يسرا لـ"العربي الجديد": استرجعت وفاة أمي في أصعب مشاهد "خيانة عهد"

27 يونيو 2020
"أرى عوامل مشتركة بيني وبين الشخصية" (جلال مرشدي/الأناضول)
+ الخط -
نجاح كبير حققته الفنانة المصرية يسرا، في مسلسلها "خيانة عهد" الذي عُرض في شهر رمضان الماضي، وحقق نسب مشاهدة لافتة، وتم تداول العديد من مشاهده المؤثرة. وكانت يسرا حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي. ولأن العمل رصد في جانب كبير منه مشكلة إدمان الشباب، فقد تلقت يسرا منذ يومين تكريماً من وزارة التضامن الاجتماعي و"صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي" في مصر. "العربي الجديد" التقت يسرا على هامش تكريمها في هذا الحوار.

ماذا يعني لك هذا التكريم؟
هذا يعني أن المسلسل استطاع أن يصل برسالته التي كان ينشدها فريق العمل. فالإدمان بالفعل استطاع أن يدمر الكثير من الأسر كاملة، وكان لا بد من إلقاء الضوء على ذلك، وهذا ما أردنا إيصاله في واحدة من رسائل العمل التي كانت كثيرة، منها أن الضغينة والكره والحقد مثل الحبل الذي يلفه صاحبه على رقبته بنفسه، فطيلة الوقت هو مشغول بالانتقام. وأحببنا أن نقول إن صراعات الإخوة بكل التفاصيل التي ظهرت في العمل موجودة على أرض الواقع. وذكر الله هذا الصراع في القرآن الكريم من خلال قصة النبي يوسف، وأنا عن نفسي أعرف نماذج منها في الواقع، ومن يهاجمنا على إظهار صورة الأخوات بهذا الشكل، أحب أن أقول له إن الدراما تحاول تخفيف الواقع؛ فهناك ما هو أصعب وأكثر من ذلك بكثير.

هل تعرضتِ للخيانة في الواقع؟
نعم، لذلك أرى أن هناك عوامل مشتركة بيني وبين شخصية "عهد" في المسلسل. كنت أثق بشخصيات كثيرة، لكنها للأسف خانت هذه الثقة، ورغم تألمي الشديد وقتها، لكني أفكر فيها على أنها درس، ورغم قسوته تعلَّمت منه كثيراً.

كثيراً ما نرى في المسلسل وجوهاً شابة، فهل ذلك عن قصد؟
بالتأكيد حسب ما يتطلَّبه العمل من أدوار، لكني بشكل عام أحبُّ أن أدعم الوجوه الجديدة والشابة ومنحهم الفرصة، فكما ساعدنا من قبل بعض الفنانين، علينا أيضاً أن نساعد الوجوه الشابة في الظهور ومنحهم الفرصة لإظهار مواهبهم. وأكون سعيدة للغاية حينما يمثل معي ممثل لأول مرة، وأراه بعد ذلك منطلقاً في الفن، فأشعر بأنه كما يقال "تربية يدي".

تعاونتِ مع المخرج سامح عبد العزيز في "خيانة عهد"، فما رأيك به؟
هو لا يحتاج إلى تقييم، فهو مخرج كبير ومحترم وله اسمه في الفن، وأنا سعيدة جداً أني تعاملت معه. وكنت فقط في البداية أتابع مسلسلاته وأفلامه وأشعر أن فيها شيئاً مختلفاً. وحينما تعاونت معه وجدت أنه إنسان عظيم يخاف جداً على الفنان الذي أمامه، ويبحث عن أفضل ما في الممثل لإخراجه وإظهاره أمام الكاميرا، فكما يقال هناك راحة نفسية وطاقة إيجابية ينشرها في الاستوديو.
تداول الكثيرون مشهد جنازة ابنك "هشام" في المسلسل... إلى أي حد أرهقك هذا المشهد الصعب؟
لا أنسى أبداً حينما قال لي الطبيب لمّا دخلت على المشرحة للتعرف على جثة ابني "هشام"، الذي قدمه الممثل الجميل الشاب خالد أنور، أني من الممكن أن أصاب بأزمة قلبية. لكني أصريت على الدخول. أما في المقابر فاستعدت كل تفاصيل ومراسم وفاة ودفن أمي، فهو إحساس أتمنى من الله ألا يكتبه على أحد، فموت الأم هو كسْر ظهر بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ قاسية. قدمت المشهد بالاتفاق مع المخرج، بانهيار ورعشة من دون دموع وصراخ، وهذا لو تعلمون أصعب كثيراً من مجرد أن أصرخ وأبكي؛ فالصمت في هذه المواقف والاكتفاء بتعبيرات الملامح وحزنها شيء صعب جداً، وقد صورنا هذا المشهد على ثلاث مرات، حتى يظهر بالشكل الذي نريده.

كمّ كبير جداً من الفنانين شاركوا في المسلسل فمن هو أكثر فنان فوجئتِ به؟
دعونا نتفق على أنَّ اختيارات المخرج سامح عبد العزيز دائماً موفقة وأنا سعيدة جداً بها، لأن كل فنان استطاع أن يقدم الدور المكتوب له على الورق بإضافته التمثيلية التي كانت بكل تأكيد إضافة للمسلسل بشكل عام. ومع احترامي لكل فنان، سواء كان كبيراً أو شاباً شارك في العمل، إلا أني أحب أن أقول إن الشخصية التي قدمها بيومي فؤاد كانت بمثابة المفاجأة لي؛ لأني دائما اعتدت أن أراه يضحك ويقدم أدواراً كوميدية خفيفة الظل. ولكن أن يقدم هذا الكم الكبير من الدراما حتى وهو صامت فلا أملك سوى أن أرفع له القبعة وأقول له "مليون شابوه"، فقد قدم نموذجاً للرجل الذي يظل واقفاً بجوار حبيبته رغم فقدان الأمل في هذا الحب، فالشخصية حملت من التفاصيل الكثير.

وما رأيك في شكل الدراما التلفزيونية التي قُدمت في رمضان؟

بصراحة لم أستطع أن أتابع سوى عملين فقط هما "الاختيار" لأمير كرارة ومسلسل "فلانتنيو" لعادل إمام، أما أي عمل آخر فلم أستطع مشاهدته، لأني كنت منشغلة جداً بتصوير المسلسل حتى نهاية شهر رمضان، وإن شاء الله هذه الفترة أتابع ما عرض بقدر الإمكان.

بالانتقال للحديث عن السينما ما مصير فيلمك "صاحب المقام"؟
انتهينا من تصوير الفيلم منذ فترة وكان من المفترض أن يعرض، ولكن جاء انتشار فيروس كورونا وقرار غلق دور العرض، وأتمنى أن نمر من أزمتنا على خير وتعود الحياة من جديد إلى طبيعتها، وأنا من خلال هذا الفيلم أعود للسينما التي أعشقها، بعد غياب سبع سنوات، لذلك أنا متلهفة للغاية لأن يعرض الفيلم لأنه عمل مختلف وعن رواية للكاتب إبراهيم عيسى الذي أحترمه جدًا.

انتشرت أقاويل منذ فترة عن عرض فيلم "صاحب المقام" عبر إحدى المنصات الإلكترونية فهل صحيح؟
لم يخبرني أحد بذلك حتى الآن لكن في النهاية هو قرار يعود إلى المنتج.

المساهمون