وزير السياحة اللبناني: العنصرية وقمع الإعلام لتبرير الفشل

05 نوفمبر 2018
هكذا بدا بحر لبنان هذا العام (أنور عمرو/فرانس برس)
+ الخط -
في مقابلة قصيرة وسريعة، نجح وزير السياحة اللبناني أواديس كيدانيان في جمع المقاربات العنصرية والذكورية والقمعية لتبرير فشل الحكومات اللبنانية المتعاقبة في حل أزمة النفايات أو تراجع السياحة.
ماشياً على خُطى الأنظمة القمعية في تبرير قمع الصحافة، ذهب وزير السياحة اللبناني بعيداً في نكران مسؤوليّة الطبقة السياسيّة التي ينتمي إليها في أزمات البلاد، تحديداً النفايات والسياحة، وتحميل المسؤوليّة للإعلام اللبناني.
ففي مقابلة أجراها مع صحيفة "ديلي ستار" المحليّة الناطقة بالإنكليزيّة، نُشرت اليوم الإثنين، حمّل وزير السياحة اللبناني، أواديس كيدانيان، الإعلام، مسؤوليّة "تدمير صورة البلد" وبالتالي تراجع السياحة.
وقال الوزير إنّ "الإعلام يُحبّ أن يقول إنّ لبنان مليء بالنفايات والبحر ملوّث، وإنّ البلد أغلى وجهة سياحية على الإطلاق. لقد دمّرتم صورة لبنان".
يلجأ الزعماء في الأنظمة القمعية عادةً إلى مثل هذه التبريرات في نفيهم مسؤوليّتهم تجاه مواطنيهم ووظائفهم، وللمطالبة بقوانين أكثر إجحافاً ضدّ الصحافيين. والعام الماضي وحده، ارتفعت تلك النسبة، فتحجّجت دول أكثر بالأخبار الكاذبة لإصدار قوانين قمعيّة بحقّ الصحافيين وحريّة الإنترنت. وبحسب تقرير أخير لمنظمة "فريدوم هاوس" المعنيّة بحرية الإنترنت، فقد قامت الحكومات هذا العام بقمع المعارضين على الإنترنت بحجة الأخبار الكاذبة، إذ أقرت أو اقترحت 17 دولة على الأقل قوانين تقيد وسائل الإعلام عبر الإنترنت باسم محاربة "أخبار مزيفة" والتلاعب عبر الإنترنت.
لا بل إنّ الوزير أعطى مثالاً عنصريّاً - طبقياً عن مصر أيضاً. فقال "أعني، أنظروا إلى مصر. هل هناك بلد متّسخ أكثر منها؟ الناس هناك صوتهم أعلى، وهناك زحمة مرور، ويعيش الناس في القبور. أوكي؟ لكن هناك سياحة، لأنهم يعرفون كيف يروّجون لبلدهم". 


اعترف كيدانيان أنّ هناك تلوّثاً "في بعض المناطق في بحر لبنان، وأنّ هناك أزمة نفايات"، لكنّه قال إنّ حجم المشكلة يتم المبالغة فيه. ويبدو أنّ الوزير نسي أنّ الأزمة تعود إلى العام 2015، عندما تكدّست النفايات في شوارع بيروت. ولعلّ تقرير قناة "سي إن إن" الأميركيّة الذي انتشر بكثافة حينها، ويظهر أطناناً من النفايات المكدّسة، خير دليل على أنّ هكذا قضايا تجذب الاهتمام العالمي وليس المحليّ فقط.
وقال "لدينا الكثير من حريات الصحافة، وهو أمرٌ مهم، لكنه يُستخدم بشكلٍ خاطئ. أعطي دائماً هذا المثل: لديّ ابنة. إن قلتُ إنّها لا تعود للمنزل، وتدخّن الحشيشة، وتخرج بصحبة الكثير من الرجال... هل سيأتي أي شخص مناسب للتقدّم بطلب يدها؟" مضيفاً "هذه الصورة السيئة عن لبنان في الخارج هي بسبب الإعلام".

المساهمون