وفاة روبرت موغابي بعد نحو عامين من إطاحته من رئاسة زيمبابوي

06 سبتمبر 2019
72DB45C1-9EB5-4E45-8A9D-22822CE91CEA
+ الخط -
توفي رئيس زيمبابوي السابق، روبرت موغابي، الذي حكم البلاد بقبضة حديد بين 1980 و2017 عن عمر 95 عاماً، بحسب خليفته الرئيس إيمرسون منانغاغوا، اليوم الجمعة.
وكتب منانغاغوا في تغريدة: "أعلن ببالغ الحزن وفاة الأب المؤسس لزيمبابوي ورئيسها السابق القائد روبرت موغابي".


وقال مصدر مطلع لوكالة "رويترز"، إنّ "موغابي توفي في سنغافورة حيث كان كثيراً ما يتلقى العلاج".

وولد موغابي، في 21 فبراير/ شباط 1924، في إرسالية كوتاما، في مقاطعة زفيمبا، أيام "روديسيا الجنوبية". ينتمي موغابي إلى قبيلة زيزورو، أصغر أفرع قبيلة شونا. تشرّب من المدارس اليسوعية في الإرسالية، التي انعكست على نمط حياته لاحقاً. وكان يمضي طفولته بين الكتب عوضاً عن المشاركة في اللعب مع باقي الأولاد. الشخص المفصلي في حياة موغابي كان الكاهن الأيرلندي جيروم أوهي، الذي عامله في كوتاما مثله مثل باقي الأولاد، بمساواة كاملة، بغض النظر عن لون بشرته السوداء، في ظلّ الحكم العنصري البريطاني، الذي كان مشابهاً لنظام "الأبارتهايد" في جنوب أفريقيا المجاورة. أوهي عرّف موغابي على حرب الاستقلال الأيرلندية عن بريطانيا (1919 ـ 1921)، تحديداً لناحية مهاجمة الثوار الأيرلنديين المواقع البريطانية.

بعدها، باشر موغابي مهامه كمعلّم، بموازاة مواصلة الدراسة، إلى أن غادر كوتاما بعمر الـ21، متنقلاً في مختلف مدن ومناطق زيمبابوي، بغرض التعليم. لاحقاً نال منحة دراسية من جامعة فورت هاري في جنوب أفريقيا، حيث انخرط في المجتمع الأفريقي، مقتنعاً بالأفكار الماركسية، قبل أن ينال الدبلوم في التاريخ والأدب الإنكليزي في عام 1952.

وأمضى السنوات التالية في التعليم، وعلى الرغم من قراءاته المتعددة وإيمانه بالماركسية، إلا أن موغابي لم ينخرط في أي حزب، بل اكتفى بالانضمام إلى مجموعات مكافحة للعنصرية العرقية. بعدها غادر إلى "روديسيا الشمالية" (زامبيا حالياً) معلماً في عاصمتها لوساكا، بين عامي 1955 و1958. وبعد مشوار قصير في غانا، عاد موغابي إلى زيمبابوي، حيث شارك في أول تظاهرة مؤيدة لإطلاق سراح ليوبولد تاكاويرا، أحد أبرز قادة "الاتحاد الوطني الأفريقي لزيمبابوي" اليسارية، وخلال التظاهرة برز اسم موغابي، مع مخاطبته الحشود.

بعدها، واصل مسيرته السياسية، مستقيلاً من مهنة التعليم. ورافق صعوده السياسي، ضجيج حزبي داخل صفوف "الاتحاد الوطني الأفريقي لزيمبابوي"، ما أدى إلى استيلاد "حزب شعب زيمبابوي الأفريقي". وبدأت مسيرة مليئة بالاعتقالات والسجن والعنصرية العرقية، التي سمحت لموغابي بتحوله إلى رمزٍ في البلاد، خصوصاً مع مساهمته في حرب العصابات ضد البريطانيين.


ومع نيل البلاد استقلالها في 18 إبريل/ نيسان 1980، تحوّل عمل موغابي إلى الداخل، خصوصاً في عام 1984، إثر اتهامه بـ"إبادة أكثر من 20 ألف إنسان"، وسط صمت كلي من بريطانيا، خشية على الأقلية البيضاء في زيمبابوي، والولايات المتحدة، التي لم تكتفِ بالصمت، بل إن رئيسها في حينه، رونالد ريغان، استقبل موغابي في البيت الأبيض. وبعد سنوات من رئاسته للحكومة، بات موغابي رئيساً لزيمبابوي، في عام 1987، جامعاً كل السلطات الممكنة من رئاسية وعسكرية وبرلمانية تحت سيطرته، حتى أنه قام بتزوير العديد من الانتخابات لضمان بقائه في السلطة، قامعاً كل معارضة في وجهه، ومستنداً إلى الجيش الموالي له.

(العربي الجديد، وكالات)

دلالات

ذات صلة

الصورة
موغابي/سياسة/6/9/2019

سياسة

توفي الرئيس السابق لزيمبابوي روبرت موغابي، الجمعة، ليطوي معه مساراً حمل طابعه الخاص في العقود الماضية، في رحلة سياسية بدأها بالمطالبة باستقلال البلاد عن بريطانيا، وصولاً لإطاحته من السلطة قبل نحو عامين.
الصورة
زيمبابوي/سياسة/1/8/2018

سياسة

تبدو زيمبابوي على مشارف أزمة سياسية جديدة، بعد اتهام المعارضة الحزبَ الحاكم بسرقة الانتخابات النيابية، والتمهيد لسرقة مماثلة في الانتخابات الرئاسية، ليكون التزوير عنوان مرحلة ما بعد روبرت موغابي.
الصورة
زيمبابوي/سياسة/31/7/2018

سياسة

بدأت المرحلة الجديدة في زيمبابوي بعد عهد الرئيس المخلوع روبرت موغابي، عقب الانتخابات التي شهدتها البلاد يوم الاثنين، فيما بدا التنافس على إعلان الفوز واضحاً بين معسكري الرئيس إيمرسون منانغاغوا ومنافسه المعارض نيلسون شاميسا، المدعوم من موغابي.
الصورة
زيمبابوي/انتخابات/Getty

أخبار

فتحت مراكز الاقتراع في زيمبابوي أبوابها، في أول انتخابات تجريها البلاد منذ الإطاحة بالرئيس السابق روبرت موغابي، وهي أول انتخابات أيضاً منذ نحو 40 عاماً في غياب موغابي نفسه.