وقال وزير الصحّة المغربي أنس الدكالي في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إنّ آخر حصيلة لعدد وفيات إنفلونزا الخنازير في البلاد هي تسع حالات إلى حدود صباح اليوم السبت، مبرزاً أنه لا داعي للقلق والهلع وسط المواطنين، باعتبار أن الوضعية الوبائية الخاصة بالإنفلونزا تبقى في الحدود العادية مقارنة مع سنوات خلت.
وأفاد الدكالي بأن هناك أخباراً تنتشر وسط الناس ومواقع التواصل بخصوص وفيات هنا وهناك بسبب إنفلونزا الخنازير، لكن لا دليل على وجود هذه الوفيات، مؤكداً ضرورة تحلّي هذه المنابر بالتثبت والتريث قبل إشاعة مثل هذه الأخبار غير المؤكدة.
وأوضح وزير الصحّة المغربي، أنه كلما استجد أمر أو وفيات لا قدر الله، فإن مصالح الوزارة تخبر المواطنين بذلك عبر بلاغات في حينه، ومن ثم فإن المطلوب هو عدم تهويل الأمر، وخاصة أن مصالح الوزارة تعمل على قدم وساق من أجل تتبع الحالات التي تصل إلى المستشفيات.
وحول موضوع عدم توفر الأدوية وفق ما اشتكت منه أسر بعض الضحايا، شدد الوزير ذاته على أن الأدوية بدأ توفيرها في الصيدليات والمستشفيات العمومية والمصحّات، وبأن الأهم هو الوقاية من خلال بعض السلوكات البديهية، مثل غسل اليدين، ولكن أيضاً التحلي باليقظة وخاصة بالنسبة للفئات الهشّة من قبيل المسنين، والأطفال والحوامل والأشخاص الذين لا يتوفرون على مناعة ذاتية تقاوم الفيروس.
كلام وزير الصحّة يناقضه زوج ضحية لإنفلونزا الخنازير بمدينة فاس، قال في تصريح لـ"العربي الجديد" بأنه بحث عن الدواء "تامفيلو" في جميع الصيدليات والمستشفيات لكن دون جدوى، إذ كان الجواب بأنه لا وجود لمخزون الدواء.
وتابع الزوج بأن "الحديث عن وجود أدوية لهذا الفيروس المعدي خاصة بالنسبة للحوامل، هو مجرد كلام للاستهلاك الإعلامي، بعيداً عن الواقع، وخصوصاً في الأيام الأولى من انتشار المرض، متابعاً أنه لم يتم إيجاد هذه الأدوية إلا بعد تفاقم الوضع".
وأفادت نقابات وجمعيات تنشط في المجال الصحّي، بأنه لا وجود لحدّ الآن لأدوية تواجه فيروس إنفلونزا الخنازير، وبأنّ هناك حديثاً عن توفره في الأسبوع المقبل، موردة أن المخزون المتوفر انتهت صلاحيته بسبب عدم استيراد هذا النوع من الأدوية الذي لا يصنع في البلاد منذ 2009.
وتنشر وسائل إعلام مغربية أخباراً متواترة عن حالات ضحايا لإنفلونزا الخنازير في كل من مدن مراكش وطنجة وفاس، حيث تحدثت عن وجود أربعة أطفال رضّع ضحايا هذا المرض المعدي، الذي قد يفتك بالضحية في غضون 48 ساعة إذا لم يحصل على اللقاح والدواء المناسب.
وفيما تسود حالة من الخوف والهلع في صفوف المواطنين، خرج رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، ليؤكد بنبرة مطمئنة أن "فيروس H1N1 عادي للغاية، وموجود في العديد من الدول، لكن خطورته تكمن في الحالات الهشّة ذات المناعة الضعيفة، الأمر الذي يساعد على نشر تأثيراته الصحّية السلبية".
وأوضح العثماني "أنّ عدد الوفيات ليس كبيراً، وأنه تمت تعبئة مختلف الأطقم الصحّية، في المراكز الصحّية والمستشفيات الجامعية، كما أن الاستعدادات جارية لإطلاق حملة إعلامية واسعة".
ودعا العثماني إلى الابتعاد عن تناول أي معطيات تتعلق بالموضوع بشكل عشوائي، "في ظل غياب أهل الاختصاص والأطبّاء، الذين يدرسون طبيعة المرض وطرق علاجه، بعدما تكاثرت الشائعات والمعلومات المغلوطة، ما أدى إلى نشر الهلع في صفوف المواطنين".
ووصلت، صباح اليوم السبت إلى المغرب، الدفعة الأولى من عقار تطعيم "تاميفلو" المضادّ لفيروس إنفلونزا الخنازير، وتتكون هذه الدفعة من 1000 علبة جرى توريدها من مدينة بازل السويسرية، وهي دفعة أولى من أصل 15 ألف علبة تقدم المغرب بطلبها من مجموعة روش لصناعة الأدوية، وفق ما ذكرت وسائل إعلام. وينتظر أن تبدأ وزارة الصحّة بتوزيع العقار على جميع المستشفيات والمراكز الصحّية في المغرب، في انتظار وصول باقي الكمية.