والمرح.
أما النوع الأخير فهو العلاج بالضحك. وفيه يجهز الطبيب لمريضه ملفاً خاصاً بـ"محفزات الضحك". وذلك بجمع المعلومات منه حول الأمور التي تضحكه أو تحفزه على الضحك منذ طفولته، ومن الممكن أن تكون نكاتاً يفضلها أو مواقف مرّ بها.
تبقى الإشارة إلى أنّ يوم الضحك العالمي يحتفل به كلّ عام في الحادي عشر من يناير/ كانون الثاني، وقد احتفل به للمرة الأولى عام 1998. وقد نظمه للمرة الأولى كاتاريا بالذات، تحت شعار "السلام العالمي عن طريق الضحك". وشهدت الاحتفالات يومها ضحكاً متواصلاً من المشتركين لمدة ثلاث دقائق.
اقرأ أيضاً: مايا سوراتي.. عَرَفت أن اليوغا هي الحياة