يورينتي.. وراثة في عشق الريال

26 ديسمبر 2018
ماركوس يورينتي نجم ريال مدريد الواعد (Getty)
+ الخط -
تكتسب مهارات كرة القدم من خلال الموهبة التي يتمتع بها اللاعب أو التدريبات التي يخضع لها، عندما يكون في إحدى المدارس التدريبية، لكن أن تنتقل جينات اللعبة عبر الوراثة والمهارة، فهذا أمر لا يحدث دائماً في عالم المستديرة الساحرة، التي تقدم لنا يومياً العديد من المفاجآت.

ويجسد الإسباني الشاب ماركوس يورينتي نجم نادي ريال مدريد الإسباني نموذجاً حياً، لما يطلق عليه المثل أو المقولة الشعبية "ورث الشيء أباً عن جد"، لأنك إن تمعنت في شجرة عائلة يورينتي-خينتو، فستجدها مليئة باللاعبين واللاعبات على مستوى كرة القدم أو السلة، حيث حمل أغلبهم قميص النادي الملكي ودافع عن شعاره في البطولات المحلية والقارية والعالمية.

وينحدر آخر العنقود كما يحلو لأبويه أن يطلقا عليه، من عائلة عريقة في عالم كرة القدم، إذ كان والده باكو يورينتي أحد نجوم ريال مدريد في أواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات، حيث كان يلعب في مركز الجناح من عام 1987 حتى عام 1994، لعب فيها 106 لقاءات سجل من خلالها ستة أهداف، ونال لقب الدوري الإسباني في ثلاثة مواسم متتالية منذ 1987 لغاية 1990، ولقبين في كأس الملك، وأربعة ألقاب في كأس السوبر الإسباني، بينما كانت والدته جيلو مورينيو لاعبة كرة سلة.

أما عمه خوليو يورينتي، فلعب كظهير أيمن لنادي ريال مدريد بين أعوام 1987، و1990 وحاز على لقبين في الدوري الإسباني ومثلهما في كأس الملك وكأس السوبر الإسباني، لكنه يعمل في هذه الأيام كوكيل للاعبين، وعلى رأسهم ابن أخيه النجم الصغير ماركوس يورينتي صاحب الـ23 عاماً.

ولم يقتصر عشق الرياضة على عمه وأبيه، بل امتدت جينات الرياضة إلى عميه الآخرين اللذين اشتهرا في كرة السلة مع ريال مدريد، حيث لعب تونين يورينتي مع الميرينغي في بداية الألفية الجديدة، بينما سبقه أخاه جو في الملكي في فترة الثمانينيات والتسعينيات، إذ لديه ولدان يلعبان كرة السلة كمحترفين في الأندية الإسبانية، وحازا معه على العديد من الألقاب المحلية والقارية.


ولكن إن سألت نفسك من أين أتى هؤلاء بحب وعشق الكرة، فإنك ستجد أنها وصلتهم بالوراثة عن طريق الجدة ماريا أنطونيو خينتو، التي كان إخوتها أساطير ريال مدريد الحية، وهم أنطونيو، وخوليو، والشهير باكو خينتو الرئيس الشرفي للنادي، الذي لعب في 428 مباراة سجل فيها 128 هدفاً، وأحرز بطولة دوري أبطال أوروبا في خمس مناسبات، خلال منتصف الخمسينيات والستينيات، وتوج باثني عشر لقباً في الدوري الإسباني لكرة القدم.

وتظهر شجرة العائلة التي توارثت في جيناتها حب الرياضة، أن أطراف عائلة والدة ماركوس يورينتي هم كرويون أيضاً، إذ كان جدها رامون مورينيو أحد أساطير نادي ريال مدريد، وعلى إثره أصبح آخر عنقود العائلة عاشقاً رضع شغف كرة القدم منذ نعومة أظفاره، حتى حقق مراد عائلته وهو اللعب بقميص الفريق الشاب لنادي ريال مدريد عام 2008.

وفي عام 2015 تحقق حلم العائلة من صغيرها إلى كبيرها، عندما شاهدوه يرتدي قميص النادي ويشارك في أول مباراة رسمية له في 16 أكتوبر/تشرين الأول في الدوري الإسباني لكرة القدم أمام ليفانتي، حيث ساهم بالفوز بثلاثة أهداف مقابل لا شيء، لكن قرار زيدان فاجأ الجميع عندما أعاره لنادي ألافيس.

وظهرت جينات عائلته الكروية عندما صمم على عدم الاستسلام منذ بداية الموسم، بعد عودته من فترة الإعارة، حيث لعب لعدة دقائق أيام المدرب المُقال جولين لوبيتيغي، بسبب رغبته في إثبات نفسه، رغم وجود منافسه البرازيلي كاسيميرو، ولاقى فرصته مع الأرجنتيني سانتياغو سولاري، الذي آمن به وجعله أحد الأعمدة الرئيسية للفريق، بعد توليه منصب إدارة الجهاز الفني.

ولم يخيب ابن العائلة الرياضية أمل المدرب الأرجنتيني به، حيث واصل الإبداع والتألق بل ساهم بإجلاس النجم البرازيلي كاسيميرو على مقاعد البدلاء، الأمر الذي لم يكن يتصوره أشد المتفائلين بالشاب الإسباني، الذي توج نفسه كزعيم جديد لخط وسط ريال مدريد، بعدما ساهم بشكل مباشر في إحراز لقب بطولة كأس العالم للأندية 2018، جراء إحرازه هدفاً في شباك العين، وسيطرته التامة على سد كل الثغرات التي كان يحصل عليها مهاجمو الفريق الإماراتي، لذلك يبدو واضحاً وجلياً أن حفيد وابن أساطير النادي سيتألق مثلهم، ويثبت أنه جمع المجد الكروي من الوراثة والمهارة والتعلم.
المساهمون