وقفة عند جسر الزرقاء

29 مارس 2015
فوتوغرافيا: محمد بدارنة
+ الخط -

تتجمّع في كيلومتر مربع ونصف. حياة تجري في رقعة صغيرة بين شاطئ البحر المتوسط غرباً وبين شارع حيفا - يافا الرئيسي شرقاً، وبين الجدار الترابي الهائل من جهة قيسارية جنوباً والذي يفصل بين أكثر المستعمرات الإسرائيلية ثراءً وبين إحدى أكثر البلدات الفلسطينية فقراً، وبين "المحمية الطبيعية" ومستوطنة "معجان ميخائيل" ووادي التماسيح التي تحدها شمالاً. متناهية الصّغر ومزدحمة، يقطنها 13 ألف إنسان.

رقعة محاصرة ومزدحمة، يقطنها 13 ألف إنسان، اسمها جسر الزرقاء. القرية العربية الوحيدة الباقية على ساحل فلسطين بعد النكبة، والتي تمارس المؤسسة الإسرائيلية منذ عقود، سياسات التمييز والتضييق بحق أهلها. حصار عنصري سياسي وجغرافي يحول دون نموها وتطورها رغم ما تتسم به من خصال وكنوز طبيعية ومقومات إستراتيجية بفعل موقعها الساحر.

تمثِّل القرية حيّزاً مفقراً نتيجة للظروف السابقة، فنسبة العائلات الفقيرة تصل إلى 80%، وتعاني أزمة سكنية وقلة في أراضي التطوير والبناء، ويعيش سكانها تحديات وصعوبات اجتماعية واقتصادية، ويعانون نقصاً في المرافق وبنية تحتية هشة وعمراناً فوضوياً ارتجالياً نتيجة السياسات الإسرائيلية المفروضة عليها.

غالبية السكان عمّال وأجراء يتقاضون رواتب زهيدة، و39% من النساء هن كادحات معيلات لأسرهن، ونسبة البطالة تصل إلى نحو 20%، ونسبة خريجي الجامعات والدارسين فيها بالكاد تتجاوز الـ 4%.

جسر الزرقاء هي جوهرة محاصرة بالزمن الاستعماري، حصار سياسي واجتماعي واقتصادي وجغرافي، لكنها ورغم ذلك، لم تفقد هويتها الفلسطينية وعفويتها الوطنية والقومية، لتبقى جوهرة الساحل الفلسطيني.

(جسر الزرقاء)