أكد وزير خارجية فنزويلا، خورخي أريازا، أن بلاده في اتصال مع جهات في الإدارة الأميركية، كما هاجم في الوقت ذاته الولايات المتحدة لتدخلها في شؤون فنزويلا الداخلية وتهديد سيادتها، محذرا إياها من أي تدخل عسكري.
وجاءت أقوال أريازا، خلال مؤتمر صحافي عقده مساء الجمعة بتوقيت نيويورك (فجر السبت بتوقيت القدس) في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وكانت حكومة نيكولاس مادورو قد أعطت الدبلوماسيين الأميركيين في فنزويلا مهلة حتى الإثنين القادم لمغادرة البلاد، بعد إعلان الولايات المتحدة تأييدها لزعيم المعارضة، خوان غوايدو واعترافها به رئيسا مؤقتا.
وأكد وزير الخارجية الفنزويلي وجود قنوات تفاوض مع الجانب الأميركي وحكومة مادورو حول الموضوع ومواضيع أخرى، رافضا في الوقت ذاته تأكيد أو نفي الأنباء التي تحدثت عن تمديد المهلة الممنوحة للدبلوماسيين الأميركيين لمغادرة فنزويلا لمدة ثلاثين يوما إضافية.
وتابع: "نأمل أنه وخلال وجودي في نيويورك، من المفترض أن يعقد لقاء مقترح مع السيد إليوت إبرامز (مسؤول الملف الفنزويلي في الإدارة الأميركية الذي تم اختياره مؤخرا للمنصب). نأمل أن نلتقي ونعمل على هذا الأمر. وهذا متعلق بدرجة التعاون والاحترام الذي سيبديه كل من الطرفين للآخر".
وأضاف في السياق نفسه: "من الصعب أحيانا التفاوض مع الولايات المتحدة وهم يدسون أنفهم كل يوم في شؤوننا الداخلية".
ومضى قائلا: "العلاقات بين الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية معقدة... إن سيرة السيد إليوت إبرامز المهنية ليست جذابة، عندما يتعلق الأمر بالتفاوض مع دول جنوب أميركا. ولكن تم اختياره ... سواء عينوا الشيطان أو غيره، علينا التفاوض مع ذلك الشخص، لأنه المتحدث باسم الحكومة. نريد سلاماً مع الولايات المتحدة واحتراما متبادلا". وأكد أن هناك اتصالات قد عقدت مؤخرا بينه، كوزير خارجية فنزويلا وأطراف من الحكومة الأميركية.
والتقى الوزير الفنزويلي بالأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، في نيويورك ثلاث مرات منذ بداية العام الحالي. وفي هذا الإطار، قال أريازا: "لقد تحدثنا مع الأمين العام عن قضايا عديدة من بينها تقييم الآليات حول المساعدات الإنسانية والتقنية لفنزويلا. ولماذا أتحدث عن التقنية؟ لأنه ليس بإمكاننا استيراد الطعام والأدوية والاحتياجات الأساسية للفنزويليين بالأسعار والوقت المناسبين. هناك صعوبة شديدة عندما تقوم واحدة من أقوى الدول في العالم (الولايات المتحدة) بضرب حصار على فنزويلا. ولذلك، تدعمنا الأمم المتحدة ببرامجها المختلفة للتأكد من أنه يمكننا الحصول على السلع الأساسية.. ونعمل مع جهات مختلفة وبرامج للأمم المتحدة لتغيير نموذجنا الاقتصادي، والذي يعتمد في الأساس على الاستيراد".
وبخصوص التوجه نحو إدخال المساعدات الأميركية بالقوة، قال وزير خارجية فنزويلا إن ذلك يتنافى مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية، والتي تتطلب موافقة حكومات الدول ذات السيادة لإدخال أي مساعدات إنسانية أو تفويض من مجلس الأمن.
واستطرد قائلا: "هناك بعض من يريدون إدخالها بالقوة، وبتوجيهات من الولايات المتحدة، وهؤلاء ويريدون نشر العنف وخرق سيادة فنزويلا وهذا يشعرنا بالقلق". في المقابل، نفى أن يكون الجيش الفنزويلي مسؤولا عن مقتل شخصين الجمعة بالقرب من الحدود البرازيلية. وقال إن الولايات المتحدة، بمن في ذلك الرئيس الأميركي، يحرضون الجيش الفنزويلي على الانشقاق عن الرئيس مادورو.
كما تحدث أريازا كذلك عن اجتماعه في نيويورك في أكثر من مناسبة مع وفود أكثر من ستين دولة عضو في الأمم المتحدة، تعمل من أجل تشكيل تحالف داخل الأمم المتحدة ومنظماتها من أجل اتخاذ الخطوات الملائمة "للدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة بما فيها سيادة الدول".
وكان وزير الخارجية الفنزويلي قد أعلن تشكيل ذلك التحالف الأسبوع الماضي في مؤتمر صحافي حضره سفراء العديد من الدول من بينهم السفير الروسي بالأمم المتحدة. وأكد أريازا أن التحالف سيعمل على حماية مبادئ الأمم المتحدة التي تنص على "حق تقرير المصير للشعوب واحترام سيادة الدول وعدم تهديد الدول باستخدام القوة وعدم تهديد السلم والأمن الدوليين".
وأشار إلى أن أعضاء المجموعة يتشاورون مع العواصم حول تسمية للمجموعة والتحرك على عدة مستويات داخل مؤسسات الأمم المتحدة، بما فيها الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان وغيرها.