لم تدهشني كثيراً الضجة التي أثارها وسم #وسط_البلد الذي تصدّر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر خلال الأسبوع الأخير، فللمنطقة أهمية في الوعي الجمعي المصري، واكتسبت خلال السنوات العشر الأخيرة مكانة مميزة لدى المصريين، وبينهم آلاف المؤثرين على مواقع التواصل، سواء كانوا موالين للنظام، أو معارضين، أو مهادنين.
يطلق وصف "وسط البلد" اصطلاحاً على المنطقة التجارية في وسط القاهرة، ويفضل البعض تسميتها "القاهرة الخديوية" لأنه تم إنشاء كثير من مبانيها في عهد الخديوي إسماعيل الذي جعلها تنافس العواصم الأوروبية آنذاك.
شهدت المنطقة غالبية التظاهرات والاحتجاجات التي مهّدت لقيام "ثورة يناير"، كما كانت مركزاً لتلك الثورة وما تلاها من أحداث، وهي تضم مئات المقاهي وفضاءات التجمع، كما تضم مقار العديد من الصحف ودور النشر والنقابات المهنية ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية، جنباً إلى جنب مع المقار الحكومية مثل البرلمان ومجلس الوزراء وعدد من الوزارات المهمة.
يتردد على منطقة وسط البلد يومياً عشرات آلاف المصريين، فضلاً عن سكانها والعاملين فيها، ما يجعلها نموذجاً مصغراً لمجتمع المدينة المصري بكل طبقاته ومشكلاته، إذ لا يمكنك تجاهل وجود عدد من الأثرياء وبعض فاحشي الثراء، وعلى مقربة منهم أعداد من الفقراء وكثير من المهمشين، لكن الطبقة المتوسطة تظل الغالبة على تركيبة السكان، كما ينتمي إليها أغلب زوار المنطقة.
في ظل هذا التباين الكبير، يصبح الحديث عن تصنيف واحد يجمع المقيمين والمترددين على وسط البلد محض محاولة بائسة لتزييف الحقائق، فهذا العدد الكبير من الأشخاص تؤثر في اختياراتهم ومواقفهم قناعات وخلفيات وصراعات، بغض النظر عن وجودهم في وسط البلد من عدمه.
الواقع أن الإنسان هو الكائن الوحيد على هذا الكوكب الذين لا يمكن تصنيفه ضمن إطار قيمي واحد، إذ إنه قادر على تغيير رأيه ومواقفه بشكل مستمر، بل إن بعضهم تتبدل مواقفهم يومياً، وربما عدة مرات في اليوم الواحد.
اقــرأ أيضاً
لا يعني هذا إنكار أن للمحيط تأثيراً على الأشخاص، لكن التباين يظهر عادة في طريقة التفاعل مع الحدث أو الموقف، والأشخاص في "وسط البلد"، كما في بقية مناطق مصر، ليسوا ملائكة، ولا هم شياطين، وإنما بشر يصيبون ويخطئون، وفيهم الصالح والطالح، والواعي والتافه، والمناضل والمتربح، والمحافظ والمتحرر.
ومحاولة تحميل هؤلاء مسؤولية مشكلات مصر الحالية والسابقة يمكن اعتباره خللاً عقليا متفشاً، أو ربما هو إحدى محاولات نظام الحكم المتكررة لشيطنة الشباب، وخصوصاً شباب وسط القاهرة الذين يعدهم خصماً.
يطلق وصف "وسط البلد" اصطلاحاً على المنطقة التجارية في وسط القاهرة، ويفضل البعض تسميتها "القاهرة الخديوية" لأنه تم إنشاء كثير من مبانيها في عهد الخديوي إسماعيل الذي جعلها تنافس العواصم الأوروبية آنذاك.
شهدت المنطقة غالبية التظاهرات والاحتجاجات التي مهّدت لقيام "ثورة يناير"، كما كانت مركزاً لتلك الثورة وما تلاها من أحداث، وهي تضم مئات المقاهي وفضاءات التجمع، كما تضم مقار العديد من الصحف ودور النشر والنقابات المهنية ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية، جنباً إلى جنب مع المقار الحكومية مثل البرلمان ومجلس الوزراء وعدد من الوزارات المهمة.
يتردد على منطقة وسط البلد يومياً عشرات آلاف المصريين، فضلاً عن سكانها والعاملين فيها، ما يجعلها نموذجاً مصغراً لمجتمع المدينة المصري بكل طبقاته ومشكلاته، إذ لا يمكنك تجاهل وجود عدد من الأثرياء وبعض فاحشي الثراء، وعلى مقربة منهم أعداد من الفقراء وكثير من المهمشين، لكن الطبقة المتوسطة تظل الغالبة على تركيبة السكان، كما ينتمي إليها أغلب زوار المنطقة.
في ظل هذا التباين الكبير، يصبح الحديث عن تصنيف واحد يجمع المقيمين والمترددين على وسط البلد محض محاولة بائسة لتزييف الحقائق، فهذا العدد الكبير من الأشخاص تؤثر في اختياراتهم ومواقفهم قناعات وخلفيات وصراعات، بغض النظر عن وجودهم في وسط البلد من عدمه.
الواقع أن الإنسان هو الكائن الوحيد على هذا الكوكب الذين لا يمكن تصنيفه ضمن إطار قيمي واحد، إذ إنه قادر على تغيير رأيه ومواقفه بشكل مستمر، بل إن بعضهم تتبدل مواقفهم يومياً، وربما عدة مرات في اليوم الواحد.
لا يعني هذا إنكار أن للمحيط تأثيراً على الأشخاص، لكن التباين يظهر عادة في طريقة التفاعل مع الحدث أو الموقف، والأشخاص في "وسط البلد"، كما في بقية مناطق مصر، ليسوا ملائكة، ولا هم شياطين، وإنما بشر يصيبون ويخطئون، وفيهم الصالح والطالح، والواعي والتافه، والمناضل والمتربح، والمحافظ والمتحرر.
ومحاولة تحميل هؤلاء مسؤولية مشكلات مصر الحالية والسابقة يمكن اعتباره خللاً عقليا متفشاً، أو ربما هو إحدى محاولات نظام الحكم المتكررة لشيطنة الشباب، وخصوصاً شباب وسط القاهرة الذين يعدهم خصماً.