تعهّد وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، الأحد، أن يتعاون البنتاغون مع التحقيق الذي يجريه ديموقراطيو الكونغرس لعزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في خرق واضح لسياسة الرئيس لإفشال التحقيق.
وأوضح إسبر أن وزارته ستحاول الامتثال لمذكرة استدعاء من الديموقراطيين في مجلس النواب، الساعين للحصول على سجلات تتعلق بحجب المساعدات العسكرية الأميركية عن أوكرانيا. وقال إسبر في مقابلة على قناة "سي بس اس" الأميركية: "سنفعل كل شيء للتعاون مع الكونغرس".
ويأتي موقف إسبر غداة إعلان البيت الأبيض أنه لن يتعاون مع مجلس النواب الذي يهيمن عليه الديموقراطيون، معتبرا أن إطلاق إجراءات عزل ترامب غير شرعي وغير دستوري. ويقود رؤساء لجان الاستخبارات آدم شيف والشؤون الخارجيّة إليوت إنغل ومراقبة السُلطة التنفيذيّة إيلايجا كامينغز في مجلس النواب تحقيقا لكشف معلومات تتعلق بضغط ترامب على نظيره الأوكراني لإلحاق ضرر بجو بايدن، المرشح الأوفر حظا لتمثيل الحزب الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية في العام 2020، على أن يكون ذلك شرطا لتلقي المساعدات العسكرية.
وأرسل رؤساء اللجان النيابية الثلاث مذكرات استدعاء لمكتب ميزانية البنتاغون والبيت الأبيض، مطالبين بوثائق مرتبطة بمنع ترامب مساعدات عسكرية عن أوكرانيا بقيمة نحو 400 مليون دولار تحتاج إليها كييف بشدة في نزاعها مع روسيا على خلفية ضم الأخيرة شبه جزيرة القرم في العام 2014.
وأبلغ إسبر محطة "فوكس نيوز"، الأحد، أن مسؤولي الإدارة وترامب نفسه قد لا يجيزون الاطلاع على المستندات التي يطلبها أمر الاستدعاء. وقال: "للبيت الأبيض رأي في إصدار الوثائق أيضا. هناك عدد من الأمور التي تؤدي دورا في هذا".
وحصلت اللجان النيابية على مجموعة رسائل نصية لمحادثات جرت بين دبلوماسيين أميركيين تظهر أن إدارة ترامب بذلت جهودا من أجل الضغط على أوكرانيا بغية فتح تحقيق بحق جو بايدن، وابنه هانتر. وقد أعرب بعض الدبلوماسيين في الرسائل النصية عن خشيتهم من أن تكون تلك التصرفات غير ملائمة.
ووجّه محامي البيت الأبيض بات سيبولوني، الثلاثاء، رسالة إلى الرئيسة الديموقراطية لمجلس النواب نانسي بيلوسي اعتبر فيها أن التحقيق يفتقد الأسس الشرعيّة الدستوريّة. واعتبر خبراء أن الرسالة تفتقر إلى الأسس القانونية.
وتركز استدعاءات اللجان جزئيا على محادثة هاتفية جرت في 25 تموز/يوليو بين ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. ويظهر محضر المكالمة أن زيلينسكي أبدى رغبته بالحصول على مساعدة عسكرية أميركية ليرد عليه ترامب بالقول: "لكني أريدكم أن تقدموا لنا خدمة" قبل أن يتطرق لقضية بايدن.
وردا على سؤال لشبكة "فوكس نيوز"، عما إذا كان ترامب قد أوضح سبب عدم تقديم المساعدة التي أقرها البنتاغون، قال إسبر: "ليس لدي ما أشاطركم إياه في هذا الخصوص". وظهرت تفاصيل عن المكالمة الشهر الماضي بعد شكوى قدّمها مخبر تابع لجهاز استخبارات.
ويقر الطرفان بواقعة طلب ترامب من دولة أجنبية فتح تحقيق حول منافسه المحتمل في انتخابات 2020، لكنّهما يختلفان حول ما إذا كان ذلك يشكل جريمة أو مخالفة تستحق العزل.
(فرانس برس)