يكفيها وجود أبنائها

20 مارس 2016
خلفهم دائماً أمهات صابرات (محمد عبد/ فرانس برس)
+ الخط -
معظم البلدان العربية تحتفل غداً الإثنين بعيد الأم. هو عيد يصادف بداية فصل الربيع في الحادي والعشرين من مارس/ آذار من كلّ عام، في إشارة أكيدة إلى الأم على أنّها هي بالذات أجمل الفصول.

في تلك البلدان، مع ازدياد الاستهلاك بما يرافقه من تسويق لا حدّ له، تزداد العروض المتنوعة بمناسبة العيد. يمتد ذلك من الهدايا الباهظة الثمن، كالمجوهرات بتصاميمها الحديثة والإكسسوارات وأدوات الزينة والماكياج، وصولاً إلى الأدوات المنزلية، كالمكنسة الكهربائية والخلاط وفرن الـ"ميكرويف" وغير ذلك ممّا يعتبره المسوّقون مرتبطاً بإقامة الأم الدائمة في المطبخ من أجل أولادها.

يفرض مثل هذا العيد طابعاً استهلاكياً على المحتفلين. المنطق بسيط: هو عيد، إذاً لا بدّ من شراء هدية. المسوّقون يريدون أن يبيعوا بطبيعة الحال. لكنّ المستهلكين لا ينتبهون كثيراً إلى ما تريده تلك الأم. يحسبون أنّ شراء هدية ما، رخص ثمنها أم ارتفع، يجعلهم في عداد من استوفوا واجباتهم تجاهها. لكنّ الأم فعلاً، قد تكفيها وردة، أو ابتسامة، أو معايدة، أو قبلة على يدها أو خدها من أبنائها.. يكفيها وجود أبنائها.

في هذا العيد يتذكر الناس أمهاتهم، حاضرات أم غائبات. لكنّ أمهات كثيرات بدورهن فقدن أبناءهن. الحياة لا ترحمهن. وأسباب الغياب كثيرة. أمهات قتل أبناؤهن في الحروب، أو غرقوا بينما يهربون من تلك الحروب بالذات. غيرهم مات تحت التعذيب أو اعتقل أو خطف أو أخفي. خلفهم دائماً أمهات صابرات.

اقرأ أيضاً: يوم أم جمال العالمي
المساهمون