لبنان الجريح الذي لم يستيقظ بعد من كارثة انفجار مرفأ بيروت ويعيش واقعاً سوداوياً منذ تاريخ وقوع المأساة في الرابع من أغسطس/آب الجاري، يعاني اليوم من ارتفاع قياسي وخطير في أعداد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا بعدما سجّلَ أمس الأحد 439 إصابة و6 وفيات، ليصبح المجموع 8881 من الإصابات المثبتة، ومجموع حالات الوفاة 103.
وفي هذا السياق، أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن اليوم الإثنين في حديثٍ لإذاعة "صوت لبنان" حالة النفير العام بسبب فيروس كورونا، مؤكداً الحاجة إلى قرار شجاع بالإقفال مدّة أسبوع، محذراً من "أننا أمام تحدٍّ حقيقي".
— Ministry of Public Health - Lebanon (@mophleb) August 16, 2020
وقال حسن إن "الأرقام التي تسجَّل في الآونة الأخيرة صادمة والموضوع يحتاج إلى إجراءات صارمة لأن الوضع لم يعد يُحتَمَل"، كاشفاً عن امتلاء أسرّة العناية الفائقة في المستشفيات الحكومية والخاصة في بيروت، أما بالنسبة للمستشفيات التي لا تستقبل كورونا فيمكن للجيش وضع يده عليها وإلزامها باستقبال المصابين وفقاً لحال الطوارئ المفروضة في العاصمة.
وحذرت مستشارة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب للشؤون الطبية بترا خوري، في تغريدة على حسابها عبر "تويتر"، من هذه النتائج، وقالت: "خلال هذا الوقت من الألم والحزن والفوضى وعدم اليقين، نبحث عن هدف يوحدنا. ارتفع المعدل الإيجابي لكورونا من 2.1 في المائة إلى 5.6 في المائة في 4 أسابيع. الفيروس لا يفرق بيننا. يمثل هذا المعدل تهديداً حقيقياً لكل أمتنا".
خلال هذا الوقت من الألم والحزن والفوضى وعدم اليقين، نبحث عن هدف يوحدنا. ارتفع المعدل الإيجابي لكورونا من 2.1٪ إلى 5.6٪ في 4 أسابيع. الفيروس لا يفرق بيننا. يمثل هذا المعدل (>5%) تهديدًا حقيقيًا لكل أمتنا! #كورونا #WearAMask #SaveYourLife #كورونا_لبنان pic.twitter.com/ozEJ18xMgA
— Petra Khoury (@petra_khoury) August 17, 2020
من جهته، أشار مدير مستشفى رفيق الحريري الدكتور فراس الأبيض، في تغريدات على حسابه عبر "تويتر"، إلى أن الارتفاع المستمر والسريع في عدد المرضى الذين يعانون من كورونا في لبنان مقلقٌ للغاية. سائلاً، "هل نواجه خياراً بين فقدان السيطرة تماماً أو الإغلاق التام؟ بالنسبة إلى خبراء الصحة العامة، هذا السؤال والإجابة عليه واضحان. هل المجتمع أو السلطات جاهزة؟".
٤.١ إن الارتفاع المستمر و السريع في عدد المرضى الذين يعانون من #كورونا في 🇱🇧 مقلق للغاية. هل نواجه خيارًا بين فقدان السيطرة تمامًا أو الإغلاق التام؟ بالنسبة لخبراء الصحة العامة ، هذا السؤال وإجابته واضحان. هل المجتمع أو السلطات جاهزة؟
— Firass Abiad (@firassabiad) August 17, 2020
وقال: "يجب أن يستمر الإغلاق لمدة أسبوعين على الأقل حتى يؤتي النتائج المرجوة. في بعض البلدان، دعمت السلطات العمّال من خلال توفير التعويضات أو الأمن الوظيفي. كما تم توفير الغذاء والدواء للعاجزين. حالياً، نفتقر إلى الدعم المالي والاجتماعي المطلوب لتحمل عبء الإغلاق".
٤.٢ الإعلان أدناه من بلدية برجا يشير إلى أن المجتمع ليس جاهزًا. ويرجع السبب في ذلك إلى الأزمة المالية ، أو الإجهاد الاجتماعي والعقلي ، إن الإغلاق لا يحظى بشعبية كبيرة. ولا يزال بعض الأشخاص لا يأخذون #كورونا على محمل الجد أو يعتبرونه خدعة. pic.twitter.com/P9NyW9rtUw
— Firass Abiad (@firassabiad) August 17, 2020
وأضاف الأبيض: "من دون اللجوء إلى الإغلاق، ستستمرّ الأرقام في الارتفاع، مما سيؤدي إلى تجاوز القدرة الاستيعابية للمستشفيات. حدث هذا بشكل كارثي في بلدان أخرى. وإذا انتظرنا أكثر ومع مرور الأيام، فستكون خطورة الموقف واضحة حتى للمشككين في كورونا. لكن لسوء الحظ سيكون الوقت قد فات".
٤.٣ يجب أن يستمر الإغلاق لمدة أسبوعين على الأقل حتى يؤتي النتائج المرجوة. في بعض البلدان ، دعمت السلطات العمال من خلال توفير التعويضات أو الأمن الوظيفي. كما تم توفير الغذاء والدواء للعاجزين. حاليًا ، نفتقر إلى الدعم المالي والاجتماعي المطلوب لتحمل عبء الإغلاق.
— Firass Abiad (@firassabiad) August 17, 2020
في السياق، أصدر محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي أربعة قرارات قضت بعزل أحياء في برجا، وإقفال قلم نفوس ومحتسبية جبيل وسرايا عاليه بسبب فيروس كورونا.
وقرّر عزل الأحياء التي تحددها بلدية برجا (قضاء الشوف) بعد ارتفاع في عدد الإصابات بفيروس كورونا، ليتم اتخاذ العينات والفحوصات اللازمة من سكان البلدة والمخالطين مع المصابين. وكلَّف قوى الأمن الداخلي التنسيق مع بلدية برجا لتنفيذ مضمون هذا القرار وتنظيم محضر وفق الأصول وتكليف البلدية بالتشدد في اتخاذ الإجراءات الوقائية، ولا سيما في المقاهي ومراكز العبادة لجهة تأمين التباعد الاجتماعي والالتزام بنسبة 50 في المائة من قدرتها الاستيعابية.
وكان لبنان يتجه لإعادة إقفال البلد بسبب ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا، لكن القرار علّق بعد الفاجعة التي ألمّت به إثر الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب وراح ضحيته أكثر من 170 قتيلاً ونحو 6000 جريح وأدى إلى تدمير جزء كبير من العاصمة اللبنانية وتشريد آلاف العائلات.