وقفة مع كمال بومنير

19 يناير 2020
كمال بومنير (العربي الجديد)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع شخصية ثقافية عربية، في أسئلة سريعة حول انشغالاتها الإبداعية وجديد إنتاجها وبعض ما تودّ مشاطرته مع قرّائها. "لستُ راضياً عن إنتاجي لكن عزائي أنّني اجتهدتُ قدر وُسعي"، يقول الباحث والمترجم الجزائري في لقائه مع "العربي الجديد".


■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟

- أنا منشغل دوماً بما يجب عليّ قراءته من كتب ومجلات متخصّصة، وما يتعيّن عليّ كتابته (تأليفاً وترجمةً) في الحقل المعرفي الذي اخترتُ الكتابة فيه، أي الفلسفة الغربية المعاصرة. وهذا بطبيعة الحال منذ اللحظة التي انشغلتُ فيها بالنظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت وبالجماليات وفلسفة الفنون، بغية الإسهام في توسيع أفق التفكير الفلسفي وتعميق النقاش المتعلّق بالعديد من المسائل والقضايا المطروحة في هذا الحقل المعرفي.


■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟

- آخر عملٍ صدر لي هو ترجمةٌ لكتاب "مولد الاستطيقا ومسألة معايير الجميل" للفيلسوف الفرنسي المعاصر لوك فيري. أمّا عملي القادم، فهو بعنوان "مقاربات فلسفية في النقد والتأسيس والتجاوز"، ويضمّ العديد من الدراسات حول البعد الجمالي والتأويل الفلسفي والاعتراف الاجتماعي.


■ هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟

- قد لا أجانب الصواب إن قلتُ إنّني لست راضياً بشكل كامل عمّا قدّمته من أعمال فلسفية (تأليفاً وترجمةً)؛ لأنّ الباحث لا يَقنع دائماً بما قدّمه من أعمال. أستحضر، هنا، المقولة المشهورة لعماد الأصفهاني وهو بصدد الحديث عن التأليف: "إني رأيت أنه لا يكتب أحد كتاباً في يومه إلّا قال في غده: لو غُيّر هذا لكان أحسن، ولو زيد هذا لكان يُستحسن، ولو قُدّم هذا لكان أفضل، ولو تُرِك هذا لكان أجمل. وهذا أعظم العبر، وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر". غير أنَّ عزائي أنّني اجتهدتُ واشتغلتُ على قدر وُسعي، وبحسب جهدي المتواضع وطاقتي البشرية المحدودة، وقناعتي الراسخة بأنّ ما أقوم به مثمرٌ ومفيدٌ للقارئ.


■ لو قُيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟

- لو قُيّض لي ذلك حقّاً، لا أظنني سأختار غير الفلسفة مساراً وتخصُّصاً، لأنني مقتنع كل الاقتناع بأنّها نشاط معرفي متميّز، وبالتالي يمكن أن تلعب دوراً أساسياً في حل العديد من الإشكاليات المطروحة في عالمنا المعاصر.


■ ما هو التغيير الذي تنتظرنه أو تريده في العالم؟

- أريد عالماً خالياً من الاستغلال والهيمنة والسيطرة التي تمارسها القوى العظمى والمؤسّسات الكبرى والشركات متعدّدة الجنسيات والرأسمالية المتوحّشة في ظلّ العولمة، عالماً خالياً من الظلم والقهر والاستعباد التي تمارسها العديد من النظم السياسة، أريد عالماً يتبنّى قيم الحرية والعدالة والتسامح والسلم والكرامة والاحترام والاعتراف المتبادل بين الناس.


■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟

- كتاب "مقدّمة" ابن خلدون الذي يُعتبر، في رأيي، أحد أهم الأعمال الفكرية عبر التاريخ الإنساني. أعتقد أنّ "المقدّمة" تضمّنت منهجاً وتحليلاً ورؤية تكتسي أهمية بالغة لكل الباحثين المعاصرين المهتمّين بميدان العلوم الاجتماعية والإنسانية وبالتحاقل المعرفي بين هذه العلوم.


■ ماذا تقرأ الآن؟

- حالياً، أنا بصدد قراءة ثلاثة كتب بغرض توظيفها في كتابي الجديد الذي أنا بصدد تأليفه بعنوان "مقاربات فلسفية في النقد والتأسيس والتجاوز"، وهي: "الخبرة الجمالية: دراسة في فلسفة الجمال الظاهراتية" للدكتور توفيق سعيد، وكتاب الباحثة الفرنسية إليان إسكوباس Eliane Escoubas بعنوان "L’esthétique"، وكتاب آخر بعنوان "désenchantement de l’art Le" للفيلسوف الفرنسي راينر روشليتز Rainer Rochlitz.


■ ماذا تسمع الآن؟ وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟

- أستمع في بعض الأحيان إلى موسيقى أفلام عالمية؛ مثل تلك التي ألّفها إنيو موريكونه، وموريس جار، وألكس نورث، خاصة موسيقى أفلام جون باري الذي فاز بالعديد من الجوائز لأفضل موسيقى تصويرية: "الرقص مع الذئاب"، و"الخروج من أفريقيا"، و"الخبير"، وغيرها من الأفلام التي نالت شهرةً عالمية.


بطاقة

كاتب ومترجم جزائري من مواليد 1962 في حيّ القصبة بالجزائر العاصمة. صدر له: "جدل العقلانية في النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت" (2010)، و"النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت، من ماكس هوركهايمر إلى أكسل هونيث" (2011)، و"قراءات في الفكر النقدي لمدرسة فرانكفورت" (2012)، و"مدخل إلى قراءة فلسفة فلتر بنيامين" (2013)، و"قضايا الجمالية من أصولها القديمة إلى دلالاتها المعاصرة" (2013)، و"مقاربات في الخطاب النقدي لمدرسة فرانكفورت: من ماكس هوركهايمر إلى هرتموت روز" (2014)، و"الألوان والجمال: كتابات الرسّامين التشكيليّين من ليونارد دي فينشي إلى سالفادور دالي" (2015)، و"أكسل هونيث، فيلسوف الاعتراف" (2015)، و"الفلاسفة والألوان: مقاربات فلسفية في فن الرسم" (2016)، و"دراسات في الفكر النقدي المعاصر: من فالتر بنيامين إلى نانسي فرازر" (2017)، و"مقاربات في الجماليات المعاصرة" (2017)، و"الفلاسفة والأنغام: مقاربات فلسفية في فن الموسيقى" (2017)، و"في معنى الجميل: مقاربات فلسفية - استطيقية، من أفلاطون إلى لوك فيري" (2018)، و"الحقُ في الاعتراف: مدخل إلى قراءة فلسفة أكسل هونيث" (2018)، و"سؤال الاعتراف في الفلسفة الاجتماعية والسياسية المعاصرة" (2019).

وفي الترجمة صدر له: "الجمالية المعاصرة: الاتجاهات والرهانات" لمارك جيمنيز (2012)، و"التشيّؤ: دراسة في نظرية الاعتراف" لأكسل هونيث (2012)، و"مولد الاستطيقا ومسألة معايير الجميل" لـ لوك فيري (2019).

المساهمون