وفاة أول صاحب قلب صناعي شبه بشري

04 مارس 2014
+ الخط -

توفي أول مريض خضع لزراعة قلب صناعي من إنتاج شركة "كارمات" الفرنسية، حسب ما أعلنه الاثنين المستشفى، الذي أجريت فيه عملية الزرع، في ديسمبر/كانون أول الماضي.

وقال مستشفى "جورج بومبيدو" الأوروبي في باريس في بيان، إن الرجل الذي كان يبلغ من العمر 76 عاماً توفي الأحد بعد 75 يوماً من الخضوع للعملية. مضيفا، أنه لا يمكن الوقوف بوضوح على سبب الوفاة في هذه المرحلة.

وعندما زرع له القلب الصناعي، كان الرجل يعاني من مرحلة متأخرة من قصور القلب، وهي المرحلة التي لا يستطيع فيها قلب المريض ضخ القدر الكافي من الدم، الذي يحتاج إليه الجسم، وقيل إن بينه وبين الموت أسابيع أو أيام.

والجهاز الذي صنعته "كارمات" صمم ليحل محل القلب الطبيعي لمدة تصل إلى خمس سنوات، ويحاكي وظائف القلب الطبيعي بواسطة مواد عضوية واجهزة استشعار. ويهدف إلى مساعدة آلاف المرضى الذين يموتون كل عام، وهم في انتظار متبرع، وكذلك الحد من الآثار الجانبية المصاحبة لعمليات الزرع.

وقالت متحدثة باسم الشركة "تود كارمات أن تثني على شجاعة هذا المريض وعائلته، والدور الرائد الذي قام به"، مشددة على أنه من السابق لأوانه استخلاص أي استنتاجات في شأن القلب الصناعي الذي تصنعه "كارمات" في هذه المرحلة.

ومن المقرر خضوع ثلاثة مرضى أخرين في فرنسا، يعانون من مرحلة متأخرة في قصور القلب لعملية زراعة القلب الصناعي. وتعتبر التجربة الطبية ناجحة إذا ظل المريض على قيد الحياة  شهراً على الأقل.

وقالت "كارمات"، إنه إذا نجح هذا الاختبار فإنها ستزرع الجهاز لـ20 مريضا" يعانون من قصور القلب في مراحل اقل خطورة.

ويرجع أصل القصة إلى نجاح فريق طبي بمستشفى "جورج بومبيدو" بالعاصمة الفرنسية في زراعة أول قلب صناعي مستقل لا يحتاج إلى بطارية، في جسد مريض سبعيني يعاني من قصور في القلب.

وأوضحت شركة "كارمات" وقتها أن الجراحة تقوم على أسس علمية صلبة، تهدف إلى تأمين وظيفة القلب وديمومته، فهو يحاكي قلباً بشرياً طبيعياً، حيث يوجد فيه بطينان يضخان الدم، كما تفعل عضلة القلب، ولواقط تتيح تسريع حركة القلب، وزيادة تدفق الدم وخفضه، ويتقلص تدفق الدم عند نوم المريض، بينما يتسارع عند صعود الدرج مثلا.

ويبلغ وزن القلب الاصطناعي الجديد حوالي كيلوغراماً واحداً، ومدة حياته تصل إلى خمس سنوات بما يعادل 230 مليون دقة قلب.

وقال طبيب من فريق العملية الجراحية، إن "المريض بصحة جيدة ويتعافى يوماً بعد يوم، وقد رأيته وتحدثت إليه وكان يرد علي ويبدو مرتاحا".

وحصل مسؤولو شركة "كارمات" الفرنسية في نهاية شهر سبتمبر الماضي/أيلول على موافقة الوكالة الوطنية الفرنسية لأمن العقاقير ومنتجات الصحة للقيام بعمليات زراعة هذا القلب الصناعي الفريد من نوعه، ومن المعروف أن الطبيب الجراح، آلان كاربونتييه، هو مؤسس شركة "كارمات" ذات الشهرة العالمية، والجراح، كاربونتييه، معروف بابتكاره صمامات القلب.

ومن جهته، قال الجراح، فيليب بوليتي، المؤسس المشارك في "كارمات" في تصريحات صحافية إن "العملية هي الأولى من نوعها في العالم، وقد جرت في ظروف عادية، كما أن المريض استجاب للعملية، لكن يجب علينا أن ننتظر مدة زمنية معينة لنخرج بنتائج، فلا يجب أن ننسى أننا أجرينا العملية منذ أيام فقط".

 

دلالات
المساهمون