وزير الدفاع الدنماركي يحذّر من "عودة الحرب الباردة"

13 يناير 2017
وزارة الدفاع تعرب عن مخاوف أمنية (العربي الجديد)
+ الخط -


يبدو أنّ قضية تعرّض دول الشمال لعشرات آلاف هجمات القرصنة الروسية، ضد مؤسسات حساسة في حكوماتها، دفعت وزير الدفاع الدنماركي كلاوس فريدريكسن إلى إطلاق ما يشبه صرخة "مخاطر الحرب الباردة عادت".

اللافت في تصريحات فريدريكسن، التي شغلت وسائل الإعلام في الدنمارك، أنّها تعد تحوّلاً في الخطاب، فبعد فترة من إعلان التعرض لهجمات قرصنة حساسة دون ذكر الفاعل صراحة، قال فريدريكسن، عضو الحزب الليبرالي "فينسترا"، إنّ "على الناس أن يعوا بأنّنا أمام خطر حقيقي من جيش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

بالنسبة لفريدريكسن، الذي تسلم حقيبته حديثاً بعد توسعة الائتلاف الحاكم، فإنّ التهديد "يتعلّق أيضاً بمناطق مجاورة (مراقبون يقدرون البلطيق والسويد وفنلندا)".

وأضاف، بحسب ما نقلت عنه القناة الدنماركية، أنّ "الجيش الأحمر يقوم بالتحشيد والتسلّح ويدخل في معركة خلف الشاشات لإخافة وشل ديمقراطيتنا".

وبشأن كلام وزير الدفاع، قال صحافيون دنماركيون، لـ"العربي الجديد": "حين يتحدث فرديدريكسن، في أول تصريح له عن مخاطر القرصنة والتحشيد الروسي وارتفاع النبرة، فنحن أمام تحذير خطير من المؤسستين العسكرية والأمنية".

ويقول صحافي مخضرم، ومتابع دقيق للحرب الباردة، إنّ "ما تريده المؤسسة العسكرية هو إيقاظ الناس لإدراك خطورة التهديدات المباشرة ضد بلدنا وجيراننا. إنّها حرب باردة بوسائل خطيرة يمكن أن تشلّ المجتمعات".

وذهب وزير دفاع الدنمارك، الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وصديقة واشنطن، إلى حد القول إنّ "صورة ما عايشناه بعد 1989 لم تعد قائمة، بل تعود صورة أخرى من التهديدات، وذلك ينذر بأنّنا أمام عالم آخر نعيش فيه الخوف الذي عاشته أوروبا بعيد الحرب العالمية الثانية".

يأخذ مسؤولون في الدنمارك، والنرويج، والسويد، كأعضاء في "الناتو"، ما يسمونه "عودة التهديدات" على محمل الجد، وسط خشية من سياسات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، ومدى التزامه بتعهدات "الناتو" للوقوف في وجه روسيا، وفقاً لمصادر برلمانية عبّرت لـ"العربي الجديد"، عن مخاوفها مما يثار عن علاقة بوتين بترامب في المستقبل.


وزارة الدفاع الدنماركية/سياسة/ناصر السهلي/العربي الجديد
















وتأتي تصريحات وزير الدفاع الدنماركي بعد أيام من تصريحات الاستخبارات العسكرية التي حذّرت مع نظرائها في دول الشمال، من محاولات روسية "لقرصنة مواقع حساسة وإرسال رسائل واضحة الأبعاد".

لم تعد تخفي وزارة الدفاع الدنماركية اليوم، أنّ "مجموعات القرصنة الروسية التي تحاول ضرب دول الشمال هي مدعومة رسمياً من الكرملين، وتهدف إلى ضرب المشافي والبنية التحتية والكهرباء ونظام الشبكة العنكبوتية، بما يخلق جواً من العجز والتخبّط في النظام الصحي، لزعزعة الاستقرار في بلادنا بطريقة ملموسة تثير الشكوك بالديمقراطية وعدم الاطمئنان لها عند شعوبنا".

استنتاجات التهديد الروسي، والمخاوف على المستوى الأمني والدفاعي، بما يشمل دول الجوار، تأتي عقب تقرير استخباراتي شامل من 56 صفحة يعدد مخاطر ما ستواجهه أوروبا في العام الحالي.

ولا يخفي التقرير "سباق تسلّح نووي تكتيكي واستراتيجي تقوم به روسيا رغم أزماتها الاقتصادية"، بالإضافة إلى تخصيص جيش لقيادة "حرب معلومات وهجمات قرصنة وتهديد مباشر للمجتمعات في الشمال ومنطقة البلطيق".

ورغم أنّ الاستخبارات العسكرية الدنماركية لا ترى إمكانية "اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة"، فإنّ وزارة الدفاع، على لسان وزيرها فريدريكسن، ترى مؤشرات معاكسة، "فالتحرّكات لصواريخ تنشر في كالينينغراد أصبحت كوبنهاغن في مرماها، وبالطبع هذا شيء خطير جداً"، كما قال.

وترى دول الشمال أنّ عودة الحرب الباردة، بعناصر جديدة كهجمات قرصنة إلكترونية وبحملات دعائية، "تتطلّب رداً أوروبياً مشتركاً، إضافة إلى نشر دفاعات صاروخية أقرّت في العام 2012".



المساهمون