ياسين السلمان: عربي مهاجر يستوطن الموسيقى

04 يوليو 2015
لقطة من فيديو كليب لـ "نارسي"
+ الخط -

يعرفه جمهوره في كندا والولايات المتحدة باسم "The Narcicyst" أي النرجسي، وهو الاسم الذي اختاره لنفسه فنان موسيقى الـ "هيب هوب" العراقي-الكندي ياسين السلمان (1982) الذي ولد لأبوين موصليين هاجرا إلى كندا.

"العربي الجديد" التقته في نيويورك حيث حضر "النرجسي" من مونتريال كندا؛ ليشارك في فعالية نظمها مركز "ألوان للفنون" بمناسبة إصدار كتاب العراقي علي عيسى حول المقاومة الشعبية في العراق.

حول أهمية التعبير الفني للجيل المولود في أميركا الشمالية وتجربته بشكل شخصي يقول: "لقد كانت موسيقى الهيب هوب مهمة بالنسبة لي شخصياً في محاولة لمشاركة تجاربنا كعرب أو مسلمين ولدنا خارج أوطان أهلنا. بدأت أجد طريقي الخاص بي الذي أحدده أنا ولا يحدده الآخرون لي". وبحسب السلمان فإن موسيقى الـ "راب" والـ "هيب هوب" تكتسب أهمية خاصة لدى الشباب من العرب والمسلمين المولودين في المهجر، كوسيلة للحديث عن قضاياهم وتجاربهم كمهاجرين.

ها هو المكان النيويوركي يكتظ بالجمهور الذي وقف يستمع بشغف لما يغنيه "نارسي"، كما يحب معجبوه مناداته، فقد أصدر ثلاثة ألبومات إضافة إلى أغنيات فردية، وله شعبيته بين أبناء المهاجرين العرب والمسلمين في أميركا الشمالية. وقد دعّم السلمان تجربته الموسيقية أكاديمياً، فدرس الإعلام وأنهى الماجستير حول "الهوية وموسيقى الهيب هوب" من جامعة كونكورديا في كندا.

عمل ياسين مع عدة فنانين عرب مقيمين/ مولودين في أميركا الشمالية أو أميركيين في أغان تدعم قضايا مختلفة بما في ذلك الانتفاضات والثورات العربية، ولعل أشهرها كانت "حمد الله" التي غناها مع الفنانة الفلسطينية المقيمة في كندا شادية منصور.

عندما يتحدث نارسي عن "الطريق الخاص" فبعض ما يقصده هو هويته الثقافية، والتي يرى أن البعض يحاول أن يحددها بصورتها السلبية والنمطيّة، أي أن يفرض عليه وعلى غيره من أبناء المهاجرين المولودين في شمال أميركا الاختيار بين هوية عربية وأخرى غربية، وهو ما يرفضه لأن الهويات مركبة ولا مناص من التعامل معها بتركيبها واختلافها.

عندما كبر الفتى العراقي في كندا، وفي سنوات مراهقته، لم يكن فنانو الهيب هوب من أصول عربية في كندا أو أميركا الشمالية عامة معروفين ومنتشرين ولهم جمهورهم كما هو الحال اليوم.

عن هذا يوضح "إن هويتي وتجربتي فيها حصتها الكندية، لكنها تختلف عن آخرين من الكنديين لأنها تبلورت في ظل الحروب، رغم أنني لم أعش هذه الحروب بشكل مباشر... لكنني عشت نتائجها وهذا ينطبق على غيري من السوريين والفلسطينيين، وغيرهم من الذين هاجر أهلهم إلى الغرب".

يرى ياسين أن الموسيقى والفن عامة وسيلة يمكن أن تساعد الجيل المولود في المهجر/ المنفى من أجل التعبير عن هويته المركبة. وهو يعمل في مونتريال كذلك على تعليم الأطفال والشباب الموسيقى بغية التعبير عن همومهم، والتعامل مع المشاكل الاجتماعية والسياسية التي يواجهونها في أوطانهم الغربية.

تتعامل موسيقى "نارسي" مع الألم الذي تخلفه الحروب والتهجير وغزو العراق والأحداث المختلفة التي عصفت بالمنطقة العربية وتأثيرها على المهاجرين، فكانت بداياته الموسيقية مباشِرة في تناولها لتلك المواضيع.

إلا أن تجربته بدأت تتبلور أكثر في محاولة للبحث عن القاسم المشترك مع أقليات أخرى أو توصيل تجربته كعراقي في كندا لجمهور أوسع، بحيث يجد من هو في نيويورك أو المنطقة العربية فيها ما يعبر عن همومه اليومية كذلك، حتى لو اختلفت التجارب في تفاصيلها.

المعركة بالنسبة لنارسي "هي في نهاية المطاف نفس المعركة مهما اختلفت تفاصيلها، فنحن نحارب من أجل العدل الاجتماعي وضد أنظمة سياسية ومالية فاسدة تسحق أغلبية الناس بطرق وأماكن مختلفة".

دلالات
المساهمون