وقفة مع فوزي بن براهيم

20 أكتوبر 2019
فوزي بن براهيم (حفيظ عبدوني)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع شخصية ثقافية عربية في أسئلة سريعة عن انشغالاتها الإبداعية وجديد إنتاجها وبعض ما تودّ مشاطرته قرّاءها. "أبحث عن تجارب ومعارف مغايرة لتفكير القبيلة، وأسعى دائماً إلى تجسيد عروضٍ عالمية بروح جزائرية"، يقول المخرج المسرحي الجزائري في لقائه مع "العربي الجديد".


■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟

- يشغلني التصوُّر الجديد لعملي الإبداعي المقبل، والبحثُ عن عناصر الفرجة وبناؤها بشكل متناغم وعصري، حتى يتسنّى للمتلقّي، بكل شرائحه، فهم جماليات العرض وأفكاره.


■ ما آخر عمل صدر لك، وما عملك القادم؟

- آخر عملٍ لي كان برنامجاً تلفزيونياً كوميدياً ساخراً عُرض على إحدى الفضائيات الجزائرية بعنوان "صحا النوم"، وهو عملٌ يحاكي التطوُّرات السياسية والاجتماعية والفنّية والأحداث اليومية بتقنيات السينما والمسرح، وفي قالب شبه إخباري، من خلال شخصيات كاريكاتيرية. أمّا القادم، فسيكون عملاً مسرحياً غنائياً راقصاً يحمل عنوان "أبناء الشمس"، وهو مستوحىً من نصٍّ مسرحي بعنوان "المأدبة" للكاتب الجزائري الراحل مولود معمري.

اخترتُ هذا النصّ في هذا الوقت تحديداً، لأنه قريبٌ من التغيّرات التي تمرّ بها الجزائر اليوم؛ فهو يُحاكي، بشكل رمزي، ما يدور في تفكيري كمواطن يعيش يومياته منشغلاً بالأسئلة السياسية والبحث عن معانقة الكثير من الحرية، وكشاب يطمح إلى التغيير ويحلم بغدٍ أفضل في جزائر فيها من التنوُّع ما يكفي أربعين مليون مواطن ليكونوا فنّانين جميعُهم.

يتناول العمل، الذي يتطلب إمكانات بشرية وبصرية وتقنية وموسيقية كبيرة، أيديولوجيةَ الاستعمار والرضوخ للآخر بمركّب الضعف أو النقص، والصراع الدائم بين الهوية والعولمة، بين الجديد والموروث، بين التكنولوجيا والتقليد. كلُّ هذه المحاور أحاول مقاربة تفاصيلها برؤية معاصرة.


■ هل أنت راضٍ عن إنتاجك ولماذا؟

- راضٍ إلى حدّ البحث عن تحدّيات جديدة خارج السياسة الإنتاجية المحلية، بما أنَّ البحث عن تجارب واكتساب معارف مغايرة لتفكير القبيلة وتجسيد عروضٍ عالمية بروح جزائرية ومغاربية وأفريقية، هو ما يجعل منّا مبدعين متجدّدين نبحث عن الرقي جمالياً وفكرياً.


■ لو قُيّض لك البدء من جديد، فأي مسار كنت ستختار؟

- أظنّني كنت سأتّبع المسار نفسه، لكن وأنا أحمل إحدى الآلات الموسيقية، فطالما أردتُ التعبير عن الكثير من الأشياء من خلال الموسيقى.


■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟

- أتمنّى أن نعيش بسلامٍ في عالم يخلو من الحروب، ونحافظ فيه أكثر على الطبيعة.


■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟

- النبيُّ محمد، لمحاولة فهم الكثير من القضايا المعقّدة. لقد دعا إلى السلام والعيش المشترك، وهو ما يكاد يختفي في عالمنا اليوم. إنه الشخصية الوحيدة التي يمكنني أنْ أشعر بها، رغم عدم معايشتي لها.


■ صديقٌ يخطر على بالك أو كتابٌ تعود إليه دائماً؟

- أقرأ كتاب "فن الشعر" لأرسطو، لأنه بوّابة أدبية وفلسفية ومسرحية واجتماعية. كذلك يخطر ببالي سليمان بن واري، هو صديقٌ وزميل من أيام "المعهد العالي للفنون الدرامية"، تقاسمنا الخشبة في مسرحيّتَي "المثّلث" و"المرآة"، ثمّ عمل معي ممثّلاً. هو فنّان يملك الكثير من الموهبة والإمكانات والصدق والاحترافية في العمل. أستمتع دائماً برؤيته على الرُّكح.


■ ماذا تقرأ الآن؟

- أقرأ "La mort absurde des Aztèques" (الموت العبثي للآزتيك) لمولود معمري، كتابٌ عن اندثار آخر قبائل حضارات المايا، وكيف تكون الشعوب مهيّأةً لأن تُستَعمر، إضافةً إلى بعض كتب اللغات؛ كالإسبانية والألمانية.


■ ماذا تسمع الآن، وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟

- أستمع إلى الكثير من الموسيقى الخالية من الكلام والتي تشمل بحوثاً جديدة في تراث الحضارات، مثل الجاز اللاتيني. في الموسيقى الجزائرية، أتجوّل بين أعمال أحمد وهبي وأغاني المالوف، إلى جانب ما تقدّمه بعض الفرق الشبابية؛ مثل فرقة "فريكلاين".


بطاقة
ممثّلٌ ومخرج مسرحي وتلفزيوني من مواليد تشرين الثاني/ أكتوبر 1985 في مدينة باتنة شرقي الجزائر. أخرج عدداً من الأعمال المسرحية، من بينها: "آخر المساجين" (2010)، و"مستنقع الذئاب" (2011)، و"جرعة حقيقة" (2012)، و"العَرْضة" و"سطو خاص" (2013)، و"زِيد نزيدك" (2014)، و"رقصة الهاوية" (2016)، وانتحار الرفيقة الميتة" (2017)، و"العطب" (2018). كذلك شارك ممثّلاً في عدد من المسلسلات الدرامية والأفلام السينمائية.

المساهمون