يمنيون يستعدون لمواجهة كورونا

09 مارس 2020
أقسام عزل مستحدثة في صنعاء (محمد حمود/ Getty)
+ الخط -

مع استمرار انتشار فيروس كورونا الجديد حول العالم، يعمد يمنيون كثر إلى إجراءات ذاتية بسيطة لمواجهة العدوى المحتملة في حال وصوله إلى البلاد، من قبيل شراء الكمّامات أو الأقنعة الطبية الواقية ومواد التعقيم والمطهّرات بالإضافة إلى تخزين بعض المواد الغذائية. فحالة الخوف التي تُسجّل في أنحاء كثيرة لا تستثني اليمن وأهله.

ياسر عبد الله من هؤلاء اليمنيين، وهو من سكان مديرية شعوب التابعة للعاصمة صنعاء، يخبر أنّه اقترض مبلغاً من المال "لإنجاز بعض الخطوات الاحترازية بهدف حماية أسرتي من فيروس كورونا في حال وصوله إلى اليمن". ويوضح: "اشتريت علباً عدّة من الكمّامات الطبية وأدوات التعقيم على الرغم من ارتفاع ثمنها، بالإضافة إلى كمية من المواد الغذائية الأساسية من قبيل الأرزّ والسكر والزيت والدقيق والحليب المجفف والتونة وبعض البقوليات تكفي أسرتي لمدّة أربعة أشهر من دون الحاجة إلى الخروج من المنزل في حال انتشر المرض". يضيف عبد الله أنّه "في حال لم يصل الفيروس إلى اليمن، يمكنني الاستفادة بكلّ الأحوال من المستلزمات الصحية والمواد الغذائية التي اشتريتها"، لافتاً إلى أنّ "عدم ثقتي بالقطاع الصحي في البلاد دفعني إلى ذلك". ويتابع: "نصحت عدداً كبيراً من أصدقائي بالقيام بالمثل، غير أنّهم بمعظمهم لم يعيروا الأمر أيّ اهتمام، وبعضهم سخر منّي قائلاً إنّ هذه الإجراءات مبالغ فيها وإنّني مصاب بالوسواس". وفي السياق يشير عبد الله إلى أنّ "المستشفيات والمراكز الصحية في اليمن ضعيفة، وأنا لا أثق بها على الإطلاق. وفي إمكان الفيروس أن ينتشر في البلاد من دون علم المعنيين، وهذا أمر يشغل بالي كثيراً لأنّ العدوى قد تطاول كثيرين في خلال فترة قصيرة".

من جهته، يقول بدر سلطان، وهو من سكان محافظة تعز، جنوب غربي البلاد، إنّ "أخبار انتشار فيروس كورونا الجديد في بلدان كثيرة حول العالم أقلقتني كغيري من اليمنيين، لذلك اشتريت الكمامات وأدوات التعقيم والمطهرات، وأحرص على اتباع كلّ الإرشادات الصحية للوقاية منه". يضيف أنّ "كثيرين يدخلون إلى اليمن من بلدان انتشر فيها الفيروس، وقد يكونوا حاملين له. وهذا يعني احتمال تفشّيه سريعاً نظراً إلى غياب ثقافة التعامل مع مثل هذه الأمراض بالإضافة إلى الفقر والجهل".

أمّا أحلام العزي، فهي عمدت إلى توعية أفراد أسرتها حول مخاطر الفيروس وأساليب انتشاره والوقاية منه. كذلك تستفيد من تطبيق "واتساب" لنشر إرشادات لمواجهة المرض، موضحة "أنشأت مجموعة على واتساب تجمع نساء من العائلة، ومن خلالها نناقش قضايا كورونا ونتبادل النصائح. وأنا أبحث عن نصوص أو صور أو تسجيلات فيديو تحوي إرشادات حول المرض وطرق انتقاله وأساليب الوقاية منه وأنشرها في المجموعة".



تجدر الإشارة إلى أنّ زيادة الطلب على الأقنعة الطبية الواقية في الآونة الأخيرة أدّت إلى اختفائها من الصيدليات، خصوصاً في محافظات اليمن الريفية، الأمر الذي زاد مخاوف المواطنين في ظلّ عدم قدرة السلطات الصحية على توفير أبسط المستلزمات الطبية الوقائية. ويخبر صالح خالد من محافظة المحويت، غربي اليمن، أنّ "الصيدليات في مدينة المحويت (مركز المحافظة) خلت من الكمّامات منذ نهاية فبراير/ شباط الماضي. لذا اضطررت إلى الاتصال بأحد أقربائي في أمانة العاصمة صنعاء لشراء بعضها، لا سيّما مع تزايد احتمالات وصول الفيروس إلى البلاد بعد تسجيل إصابات عدّة في كلّ من السعودية وسلطنة عُمان الحدوديتَين مع اليمن". ويدعو خالد وزارة الصحة والسكان إلى "توفير الكمّامات في كلّ الصيدليات والمستشفيات، بالإضافة إلى ضبط التجار المحتكرين الذين يحاولون افتعال الأزمات بهدف زيادة أرباحهم على حساب سلامة المواطنين".

في السياق، يؤكد الصيدلاني فائد الحكمي أنّ "زيادة الطلب على الأقنعة الطبية الوقاية في اليمن أدّى إلى ارتفاع ثمنها بنحو ثلاثة أضعاف في الآونة الأخيرة، في حين نشكو من نقص حاد فيها. فهي لم تعد متوفرة في معظم الصيدليات ومخازن الأدوية في صنعاء". ويشير إلى أنّ "سبب النقص وارتفاع الأسعار يعود إلى وقف استيرادها من الخارج، إلى جانب سحب بعض التجار الأقنعة المتوفرة في السوق ثمّ إعادة تصديرها بأسعار مضاعفة إلى الدول المجاورة حيث سُجّلت إصابات بالفيروس".



وكانت وزارة الصحة والسكان في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن قد أكّدت خلوّ اليمن من أيّ إصابة بفيروس كورونا الجديد، لافتة إلى أنّها نفّذت كلّ الإجراءات الاحترازية اللازمة لمنع دخول الفيروس إلى البلاد، مذ أعلنت منظمة الصحة العالمية مواجهته. وقد أُرسلت مستلزمات طبية إلى كلّ منافذ البلاد البرية والبحرية والجوية في محافظات عدن وحضرموت والمهرة، بالإضافة إلى إنشاء مراكز حجر صحيّة في محافظتَي عدن وحضرموت (الوادي) لاستقبال الحالات المشتبه في إصابتها.
دلالات
المساهمون