يحيى حقي... قليل من السينما كثير من التميّز

19 يناير 2019
يحيى حقي (يوتيوب)
+ الخط -

يعد الأديب الكبير، يحيى حقي، أحد الرواد الذين تركوا بصمتهم المميزة في مجال الرواية والقصة القصيرة. وبالرغم من قلة أعماله التي تحوّلت إلى أعمال سينمائية، مقارنة بأقرانه من الروّاد مثل نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وإحسان عبد القدوس ويوسف إدريس ويوسف السباعي؛ فقد مثّلت هذه الأعمال القليلة علامات فنية مميزة في تاريخ السينما المصرية. ولد يحيى حقي في 17 يناير/ كانون الثاني 1905 بحي السيدة زينب بالقاهرة، وحصل على ليسانس الحقوق سنة 1925. بدأ حياته بالعمل في النيابة العامة، ثم عمل محامياً لفترة قصيرة، انتقل بعدها إلى السلك الدبلوماسي حتى سنة 1954، حين استُبعد من وظيفته بسبب زواجه من أجنبية، هي رسَّامة ومثَّالة فرنسية تدعى، جان ميري جيهو. تنقل بعدها بين عدة وظائف، كان أبرزها رئاسة تحرير مجلة "المجلة" المصرية من 1962 وحتى 1970. حيث اعتزل بعدها الكتابة والحياة الثقافية، إلى أن توفي سنة 1992. من أبرز الجوائز التي حصل عليها حقي في مشواره الأدبي: جائزة الدولة التقديرية سنة 1969. كما منحته الحكومة الفرنسية وسام الفارس من الدرجة الأولى سنة 1983، وجائزة الملك فيصل سنة 1990. وفيما يلي أهم أعماله التي تحوّلت إلى أعمال درامية:

"قنديل أم هاشم"
كان من المتوقع أن تتحول رواية "قنديل أم هاشم" إلى عمل فني، بعد أن حظيت باهتمام كبير من النقاد، فور صدورها سنة 1944، حيث أخرجها كمال عطية سنة 1968، وقام ببطولتها شكري سرحان وسميرة أحمد وعزت العلايلي. وعلى الرغم من عدم نجاح الفيلم جماهيرياً في دور العرض؛ فإن عناية النقاد بالفيلم جعلته يحتل المركز 63 من بين أفضل 100 فيلم في السينما المصرية في الفترة من 1927-1996. تدور أحداث الفيلم حول اسماعيل، طبيب العيون، ابن حي السيدة زينب الشعبي، والذي يعود إلى بلاده بعد دراسة الطب في أوروبا. يكتشف إسماعيل أن سبب استفحال المرض هو استخدام الأهالي، ومن بينهم خطيبته، لقطرات من زيت قنديل مسجد السيدة زينب تبرّكاً به واستشفاءً؛ فيبدأ معركته ضد هذه الخرافة، لكن ينتهي به الأمر إلى محاولة التوفيق بين العلم الذي جاء به من أوروبا، وبين الإيمان بالمعتقدات الشعبية.



"3 قصص"
في سنة 1968 اشترك ثلاثة مخرجين في صناعة فيلم واحد مكون من ثلاث قصص قصيرة، الأولى لنجيب محفوظ بعنوان "دنيا الله" للمخرج إبراهيم الصحن، والثانية ليوسف إدريس بعنوان "5 ساعات" للمخرج حسن رضا، والثالثة ليحيى حقي بعنوان "إفلاس خاطبة" للمخرج محمد نبيه، وقد قام ببطولة قصة يحيى حقي عبد المنعم إبراهيم وسميحة أيوب، وتتناول محاولات شاب تأخر في الزواج وهو يبحث عن زوجة، فيلجأ للخاطبة لكي يجد ضالته، وتفشل كل محاولاتهما لإيجاد الزوجة المناسبة، ولكن ينتهي الأمر بزواجه من الخاطبة نفسها.

"البوسطجي"
تدور القصة حول عباس البوسطجي الذي انتقل من القاهرة، ليعمل في إحدى قرى أسيوط ناظراً لمكتب البريد. لكن أهل القرية يعاملونه بجفاء وغلظة؛ فيقرر أن ينتقم منهم بالتجسس عليهم ومعرفة أسرارهم عبر رسائل البريد الواردة منهم وإليهم، وهو ما يؤدي في النهاية إلى حادثة قتل لإحدى الفتيات، فيؤنبه ضميره باعتباره مسؤولاً عن مقتلها. الفيلم أخرجه حسين كمال سنة 1968، وقام ببطولته شكري سرحان وسهير المرشدي وحسن مصطفى وزيزي مصطفى.

"امرأة ورجل"
هذا الفيلم أخرجه حسام الدين مصطفى سنة 1971، عن إحدى القصص القصيرة ليحيى حقي، وقام ببطولته رشدي أباظة وناهد شريف وتوفيق الدقن وزيزي مصطفى. وتدور أحداثه في أحد المحاجر حول مجموعة من العلاقات العاطفية المعقدة بين رجلين وامرأتين. وقد حظي الفيلم بإشادة النقاد، بينما اعتبره آخرون من الأفلام الجريئة.

"مصيدة الحب والزواج"
تدور أحداثه حول موظف بسيط، يجد نفسه في مأزق بتدبير الأموال اللازمة لتزويج بناته. وفي الوقت ذاته، تسيطر عليه فكرة إنجاب طفل ذكر. لذلك، يسعى للزواج بأكثر من واحدة من أجل إنجاب الولد؛ ولكنه يفشل. الفيلم من إخراج سعيد عبد الله، وبطولة أبو بكر عزت ومحمود التوني وكوثر العسال وليلي فهمي.
دلالات
المساهمون