يوسف الشاهد في الجزائر: الأمن أولاً

09 أكتوبر 2016
لا يعول على الزيارة لحل المشاكل المتراكمة(فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
وصل رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، اليوم الأحد، إلى الجزائر، في أول زيارة يقوم بها إلى الخارج منذ توليه منصبه قبل شهرين، وهي الزيارة التي لا تعلق عليها آمال كبيرة لحل المشاكل العالقة بين البلدين، في ظل طغيان مسألة أمن الحدود. 

وأوضح رئيس الحكومة التونسية أن اختياره أن تكون الجزائر أول بلد يزوره "تأكيد على أهمية العلاقات بين البلدين"، مؤكدا أنه يأمل أن تكون الزيارة "فرصة لمزيد من دفع هذه العلاقات، خاصة في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب، وكذا التعاون الاقتصادي والتجاري".

ولفت الشاهد، والذي يحمل رسالة من الرئيس التونسي، باجي قائد السبسي، إلى الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، إلى أن بلاده تسعى إلى "المحافظة على الطابع الاستثنائي الذي يميز العلاقات الجزائرية التونسية"

إلى ذلك، طلب رئيس الحكومة التونسية دعما أمنيا وعسكريا من الجزائر للمساعدة في "مكافحة الإرهاب وملاحقة المجموعات المسلحة التي تنشط على الحدود بين البلدين، خاصة في منطقة الشعانبي"


وثمن الشاهد "العلاقات السياسية بين البلدين، ودعم الجزائر لتونس خلال مرحلة الانتقال الديمقراطي"، وأكد انسجام مواقف البلدين بشأن الأزمة الليبية، وحرصهما على "حل الأزمة الليبية ودفع جميع الفرقاء إلى مزيد من الحوار ومنع التدخل الأجنبي".

وقال مسؤول تونسي رافق الشاهد في زيارته إنه نوّه، خلال لقائه رئيس الحكومة الجزائرية، عبد المالك سلال، بـ"الدور الذي تقوم به قوات الجيش الجزائري في دعم وإسناد الجيش التونسي في حماية الحدود بين البلدين"، مجددا استعداد السلطات التونسية لـ"التعاون أكثر فيما يخص أمن الحدود ومكافحة الإرهاب، والذي يطرح نفسه أولوية على صعيد العلاقات التونسية الجزائرية في الوقت الحالي".

وأكد المصدر نفسه أنه سيعقد اجتماعا قريبا بين القيادات العسكرية والأمنية التونسية والجزائرية، لـ"رفع مستوى التنسيق الأمني والعسكري المشترك على الحدود وتبادل المعلومات".

وبخلاف الخطاب السياسي الرسمي في تونس والجزائر بشأن مستوى العلاقات بين البلدين، فإن ملاحظين يسجلون "جمود وإخفاق البلدين في تطوير العلاقات باتجاه ينعكس اجتماعيا واقتصاديا على معيشة سكان المناطق الحدودية، أو رفع مستوى التبادل التجاري".

ولا تبدو العلاقات بين البلدين جيدة، إذ "لا تنظر الجزائر بعين الرضى إلى التقلبات الحاصلة في السياسة الخارجية لتونس إزاء المشكلات الإقليمية، وخاصة الأزمة الليبية التي تعد همّا سياسيا وأمنيا مشتركا"

وفي السياق، أكد المحلل السياسي الجزائري المقيم في تونس، نصر الدين حديد، أن "هناك لوبيات سياسية تجتهد لخلق أزمة في العلاقات بين البلدين"، موضحا أن "هناك قلقا جزائريا مبررا بخصوص الوضع في تونس، ومخاوف من حدوث توترات داخلية قد تزيد من تأزم الوضع الإقليمي".