كشفت صحيفة "يديعوت" أحرونوت" الإسرائيلية في تقريرها، اليوم الثلاثاء، عن المصلحة الأمنية الحيوية لإسرائيل في تقديم الدعم الاقتصادي للنظام المصري الحالي بقيادة عبدالفتاح السيسي.
التقرير الذي نشرته الصحيفة لمحلل الشؤون الأمنية بالصحيفة "إليكس فيشمان" يكشف أبعاد التعاون الاقتصادي بين السيسي وإسرائيل، وأنها لا تتعلق فقط بمجرد تعاون بين دولتين، بل يمتد إلى السعي للحفاظ على بقاء النظام المصري خوفاً من القادم.
الصحيفة قالت، إن دولة الاحتلال ستقوم بتنفيذ عدة مشاريع استثمارية في مصر بعد طلب مصري لإسرائيل لإنجاز مشاريع إنماء وتطوير للبنى التحتية، وذلك بعد سنوات من غياب التعاون الملموس في هذا القطاع، مشيراً إلى أنّ وزارة الأمن الإسرائيلية تدرس المشاريع.
وحسب مراقبيت فإن العلاقات الاقتصادية ستتحول من إطار التطبيع بين نظامين إلى مد يد العون من نظام لآخر حفاظاً على استقراره واستمراره.
فالتطبيع الذي واجه رفضاً شعبياً جارفاً في مصر حتى بات السلام بين البلدين يعرف بالسلام البارد تحول مع السيسي وفقاً لتصريحاته الى سلام دافئ.
ويرى مراقبون، أن ما كان مرفوضاً من الشارع المصري من قبل في المجال الزراعي خلال تولي وزير الزراعة الأسبق، يوسف والي، الوزارة، وفي مجال الطاقة خلال وزارة سامح فهمي سيصبح أمراً واقعاً ومفروضاً في عهد السيسي بوصفه دعماً اقتصادياً.
ووفقاً لتقرير يديعوت" أحرونوت فإن مجالات التعاون والمساعدة المتوقعة ستكون في مجالات الطاقة الشمسية وإنتاج الكهرباء والزراعة والري والغاز، كما أن مصر تطلب توسيع التعاون في قطاع السياحة.
وبقراءة للعلاقات الاقتصادية التي تطورت بين البلدين، منذ انقلاب 3 يوليو 2013، يتضح أن هناك نمواً سريعاً والتي تحولت وفقاً للمقال الى "دعم" إسرائيلي لنظام تخشى أن ينهار بسبب الأزمة الاقتصادية.
فإن كان نظام مبارك قد قدم الغاز لإسرائيل بسعر زهيد يتراوح ما بين 70 سنتا و1.25 دولاراً رغم تكلفته التي كانت تقارب 2.36 دولاراً ويقل كثيراً عن الأسعار العالمية فإن الحال الآن أصبح معكوساً وستقوم إسرائيل بتصدير الغاز لمصر.
ووفقاً لمصادر إسرائيلية فقد قام وفد إسرائيلي بزيارة القاهرة خلال سبتمبر 2016 لاستئناف مفاوضات مع المسؤولين المصريين لإتمام اتفاق تصدير الغاز لمصر، كما زار وفد أيضاً القاهرة في ديسمبر 2015 التقى حينها رئيس الوزراء، شريف إسماعيل، وعدد من كبار المسؤولين في الحكومة المصرية.
وقال وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتس، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، إنه سيكون بمقدور إسرائيل بيع خمسة مليارات متر مكعب من الغاز إلى مصر في الأعوام السبعة المقبلة من حقل "تمار" قبالة الساحل الإسرائيلي على البحر المتوسط.
وفي المجال السياحي قامت مصر بمنح تسهيلات لمنظمي الرحلات السياحية الى القدس، كما أن معدل السياح الإسرائيليين إلى مصر سجلت ارتفاعاً ملحوظاً خلال عامي 2016 و2015.
حيث تزايد عدد السياح الإسرائيليين الذين زاروا مصر خلال العام الماضي بنسبة 15% عن العام 2014، ليبلغ عددهم نحو 161 ألف سائح. وتتركز تدفقات الإسرائيليين إلى سيناء شمال شرق البلاد.
وقال مسؤول في غرفة الفنادق المصرية، إن شهر أبريل/نيسان الماضي شهد نمواً في التدفقات الإسرائيلية إلى سيناء، خلال عيد الفصح اليهودي، وهو عيد خروج بني إسرائيل إلى خارج مصر.
وقال مسؤول بارز بوزارة السياحة، لـ"العربي الجديد"، إن معبر طابا الحدودي مع إسرائيل شهد في الفترة الأخيرة كثافة مرورية من مدينة إيلات إلى المنتجعات السياحية على شاطئ خليج العقبة، بجنوب سيناء، مشيراً إلى أن مؤشرات الربع الأول من العام الجاري، تقول إن هناك أكثر من 15 ألف سائح إسرائيلي زاروا مصر، مرجحاً زيادتها في الربع الثاني بسبب عيد الفصح.
وأضاف المسؤول، أن الربع الثاني من العام يمثل ذروة التدفق السياحي الإسرائيلي لمصر، بسبب رغبة الوافدين بقضاء عطلة عيد الفصح على شاطئ البحر والقيام برحلات سفاري داخل بعض الأودية والمناطق الأثرية، سواء زيارة دير سانت كاترين أو زيارة منطقة عين حدسروت "نبع مياه العين الخضراء".
هذا الدعم الإسرائيلي الاقتصادي لنظام السيسي فسره تقرير الصحيفة بأنه نتيجة لمخاوف إسرائيلية أميركية من عدم استقرار النظام المصري، حيث اتفق الحليفان على أنه في ظل غياب أي تحسن جوهري في الاقتصاد المصري قد يدفع الاضطراب الاجتماعي بالإخوان المسلمين للخروج إلى الشارع للإطاحة بحكم الجنرال وفقاً للصحيفة.