وقفة مع وليد الشيخ

15 سبتمبر 2016
(تصوير: علاء مفارجة)
+ الخط -
تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه.

ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- ليس ادعاءً بالمرة، أكثر ما يشغلني طوفان الكراهية في العالم العربي، على مستوى الأفراد والجماعات، ثمة عدوى هائلة ضربت العالم العربي. أنتظر أن أرى نهاية الطوفان. أحس أننا نعيش في زمن سيكتب عنه في التاريخ باعتباره مرحلة انحطاط عظمى. لذا أنا دائم الانتظار ليوم غد، أنتظره دون أن أستعد لاستقباله بأي شيء. لكن لدي ثقة به. 


ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟

- مجموعة شعرية " أندم كل مرة "، لدي الآن مجموعة من القصائد وكتابات أخرى. أكتب بشكل متقطع، لكني أفكّر دائماً في الكتابة.

هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟
- بصراحة، كلما أنهي عملاً ينتابني إحساس غريب، أن لا معنى لكل ذلك. وأن الأنسولين أهم بكثير من الشعر. لكني أعود للكتابة باستمرار، ببساطة لأني لا أستطيع ألا أعود إليها. أحياناً أحب بعض ما أكتب، قصائد ونصوصاً معيّنة. بشكل عام غير راض، وعلى فكرة هذا ليس تواضعاً بالمرة. أحب أن أفكر أني سأكتب شيئاً مختلفاً عن كل ما كتبته.

لو قيّض لك البدء من جديد، أيّ مسار كنت ستختار؟
- حلم كل إنسان، أن يُمنح فرصة ثانية، لكن هذا لا يتحقّق، لذا يمكن التفكير فقط به كحلم. يبدو أنني سأختار نفس المسار، مع بعض التغييرات عند التقاطعات. الخيار الوحيد الذي لا نحصل عليه، هو الفرصة الثانية.

ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- أريد أن يفرغ العالم العربي من بدائيته ومن الأسئلة الأولية (كأسئلة العلاقة مع المرأة، الديمقراطية، حرية الاعتقاد)، وأن يذهب إلى الأسئلة الكونية، وأن يمسك بيد الحرية ولا يفلتها أبداً.

شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- لا أُعظّم شخصيات الماضي، أحب أن أتعامل مع حقب تاريخية. أظن أن التاريخ باعتباره ماضياً وصلنا مقلوباً في كثير منه. لكن كنت أحب لو أرى شاعراً قديماً أهملته الكتب ونسيه الوراقون، نكاية بأفكاره مثلاً، أحب لو أسمع منه حكايته.

صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
- أفكّر بالأصدقاء الذين رحلوا، وأحاول أن أتخيّل حياتهم لو كانوا الآن موجودين. أما الكتب، فلا يوجد كتاب بالتحديد، لكن أعود أحياناً لقراءة روايات أميركا اللاتينية، وأحياناً لروايات ميلان كونديرا للمتعة، وديستويفسكي لبعض ليالي الشتاء.

ماذا تقرأ الآن؟
- مساء اليوم بدأت في قراءة "هوس العمق" لزوسكيند. لسببين أولاً تماشياً مع ذائقة "مهيب" الذي أوصى بذلك. وثانياً كي أستطيع الإجابة على هذا السؤال دون إحساس بالخزي. لأن الأسبوع الماضي كان جافاً، لم أقرأ أي كتاب.

ماذا تسمع الآن، وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- هذه الأيام أستمع على اليوتيوب لـ "ناي برغوثي ". ولفرقة فلسطينية اسمها "بالعكس"، يتقلب المزاج في اليوم أكثر من مرة، ومعه تتغيّر الذائقة. استمعت مثلاً خلال يومين هذا الأسبوع بواسطة اليوتيوب لـ "ولاء الجندي" عندما غنّت "مضناك جفاه مرقده" في أحد البرامج.

بطاقة: مواليد مخيم الدهيشة/ بيت لحم 1968. صدر له: "حيث لا شجر" (شعر، 1999)، "الضحك متروك على المصاطب" (شعر، 2003) "أن تكون صغيراً ولا تصدّق ذلك" (شعر، 2007) "العجوز يفكّر بأشياء صغيرة" (رواية، 2012)، "أندم كل مرة" (شعر، 2015)


المساهمون