عرض وزير التعليم العالي في مصر خالد عبد الغفار، اليوم الخميس، خطة الحكومة، والخطوات المتبعة لرصد حالات الإصابة بفيروس كورونا، متوقعاً تسجيل 100 ألف إصابة بالفيروس.
وقال عبد الغفار، خلال كلمة له في افتتاح مشروع "بشاير الخير3" بمدينة الإسكندرية، وبحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي: "نتوقع خلال اليومين المقبلين أن نصل إلى 20 ألف حالة إصابة، وعلى الجميع عدم الشعور بالقلق من الزيادة التي حدثت في الأيام الأخيرة، فنحن نستخدم ما يسمى بالتنبؤ المستقبلي لرصد زيادة أعداد المصابين، ولدينا سيناريوهات افتراضية لمعدلات الإصابة، ومنها أن الحالات المصابة في مصر الآن تبلغ 71 ألف حالة لا 14 ألف حالة بحسب الأرقام المعلنة".
وتابع: "نتوقع أن نصل إلى 100 ألف إصابة بفيروس كورونا، وهناك مواطنون مصابون بفيروس كورونا ولا تظهر عليهم أعراض الإصابة، بما لا يستدعي دخولهم إلى المستشفى للعلاج"، مردفاً "هذه الأرقام هي افتراضية، وقد تكون الأرقام في الواقع أكبر من ذلك، لكن معدل النمو لا يزال حوالى 5.5 بالمائة، ونسبة أرقام الوفاة المعلنة بواقع 4.8 بالمائة غير قابلة للتشكيك".
وتابع: "معدل الزيادة اليومية للمصابين بفيروس كورونا لا يتجاوز 5.1 بالمائة، وهو معدل آمن حتى الآن، ولا توجد دولة في العالم تستطيع أن ترصد أعداد المصابين بالشكل الصحيح، حتى الدول التي تعتمد على إجراء موسع لاختبارات الإصابة، خصوصاً أن 80 بالمائة من المصابين بالفيروس لا تظهر عليهم أعراضه"، على حد تعبيره.
وقال عبد الغفار: "لدينا عدد من المعادلات التي يتم على أساسها حساب ورصد أعداد المصابين، ووفقاً لأسوأ السيناريوهات نتوقع أن نصل إلى 100 ألف حالة مع نهاية مايو/ أيار الجاري، لذلك نجد أن الرهان دائماً هو على وعي المواطن، وحرصه على حماية نفسه"، مشيراً إلى "250 إلى 300 حالة حرجة الآن داخل العناية المركزة، و50 مصاباً على أجهزة التنفس".
وشرح أنه "من الممكن أن تظل أعداد الإصابات في ازدياد حتى نصل إلى 37 ألفا أو 40 ألف حالة، ومن بعدها تنكسر جائحة كورونا، وتبدأ أرقام الإصابات في التراجع اعتباراً من يومي 28 و29 مايو/أيار الجاري"، موضحاً "يوجد نموذج اسمه مؤشر التقدم اللوجستي، ومن خلاله وضعنا رقماً آخر لقياس معدل الإصابات، وهو يعتمد على تحديد نقطة الانكسار في الفيروس من خلال الرقم صفر. وهذا يمكن حدوثه في 16 يوليو/تموز، فبعد هذا التاريخ قد تبدأ مصر في تسجيل صفر حالات"، حسب كلامه.
وشهد السيسي، اليوم الخميس، افتتاح المرحلة الثالثة من المشروع السكني "بشائر الخير" في محافظة الإسكندرية، وذلك في حضور رئيس مجلس النواب علي عبد العال، ورئيس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزير الدفاع محمد زكي، ووزير الإسكان عاصم الجزار، وعدد من الوزراء والمسؤولين في الدولة.
وحضرت وزيرة الصحة هالة زايد حفل افتتاح المشروع، جالسة في آخر صف في القاعة بخلاف الوزراء الآخرين، إذ أبُعدت عن مكان جلوس السيسي بحوالي 5 صفوف كاملة، لا سيما وأنها أجرت تحليل PCR، أمس، نظراً للاشتباه في إصابتها بفيروس كورونا، وعدم تأكيد حضورها إلى الحفل إلا بعد ظهور نتيجة التحليل التي جاءت سالبة.
وأثار انفراد "العربي الجديد" بالخوض عن خضوع وزيرة الصحة لإجراءات العزل المنزلي، نتيجة الاشتباه في إصابتها بفيروس كورونا، على وقع مخالطتها اثنين من العاملين في مكتبها من المصابين بالفيروس، ردود فعل واسعة على منصات التواصل، وهو ما دفع متحدث الوزارة خالد مجاهد إلى نفي إصابتها بالعدوى، من دون أن ينفي مسألة الاشتباه في إصابتها.
وقال مصدر مطلع في وزارة الصحة، إن زايد تنتظر النتيجة الثانية لتحليل PCR للتأكد من عدم إصابتها بالفيروس، والبدء فوراً في إجراءات العزل المنزلي في حال كانت نتيجة العينة موجبة، مشيراً إلى أن مكتب الوزيرة بالكامل أصيب بالعدوى نتيجة مخالطة أفراده لمعاونة الوزيرة لشؤون التأمين الصحي، نيفين النحاس، والتي تخضع حالياً للعزل الصحي في مستشفى "أبو خليفة" بمحافظة الإسماعيلية.
من جهته، قال السيسي مخاطباً المصريين خلال الحفل، رداً على ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا في البلاد: "اطمنوا يا مصريين، ولكن احذروا، وأؤكد أن الموضوع يُدار بشكل علمي ومهني، والدولة قادرة على مواجهة هذا الفيروس"، مستطرداً "الحديث عن حجم الأسرة، وغرف العناية، وأجهزة التنفس الصناعي في المستشفيات، يؤكد أن لدينا القدرات على المواجهة، ولكن هذه القدرات تستخدم كذلك مع الأمراض الأخرى".
وأضاف: "نحن لن نوقف التعامل مع باقي الأمراض حتى نواجه فيروس كورونا، فنحن نتعامل مع باقي الأزمات الصحية بالتزامن مع هذا الوباء"، مستدركاً "أنا سامع إن في حالة جدال بين الأطباء بسبب أزمة أطباء التكليف... وأقول للجميع: من فضلكم هذا وقت يجب التكاتف فيه مع مصر لمواجهة هذا الفيروس، ولكم مني كل الشكر والتقدير".
وتابع السيسي: "الأطقم الطبية هم اللي شايلين الشيلة، ومن فضلكم خلوا بالكم معانا لما بقول الأطقم الطبية، دي ناس قاعدة ليل نهار في مواجهة المرض، وكلما نأخذ بالنا هانخفف عنهم. وتطور معدلات الإصابة بالفيروس أمر طبيعي، وهذا التطور قد يقل أو يزيد، فكل شيء وارد الحدوث، ولكنه يعتمد بشكل أساسي على التصرفات، وكفاءة التعامل من قبل المواطن مع الفيروس".
واستطرد قائلاً: "إذا انتبهنا على أنفسنا، معدلات الإصابة قد تكون أقل مما هي عليه الآن، وأنصح جميع المصريين بتقوية مناعتهم خلال الوقت الراهن، من خلال ممارسة الرياضة، إلى جانب تناول الأطعمة التي تعمل على زيادة المناعة، هذا بخلاف زيادة حالة الوعي لدى الجميع، ونشرها بين المواطنين بقدر المستطاع".