وسائل النقل التركية: في مواقف الانتظار

30 ابريل 2020
قلصت الإجراءات الوقائية من ساعات عمل المترو (Getty)
+ الخط -
يفرض امتداد إسطنبول الكبير الموزع على قارتين و39 بلدية، إيجاد وسائل نقل سريعة وعصرية، سواء لسكانها الذين يزيدون على 15 مليون نسمة، أو السياح الذين زادوا العام الماضي. لذا، نرى أن مشاريع النقل التي تخصص لها البلدية سبعة مليارات ليرة سنوياً (أكثر من مليار دولار) قد تساهم بإبعاد مرشح، أو بوصول رئيس البلدية، نظراً للشبكة الهائلة، برية وبحرية، فضلاً عن مطارين (صبيحة والمطار الجديد).

هكذا، إلى أن حلّ فيروس كورونا قبل شهرين، فأوقف الرحلات الجوية، حتى بين الولايات الواحدة والثمانين، وأبعد نصف سيارات الأجرة عن الشوارع، إذ تعمل ذات الأرقام المفردة اليوم لتعطل غداً، وتحل مكانها التي تحمل لوحاتها رقماً مزدوجاً. وأُوقف بالمطلق الترامواي الذي يعطي للمناطق الأثرية ما ينقصها من لمسات الجمال، كساحة تقسيم ومنطقة السلطان أحمد، بل قلّصت الاحتياطات من انتشار الفيروس، من ساعات عمل المترو، بعد آخر قرار اتخذه رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، في السادس من الشهر الحالي، بتقليل ساعات عمل المترو من الساعة 12 إلى التاسعة ليلاً، والإيقاف المطلق لترامواي تقسيم وترامواي مودا في كاديكوي وفينيكولار الواصل بين كاباتاش وتقسيم.

ولنتعرف سريعاً إلى أهم وسائل النقل في إسطنبول، فضلاً عن سيارات الأجرة العامة والسيارات الخاصة والدراجات الآلية التي يعتمدها شبان كثر للتنقل في المدينة.

يأتي المتروبوس في المرتبة الأولى، نظراً لخلوّ المنطقة العربية من وسيلة كهذه، ولما له من دور وأهمية بالنقل السريع، نظراً لتخصيصه بمسار كما القطارات.
وجاء اسم "متروبوس" من كونه يجمع بين السرعة والانتظام في المواعيد التي تقدمها الخطوط الحديدية، أو ما يعرف باسم المترو السريع، وبين شكل الباص التقليدي المعروف للجميع، وحجمه الذي يجعل تواتر الرحلات أكثر بكثير من المترو.

أما فكرة إنشاء خط المتروبوس، فيقول الأتراك إنها جاءت من قبل بلدية إسطنبول، عام 2007، بهدف حل مشكلة الازدحام المروري وتقديم خدمة نقل جماعية بديلة قليلة التكاليف وكثيرة الفعالية، فجرى التوصل إلى خدمة المتروبوس. ومنذ ذاك، افتُتحَت المرحلة الأولى من الخط ونُظِّمَ الطريق الرئيسي في إسطنبول، وخُصِّص مساران في منتصفه لمرور حافلات المتروبوس.



وبعد النجاح الكبير لهذا الخط، استُكمِل بمراحله اللاحقة في السنوات التالية، وصولاً إلى عام 2012، حيث اكتملت مراحله، ليعمل على مدار 24 ساعة ويخدم حالياً 44 محطة على طول الخط، بمعدل نقل يومي يبلغ مليون راكب.

وما يجدر ذكره، أن محطة متروبوس "سوغوتلو تشيشمه" في الطرف الآسيوي من إسطنبول، وآخر محطة له في "بيليك دوزو ـ سون دوراك"، وهو الوسيلة الوحيدة بهذا الطول والخدمات وقلة التكاليف.

ثانية وسائل النقل ربما الغريبة في إسطنبول، هي الترامواي، وهي قطار صغير بعربات عدة يعمل على الكهرباء، له خط نقل خاص بعيد عن خطوط المترو والمتروبوس، ويختلف عنهما، لأنه يقف على شارات المرور في إسطنبول ويتقاطع مع طرق السيارات، لكنه يبقى أسرع من الحافلات العادية، فضلاً عن أنه يصل إلى حيث لا يمكن غيره الوصول، وخاصة منطقة السلطان أحمد، أمام الجامع الأزرق وآيا صوفيا.

وللترامواي في إسطنبول أربعة خطوط مخصصة لتسهيل الوصول إلى المناطق السياحية. ويعتبر الخط "T1" الأهم والأطول، لأنه يخترق أكثر المناطق حيوية في إسطنبول من باغجلر إلى كاباتاش، ويمرّ بزيتون بورنو أكسراي وأمينينو والسلطان أحمد وبيازيد، وكلها مراكز جذب واستقطاب لعشرات السياح يومياً. كذلك، إنّ الخط T2 مع قصر مسافته إلا أنه يمرّ بتقسيم مركز المدينة ونقطة الجذب السياحي الأولى في إسطنبول.

يأتي مترو الأنفاق ثالثاً، وليس فيه من الغرابة شيء، فهو موجود في معظم المدن الكبرى حول العالم، وهو قطار للتنقل تحت الأرض عبر أنفاق خاصة، وهناك ستة خطوط مترو أنفاق في إسطنبول، وتربط العديد من مراكز الأحياء الرئيسية في المدينة ببعضها، وربما من ميزات ميترو إسطنبول، أنه يمر من فوق الأرض ببعض مساراته، بل يعلو عليها ببعض المحطات.
يعتبر"M1" مترو أكسراي، الأطول، إذ يضم 18 محطة على الخط الرئيسي، وكذلك له خط فرعي بخمس محطات. يصل ما بين مطار أتاتورك الدولي ومحطة يني كابي. من أهم المحطات التي يمرّ بها هذا المترو "أمنيات الفاتح، أوتوغارو زيتون بورنو" وM6 الأقصر، إذ يقتصر على أربع محطات، لكنه يكتسب أهميته من وصوله إلى محطة ليفينت، وهي من أرقى الأحياء في إسطنبول، ويضم العديد من القنصليات العربية وجامعة البوسفور.

المساهمون