وطني حبيبي.. في اليمن ودمشق وجدة

18 أكتوبر 2015
أطفال محرومون من فرص التعليم (الأناضول)
+ الخط -
"نفس الغنوة لأجمل وحدة
وحدة كل الشعب العربي"

كانت سورية إحدى دول الاستقبال الرئيسية للاجئين في العالم قبل أن تنفجر أوضاعها. كانت تحتل المرتبة الثانية في قائمة هذه الدول، لم تسبقها سوى باكستان التي استقبلت لاجئي أفغانستان. أما الآن فسورية هي الدولة الأولى التي تنشر اللاجئين في العالم. وبات على السوري الذي يحيا مع عائلته في الداخل أن يعيش تحت وطأة حرب من دون قواعد ضمن حق البقاء على قيد الحياة برغيف الخبز وحبة الدواء وشربة الماء. بات أمام هذا الإنسان فقط أن ينتظر سقوط البراميل المتفجرة والغارات الجوية والصواريخ والقذائف لتنقله إلى دار البقاء أو تتركه في دار الفناء إلى حين.

أكثر من ذلك، فالنازحون داخل سورية قد يكون وصل عددهم الفعلي إلى نحو 10 ملايين نسمة، باعتبار رقم السبعة ملايين قديماً. كما أنّ المعارك لا تترك بقعة ريفية أو مدينية إلا وتحل فيها، وأكثر من مرة، لتخلّف بقعاً من الدماء وساحات من الأنقاض. ومن ينزحون داخل بلادهم لا تصلهم أيّ مساعدات رغم عدم حملهم لشيء معهم.

تقول تقارير المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إنّ أكثر من نصف اللاجئين والنازحين هم من الأطفال والنساء. ولا شك أنّ معظم الأطفال محرومون من فرص التعليم، ما يجعل مستقبلهم مهدداً بما يتجاوز فترة اللجوء والنزوح على حد سواء. قسم كبير من هؤلاء يخرج إلى العمل في سوق أشبه ما تكون بأسواق النخاسة من أجل المساهمة في طعام الأسرة بعد أن شحت مساعدات المفوضية. ساعات عمل تبدأ من السابعة صباحاً وحتى السابعة مساءً، مقابل مبلغ زهيد، لكنه مهم لأسرة لا تجد ما تقدمه طعاماً لأفرادها الجياع.

وتظل الحاجات أكبر إلى إمدادات لا تجد طريقاً آمناً للوصول إلى المحتاجين. والحصيلة أعداد من الأطفال يموت بعضهم جوعاً، والبعض الآخر يعيش على قيد الحياة مزوّداً بأعراض سوء التغذية وبعض الأمراض التي عاودت الظهور بعد أن توهّمت البشرية ومنظمتا الصحة العالمية واليونيسف أنهم تمكنوا من إراحة البشرية منها.

كذلك، فإنّ ملايين الأطفال من دون مدارس. ومن تتوفر له المدرسة يعجز بفعل ظروف التهجير والأوضاع النفسية عن التكيّف مع مناهج مختلفة أو الدراسة بشكل طبيعي.

ليست سورية هي الاستثناء، لكنّها صورة معبّرة عمّا يعيشه الشعب الكبير. واليوم، ماذا يمكن لحلب وحمص وحماه واللاذقية ودرعا والزبداني أن تقول لأمير الشعراء أحمد شوقي عن ظلم ذوي القربى، وهو الذي تغنّى بدمشق عندما دكّتها مدافع الفرنسيين عام 1925 في قصيدة شهيرة؟

*أستاذ في كلية التربية - الجامعة اللبنانية

إقرأ أيضاً: وطني حبيبي
المساهمون