وفاة 36 نازحاً في مخيم الركبان نتيجة "ضعف" الرعاية الطبية

08 ديسمبر 2018
أهالي المخيم يطلبون المساعدة (فيسبوك)
+ الخط -
يعاني النازحون في مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية من تعامل السلطات الأردنية مع المرضى الوافدين إلى النقطة الطبية التابعة للأمم المتحدة داخل الحدود، بالتزامن مع الظروف الجوية السيئة التي تعصف بالبيوت الطينية في المخيم مع انعدام وسائل التدفئة.

وأكد عضو تنسيقية تدمر أيمن العموري لـ"العربي الجديد" توثيق 36 وفاة في المخيم، من بينها ستة أطفال، نتيجة نقص الرعاية الصحية منذ مطلع عام 2018، مشيراً إلى "إهمال كبير من قبل الجانب الأردني في التعامل مع المرضى في المخيم، خصوصاً الحالات المحولة إلى داخل الحدود لتقييمها في النقطة الطبية التابعة للأمم المتحدة هنا، ويضطر المريض للمراجعة أكثر من مرة، لكن دون فائدة".

وقال إن: "كثيرين منهم بحاجة إلى دخول المشافي الأردنية لتلقي العلاج أو إجراء عمل جراحي، لكنهم يعادون إلى المخيم".

وأضاف "يتخوّف النازحون في المخيم حالياً حيال مصير الحالات الخطرة أو التي تحتاج إلى تدخل طبي سريع، لأن التأخير في نقل المريض بهذه الحالة وعدم تلقيه العلاج سريعاً يعني الوفاة حتماً، كما حدث يوم الخميس الماضي حين توفيت طفلة رضيعة عمرها أربعة أشهر، بعد رفض السلطات الأردنية إدخالها إلى مشفى تخصصي. رغم أن النقطة الطبية أكدت أن الطفلة بحاجة إلى تلقي العلاج في المشفى، الأمر الذي ترفضه السلطات الأردنية إلا في حالات محدودة جداً".

ويعيش معظم نازحي مخيم الركبان في منازل طينية تتعرّض للتدمير مع العواصف الماطرة وموجات الغبار التي تضرب المنطقة التي يقع فيها المخيم على الدوام. ويعيد النازحون بناء تلك البيوت التي تنعدم فيها وسائل التدفئة التقليدية كالوقود وحتى الحطب في فصل الشتاء.

وأوضح محمد نمر (36 عاماً) لـ"العربي الجديد" أنه "في الوقت الحالي ليس لدى كثير من النازحين أي وسيلة تدفئة.. نعتمد حالياً على أكياس البلاستيك وما تحمله الرياح منها، كل شيء قابل للاشتعال في المخيم استهلكناه، حتى القمامة، وفي الصحراء لا توجد حشائش أو أغصان نباتات يمكن أن نستخدمها في التدفئة". ولفت إلى أن "الوقود إن وجد فأسعاره مرتفعة جداً، وليس لنا قدرة على شرائه، وما يتوفر منه نستخدمه في الطهي حصراً".

وعن طريقة جمع الأكياس البلاستيكية قال نمر: "مدّ الأهالي قرب بيوتهم الطينية أي سلك متوفر شائك أو غيره لتعلق عليه الأكياس البلاستيكية المتطايرة في الهواء، وهي موجودة بكثرة في المنطقة، وهذه الطريقة هي الحل الوحيد لنا في الوقت الحالي لتأمين تدفئة الأطفال. أما إطارات السيارات في المخيم، فاستهلكناها بالمجمل، وأما سعر ليتر المازوت إن وجد في المخيم فيتجاوز 400 ليرة سورية، ومن المستحيل على الأهالي اعتماده في التدفئة".

وانتقد عمران أبو محمد دور الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في تقديم الخدمات الإنسانية للمخيم قائلاً: "أعطونا القليل من الغذاء لنصمت لا أكثر، والكمية التي قدموها لن تكفينا للأبد، نحن بحاجة إلى حل دائم لمشكلتنا، أطفالنا اليوم بلا ملابس للشتاء، والنظام يضيق الخناق علينا في كل وقت، أما الأردن فيتعامل معنا كأننا معتقلون لا يحق لنا حتى الحصول على أي خدمة من دون إرادته".
المساهمون