وعود عربات بيع الخضار واللمبة الموفّرة

15 سبتمبر 2014
وعود السيسي الانتخابية تلاشت بعد التنصيب (أرشيف/getty)
+ الخط -
لم يكن هناك برنامج انتخابي "ملموس" قدّمه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، للشعب، إلا أن وعوداً عديدة أطلقها بعد أن قرر خوض الانتخابات الرئاسية، على عكس تصريحاته عقب الانقلاب العسكري العام الماضي بعدم طمع المؤسسة العسكرية في السلطة.

وجاء ذلك على عكس ما فعله محمد مرسي، أوّل رئيس مدني منتخب بعد ثورة 25 يناير، الذي كان لديه برنامج واضح وخطط زمنية، وتمكنت حملة "مرسي متر" من قياسه بدقة.

والمتابع لتصريحات السيسي الإعلامية، يمكن من خلالها أن يستشف بعضاً من وعوده، ومنها قوله "مش قادر أديك"، التي قالها في حواره مع الإعلاميين المصريين إبراهيم عيسى ولميس الحديدي، عندما كان يوجه خطابه إلى الشعب المصري "مش مش عاوز.. مش قادر أديك"، وهي الجملة التي حظيت بنصيب الأسد من تعليقات المصريين، وخاصة من فئة الشباب الذين صمموا من جملة "مش قادر أديك" جرافيتي خاصا، رسموه على الجدران وطبعوه على قمصانهم.

في الحوار التلفزيوني نفسه، أكد أنه يمتلك حلولاً عاجلة لأزمة البطالة في مصر، مثل تدبير ألف عربة بيع خضروات وفاكهة، من خلال توفير قروض بتسهيلات من المصارف، كل عربة يسوقها رجل أو شاب، وبجانبه اثنان آخران، يذهبون بها إلى سوق "العبور" للخضار والفاكهة، لتحسين أوضاع المواطنين المعيشية. "إنتو مش عارفين إنكم نور عنينا ولا إيه".. غازل بها السيسي، الشعب المصري، في احتفالات 6 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، قبل أن يحل ظلام دامس، يغرق فيه المصريون بعد أشهر من توليه الرئاسة، نتيجة انقطاع الكهرباء بشكل متواصل وكثيف على أغلب القرى و المدن المصرية.

بعدها وجد السيسي ضالته في: "هتشوفوا قد إيه هطلب منكم أمور بسيطة.. لكن نتائجها كبيرة"، وقد قالها موجها خطابه إلى الشعب المصري خلال اجتماعه مع وفد المرأة المصرية، ثم فاجأ الجميع بقوله "لا بد من ترويج استخدام اللمبات الموفّرة في البيوت المصرية لحل أزمة ضغط أحمال الكهرباء".

إلا أنه بعد هذه التصريحات، بادرت الصحف المصرية بنشر أخبار عن جهود حملة السيسي التي تحمل اسم "تحيا مصر"، لتوصيل اللمبات الموفّرة لعدد من القرى والمدن المصرية، وتلاشت الحملة الإعلامية مع الظلام الدامس الذي أغرق مصر.

"مصر أم الدنيا وهتبقى قد الدنيا" قالها السيسي في واحدة من خطاباته التي أعقبت الانقلاب العسكري في 3 يوليو/تموز من العام الماضي، وكان وزيرا للدفاع حينها، وما إن تولى الرئاسة، في بداية يونيو/حزيران الماضي، حتى تحولت تصريحاته إلى "أحسن من سورية والعراق"، في جملة استهلاكية رددها عشرات المسؤولين والإعلاميين المصريين.