وفاة طفلة محتجزة بالولايات المتحدة تجدد قضية احتجاز 15 ألف قاصر

15 ديسمبر 2018
مهاجرون عند الحدود الأميركية المكسيكية (جون موور/Getty)
+ الخط -


أثارت وفاة طفلة من غواتيمالا عمرها سبعة أعوام بعد ساعات على توقيفها من قبل حرس الحدود الأميركيين، صدمة أمس الجمعة في الولايات المتحدة، حيث يتم احتجاز آلاف الأطفال حالياً في مراكز مكتظة. ولم تمنع الصدمة التي سببتها وفاة الطفلة، مواجهة جديدة بين البيت الأبيض والمعارضة الديموقراطية حول سياسة الهجرة التي يعتمدها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وخصوصا الجدار الذي يعتزم بناءه على الحدود المكسيكية.

والطفلة التي توفيت تدعى جاكلين كال، سافرت مع والدها نيري كال (29 عاماً)، وهما ينتميان إلى مجموعة من المايا في شمال غواتيمالا، بحسب مصدر في حكومة هذا البلد الصغير والفقير في أميركا الوسطى الذي يسود فيه العنف، صرح لوكالة "فرانس برس". وفي السادس من ديسمبر/كانون الأول الجاري وبعد رحلة طويلة، عبر نيري كال وابنته الحدود الجنوبية للولايات المتحدة من صحراء ولاية "نيو مكسيكو" الأميركية. وكانا من بين مجموعة مهاجرين يبلغ عددهم 163 مهاجراً، بينهم عدد كبير من القاصرين توجهوا طوعاً إلى حرس الحدود الأميركيين.

وأشارت وزارة الأمن الداخلي الأميركية إلى أن فحصاً أولياً أجري للطفلة "لم يكشف وجود أي مشاكل صحية" لديها. لكنها بدأت بالتقيؤ في الحافلة التي كانت تنقلها إلى مركز الاحتجاز الذي كان يبعد 150 كلم. وبعد ساعة ونصف الساعة على وصولها، قال والدها إنها لم تعد تتنفس. ونُقلت على متن مروحية إلى مستشفى "ال بازو" وكانت حرارتها مرتفعة إلى 41 درجة، لكن عندما وصلت كان قلبها متوقفا. وتمكن الأطباء من إنعاشها لكنها توفيت جراء صدمة إنتانية في الثامن من ديسمبر، بحسب الوزارة.

وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" مساء الخميس الماضي وفاة الطفلة، وسأل كثيرون لماذا بقيت السلطات صامتة طوال هذا الوقت على الوفاة.

وأكدت الإدارة الأميركية أنها "بذلت قصارى جهدها" لمنع حصول هذه المأساة ووجهت أصابع الاتهام إلى والدي الطفلة. وصرّحت وزيرة الأمن الداخلي كيرستين نيلسن قائلة: "هذه العائلة اختارت العبور بشكل غير قانوني" للحدود. وفُتح تحقيق إداري في القضية وسيتمّ الإعلان عن نتائجه. وانتقد البيت الأبيض الوفاة. وصرّح أحد المتحدثين باسمه هوغان غيدلي أنه "كان يمكن تفادي" هذه الوفاة "المأساوية"، لو توافق كل المنتخبين على "ردع" الأجانب عن عبور الحدود بشكل غير قانوني.


واعتبر الحزب الديموقراطي في بيان أن "سياسة عدم التسامح" مع الهجرة غير القانونية التي يعتمدها ترامب أدت إلى "تصاعد المعاملة القاسية للمهاجرين". ويرفض الديموقراطيون في الوقت الحالي التصويت على تمويل الجدار على الحدود مع المكسيك، الأمر الذي وعد به ترامب. وهدد الرئيس بالذهاب حتى "الإغلاق" (شلّ بعض الإدارات إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق حول الموازنة).

واعتبرت سينتيا بومبا، المسؤولة في اتحاد الحريات المدنية الأميركي أنه "حين تصرّ إدارة ترامب على عسكرة الحدود ومواصلة بناء الجدار، فهي تدفع بالناس إلى الهروب من العنف في اتجاه المناطق الصحراوية".

وتم فصل أكثر من 2300 قاصر عن عائلاتهم بين الخامس من مايو/ أيار والتاسع من يونيو/حزيران من العام الجاري تحت مسمى سياسة "عدم التساهل" هذه. وأثارت القضية موجة تنديد واسعة في الولايات المتحدة والعالم، حتى أن الرئيس أُرغم على إعادة النظر في الأمر وأصدر مرسوماً يمنع فصل العائلات بشكل تلقائي. ومنذ ذلك الحين يستمرّ القاصرون الأجانب في الوصول إلى الحدود.

ويحتجز حالياً قرابة 15 ألف قاصر من دون عائلة بانتظار تسليمهم إلى "كفيل"، يكون غالباً فرداً من العائلة موجودا في الولايات المتحدة. وبحسب إحصاءات رسمية، يمضي هؤلاء القاصرون معدّل ستين يوماً قيد الاحتجاز. وتبلغ أعمار ثلاثة أرباعهم أكثر من 14 عاماً ومعظمهم ذكور (71 في المائة) وهم من غواتيمالا (54 في المائة) والسلفادور (12 في المائة) وهندوراس (26 في المائة).

وتؤكد الهيئة المسؤولة عن تقديم الرعاية لهم أنها تواجه تدفق المهاجرين عبر وضع "أسرة إضافية"، لكن المدافعين عن المهاجرين ينددون بنظام قدراته قليلة.

 

(فرانس برس)