تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وما يودّ مشاطرته مع قرّائه.
■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- مجتمعياً، يشغلني انحباس الأداء السياسي في المغرب ومضاعفات ذلك على الحياة الاجتماعية، ما قد يؤدّي إلى انفجار سيعجز النظام عن تطويقه. أنا في حراك "المقاطعة". علمياً، تشغلني مراجعة كتاب جماعي في البحث العلمي التربوي، كما أنني بصدد إنجاز دراسة حول الدراما الرُكحية المعاصرة.
■ ما هو آخر عمل صدر لك، وما هو عملك القادم؟
- آخر إصداراتي هو كتاب "المسرح ورهانات المدرسة: من المُسَّارَّة الجمالية إلى النجاعة التربوية"، وكتابي القادم سيكون بعنوان "المسرح والرأسمال اللغوي: من نسق التواصل إلى نسق الثقافة".
■ هل أنت راضية عن إنتاجك، ولماذا؟
- إنتاجي محض اجتهاد في البحث العلمي نقداً وترجمة ودراسات تربوية. وفي الإبداع الأدبي قصّة وقصيدة ومسرحية. أنا راضية في حدود أن أجد القرّاء والباحثين، في العالم العربي، يستفيدون مما كتبت. لكن طموحي ممتدّ نحو المستقبل، نحو مداخل جديدة، ونظرة أكثر عمقاً للقضايا التي تشكّل مراكز اهتمامي.
■ لو قُيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختارين؟
- أجدني متوافقة مع مساري الذي انبنى على اختياري مجال التربية والتدريس منذ 1980، وهو مجال أعتبره دعامة جوهرية لبناء الإنسان، ورافعة أوّلية للارتقاء بالمجتمع.
■ ما هو التغيير الذي تنتظرينه أو تريدينه في العالم؟
- أن تتغيّر الأنظمة الفاسدة لا سيما في دول الجنوب... أن يتطوّر التعليم ويحدث فصل الدين عن الدولة في العالم المسمّى إسلامياً، وقتها يمكننا التحوّل إلى انتظارات أكبر تتمثّل في بناء السلم العالمي الحقيقي، ومواجهة النظام العالمي الشرس الذي يخدم استراتيجيات الدول القوية، ويهمّش قضايا التنمية والحرية.
■ شخصية من الماضي تودّين لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- أتمنّى لقاء المفكّر إدوارد سعيد. لا أعتبره من الماضي سوى لأنه مات وغادرنا بجسده، لكن طروحاته ستظل حية ودينامية لفهم العلاقة شرق/ غرب، أو بتعبير بورديو: مهيمِن ومهيمَن عليه. لماذا إدوارد سعيد بالذات؟ لأن كتاباته عقلانية وموضوعية، متحرّرة من تمجيد الذات كيفما كانت، وهي مرجع رصين في القراءات الثقافية للأنساق الحضارية.
■ صديق(ة) يخطر على بالك، أو كتاب تعودين إليه دائماً؟
- أصدقائي ليسوا كثيرين، والعلاقة تبقى في دائرة محدودة جداً. اليوم، أعتبر ابنتي الوحيدة صديقتي. من جهة أخرى، أعتز بكتبي، إنها أصدقائي الأبديّون حيث تعمّر صداقتنا منذ سنوات طفولتي، أعود إليها باستمرار وأُتعبها بمطالبي فلا تسأم مني إطلاقاً.
■ ماذا تقرأين الآن؟
- أقرأ كتاباً سعدت باقتنائه مؤخّراً من معرض كتاب أُقيم في مدينة برينستون الأميركية؛ عمل جماعي بعنوان: "مسرح الأفكار.. خمسون مفكّراً لفهم القرن الحادي والعشرين" قام بإعداده نيكولا تروونغ.
■ ماذا تسمعين الآن، وهل تقترحين علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- أعشق فيروز كلمات ونغماً وأداءً. أقترح واحدة من روائعها: "فايق يا هوى".
بطاقة
باحثة ومترجمة وأستاذة جامعية مغربية من مواليد عام 1961. من إصداراتها البحثية: "الأنثروبولوجيا والأنثروبولوجيا الثقافية" (2009)، و"الإيروس والمقدّس.. دراسة أنثروبولوجية تحليلية" (2010)، و"مدوّنة القنص بالصقر.. دراسة أنثروبولوجية مقارنة" (2013). كما أصدرت مجموعة قصصية بعنوان "الخيّالة والمسيخ" (2010)، وكتبت مسرحيّتين: "أهازيج إبراهيم الحموي" و"قناديل البر المطفأة". ترجمت "معجم بورديو" وتُصدر قريباً ترجمتها لـ "معجم يونغ".